كلنا يعرف ان مستشفى عدن العام بكريتر يعتبر من المستشفيات الحديثة مقارنة بمستشفيات عدن الحكومية الاخرى، ومنذ عشر سنوات تقريباً توقف العمل في هذا المستشفى بشكل عام، وربما كان المبرر للتوقف بحجة اجراء الصيانة اللازمة له، وهو كما يبدو مبرر واهٍ ولا يستند إلى منطق، وإلا لما بقي هذه الفترة الطويلة معطلاً عن العمل بينما المجتمع في أمس الحاجة إلى خدماته التي كان يقدمها كواحد من أكبر مستشفيات عدن الحكومية وأحدثها وقد يكون السبب الحقيقي وراء تعطيل هذا الصرح الطبي الكبير أن اليد الآثمة التي امتدت إلى عدد من المنشآت الصناعية والتجارية الناجحة التي ورثتها دولة الوحدة من النظام الشطري السابق في الجنوب واستطاعت تدميرها والقضاء عليها قد تكون هي اليد نفسها التي امتدت إلى المنشأة الطبية الكبيرة واخرجتها عن الجاهزية والعمل حتى الآن لتحرم المجتمع في عدن بشكل خاص والشعب اليمني بصورة عامة من الاستفادة من الخدمات الطبية الواسعة التي كان يقدمها هذا الصرح الطبي الكبير في الوقت الذي تزايدت فيه اعداد السكان وتضاعفت كثيراً في محافظة عدن الأمر الذي شكل ضغطاً كبيراً على الخدمات الطبية التي تقدمها المستشفيات الحكومية الاخرى وخاصة مستشفى الجمهورية، مما اسهم في قصور تلك الخدمات وتدهورها ويهدد بالكثير من العواقب والسلبيات على المجتمع التي قد تؤدي إلى انتشار بعض الأمراض والأوبئة التي قد تصعب السيطرة عليها فيما لو انتشرت بين الناس.ومن الواضح ان الخدمات الطبية التي يقدمها القطاع الخاص اصبحت تكاليفها باهظة جداً وليس بمقدور المواطن محدود الدخل ان يحصل عليها وهذا ما ينطبق على السواد الأعظم من الناس، أضف إلى ذلك ان هذه الخدمات الطبية التي يقدمها القطاع الخاص اصبحت أشبه بالتجارة الجشعة لدى معظم هذا القطاع إلا من رحم الله، ناهيك عن الاساليب والطرق الملتوية التي يتعرض لها بعض المرضى الذين يقودهم حظهم العاثر إلى بعض الأطباء الذين يرهقونهم بالكثير من الاجراءات والفحوصات والأدوية التي قد لا تكون ضرورية لهم.وإذا كان مستشفى عدن العام قد تعطل منذ نحو عقد من الزمن وفي ظروف غامضة وربما بأيد عابثة متعمدة، فإن الظروف قد تغيرت الآن عما كانت عليه سابقاً ولم يعد هناك مبرر لاستمرار توقف هذا المستشفى وحرمان المجتمع من خدماته الضرورية، ولذلك فإن المسؤولية تقع الآن على وزارة الصحة العامة والسكان وقيادة السلطة المحلية بمحافظة عدن في بذل اقصى الجهود لإعادة الحياة إلى مستشفى عدن وتشغيله خاصة ونحن في هذه المرحلة التي يرفع فيها الجميع شعار (التغيير نحو الأفضل في سبيل بناء اليمن الجديد بزعامة الأخ الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ولابد ان تترجم الأقوال إلى أفعال.وحتى لا يظل لسان حال عدن يردد: من المسؤول عن استمرار تعطيل مستشفى عدن؟!!
