شوقي عوضلماذا الاحتفاء بمنصور نور محمد ؟ سؤال قد يبدو للبعض بديهياً جداً يتواكب وحمى الإحتفاءات الاعتيادية في هذه الأيام ومع ما تمور به حياتنا الإبداعية المعاصرة والمشهد الثقافي على وجه الخصوص الذي لا ينضب من الإبداع والتجديد .. واللمسات الفنية الدقيقة التي تلفت الأنظار بين الحين والآخر لتزداد في ذلك قوة وجمالاً وإبداعاً .. لكن الذي لا يعرفه البعض ان منصور نور محمد عبارة عن مجموعة من المعارف المهنية في الإبداع فهو الفنان التشكيلي والمخرج الصحفي والقاص الساخر والمؤرخ والموثق المؤرشف للعديد من المواضيع الصحفية الوثائقية، الباحث عن الفعل الإنساني والمواءمة بين الحياة الاجتماعية والثقافية والموقن بين الفكر المستهلك والفكر المتعايش، فمنصور نور هو الإنسان الموقف والفنان المبدع الرسام التشكيلي للعديد من أغلفة المبدعين الى جانب حرفيته الإبداعية وبراعته في الطرح والتحليل والوصف عند رسمه وتصويره لحياة ومعاناة هؤلاء المبدعين وواقعهم المؤلم.فهو يصور مرآة الروح الداخلية في النفس البشرية للإنسان حين يرسم في لوحاته البورترية ويغوص في أعماقها .. كما انه يصور لنا هذه المشاعر من العذاب والمعاناة بشكل درامي داخلي للحدث .. بقدرة تعتمد في فن البورتريه على التركيز بالاهتمام بالصدق والواقعية.بالإضافة الى لمسات ريشته المعبرة عن خفايا النفس البشرية والطبيعة البشرية المعقدة ومصير الإنسان وجماله الروحي كون الفن والإبداع على وجه الخصوص نوعاً من أنواع التأمل والنشاط الفكري والمعرفي له علاقة بالذوق والنشاط الذهني والفكري وبكل ما يتعلق بالحساسية الجمالية والفنية ويخدم الإحساس في التعبير عن الشعور من الأفكار .. وبكل هذه المكونات من المهارات الإبداعية والفنية والجمالية والإنسانية. تشكل وتكون منصور نور محمد وتجلى في صيرورة الإبداع التي جمعت مابين حب الحياة والناس والجمال والإبداع والعطاء الإنساني المتدفق بالفن وبكل صور وتجلياته الإنسانية.لذلك فهو وإن كتب فإنما يكتب بريشة الفنان والرسام المبدع المتعمق في أطروحاته، والمتأمل في أفكاره، والحريص على الاحتكاك بالطبقات الشعبية وبالتحسس لآلامها، والمضمخ بعذاباتها والذي اخذ يجمع من كل فن بطرف حين اخذ من مايكل أنجلو فرشاته، وبيكاسو ألوانه وخطوط سلفادور دالي، فبأي لوحة فنية وجمالية يمكنني ان أصوره أفي بحور الكتابة الإبداعية ام الفن التشكيلي او في كليهما معاً مبدعاً وإبداعياً؟.الساكن معنا وفينا بألوانه واشكالياته الثقافية والإبداعية المختلفة وزخرفة من الجمال في الفن والإبداع الراقي والرابض في وعينا وأرواحنا المتحرر من اللون والضوء والهواجس والكوابيس و(المهراجا) و (الكرباج) والذي شاهد الموت عن قرب واستشهد لكنه عاد ليخرج منتصراً ـ فكتبت له الحياة بميلاد جديد وذكريات سحرية جديدة ـ كتبت بماء الذهب، فكانت هذه الذكريات بين الحقيقة والخيال تاريخاً وإبداعاً ومشروعاً لإنجاز فكري وإبداعي.أسمه منصور نور محمد ذلك المبدع الجميل والغني عن التعريف والمليء بالعديد من التجارب الفنية المختلفة والإنسانية. سواءً أكان ذلك بالرسم بالريشة او بالقلم او بالاستلهام من التراث الشعبي او بالإستعانه بالأشكال الجمالية المختلفة بالإبداع التي لا تترك مساحة واسعة للرماديات من الأشياء بل تعطي فرصة في التأمل بالكشف عن أغوار النفس البشرية.
|
ثقافة
منصور نور والإحساس بالفن والروح
أخبار متعلقة