للأسف أحبتي ان ما حصل لليمن ويحصل لها من أزمات وصراعات كان لبعض القنوات الحزبية والطائفية او المملوكة لأشخاص، دور في صناعته وتغذيته ،وهذا ما يجعلنا اليوم نقف صفا واحدا ضد هذه القنوات التي لم نجد منها خيراً من يشاهد وضع اليمن قبل وجود هذه القنوات سيجد ان المجتمع كان متعايشاً مع بعضه البعض رغم وجود بعض الأخطاء والمشاكل في الدولة وكان نطاقها محدوداً وأثرها يمس شريحة محدودة في المجتمع،فكانت سحب التعايش السلمي والتآخي والتكافل وغيرها من القيم والمبادئ السامية موجودة في اغلب ربوع اليمن السعيد .أما ألأن للأسف من يتأمل ويقارن بين يمن كان خالي من القنوات الحزبية والطائفية ويمن بوجود قنوات من هذا النوع سيجد ان معدل الطائفة حصل له زيادة ومعدل العنف ولجريمة الكراهية والتفرقة بين أبناء المجتمع والقبيلة الواحدة والحي الواحد بل تطور الأمر الي البيت الواحد بل تطور الأمر إلى إن وصل الأمر للانشقاق داخل الأسرة الواحدة بين الأب وأبنائه والإخوة فيما بينهم.بل تطور الأمر أكثر من ذلك فلم تكن إضرارها داخل اليمن فقط وإنما توسع دوليا إلى ان نقلت صورة ذهنية سلبية للمجتمعات العربية وغير العربية عن اليمن وكأنه لا يوجد في اليمن غير الصراعات والحروب والمشاكل .فأصبح البلد الذي يمتلك ثروة تاريخية ومناظر خلابة وأجمل الجزر البحرية و مقومات السياحة الطبيعية خالياً من السياح والزائرين والمعجبين بهذا البلد الطيب والإنسان الحكيم والشعب المسالم.كنت أشاهد قبل سنوات في احد القنوات الفضائية إعلاناً سياحي جميلاً لبضع ثوان يعرض فيه أجمل المناظر والإنسان اليمني وكان الإعلان يختتم بجملة (اليمن السعيد موطن السياحة ) فينشرح صدري وابتسم واتفاءل خيرا ان اليمن سيتطور ويتقدم للإمام ،فكنت أقوم بزيارات لبعض المحافظات في بعض المواسم فكانت حضرموت قبلتي ومهرجان البلدة السياحي مقصدي واحضر الكرنفالات في خور المكلا واذهب قبل صلاة الفجر الى البحر لكي أسبح لما له من فائدة صحية ،وكنت أشاهد اللواء الأخضر إب وهي تتزين بفستانها الأخضر لاستقبال السياح، وعدن والحديدة وغيرها من المحافظات فكنت أشاهد السياح ،وكان الاقتصاد الوطني ينتعش بالعملة الأجنبية بشكل خفيف.ولما أتت هذه القنوات ماذا صنعت لنا ،غير تغذية الصراعات والكراهية وتقسيم وتمزيق النسيج الاجتماعي وتتشدق بالديمقراطية والحريات؟ إن من يتأمل الأضرار والأخطار التي يجنيها من يشاهد ما تبثه هذه القنوات يجدها كثيرة ، أخطار اجتماعية وعقائدية ونفسية وتربوية وما من بيت دخلته هذه القنوات إلا وأفسدته وعملت على تقسيمه ونشر سمومها فيه .للأسف أصبحت هذه القنوات تمارس أبشع صور التمزيق الوطني والتعبئة الخاطئة الحزبية منها والطائفية ونشر ثقافة الحقد والكراهية وقد سقطت من نظر الكثير أخلاقيا ومهنيا .وهذا ما يجعلنا نفقد الأمل بان نعود ونتعايش كنسيج واحد ما لم تغير هذه القنوات من سياستها الإعلامية ونبدأ بنشر ثقافة التسامح التي نحن بأمس الحاجة إليها في هذه الظروف الصعبة، من اجل إعادة اللحمة الوطنية لبناء الجيل الجديد ،ولن نتطور ونصبح مجتمع ديمقراطياً قوياً خالياً من الإقصاء والتهميش والفساد والمحسوبية .بالتسامح وبه سنبني اليمن وسننشئ أجيال قوية قادرة على مقارعة الغرب فكريا ومتسلحة بسلاح النور والأخلاق والقيم والمبادئ الإسلامية التي فطرنا عليها.كنا ومازلنا إخوانا ولكن بسبب هذه القنوات بعض القلوب ماتت ، إلى متى سيستمر هذا التشرذم وتصفية الحسابات بينكم البين والضحية اكيد سيكون هذا الشعب، وتدعون أنها الديمقراطية وإنها حرية الإعلام إي حرية تتحدثون عنها وانتم تضللون هذا الشعب بأفكاركم .اذا كان ما تمارسونه ألأن من سياسة إعلامية هو مفهومكم للحرية فهو مفهوم مغلوط وسيأتي يوم تندمون على هذه التعبئة الخاطئة لمشاعر هذا الشعب المغلوب على أمره .
|
آراء
القنوات الحزبية والطائفية في اليمن وغياب ثقافة التسامح
أخبار متعلقة