ظل مجلس الشورى اليمني على مدى الفترة الماضية مجرد جمعية لضمان الإعانات الشهرية لإعضائه من الشخصيات الميسورة , تلك الشخصيات أو البعض أوربما الغالبية منها لاتقدم شيئا على الصعيد الشوروى ليس لأنها مؤهلة وخبيرة وتتكاسل عن دورها أو واجبها .. بل ﻷنها للأسف لم تعد قادرة على القيام بواجبها بفعل عوامل السن الكبير وأنتهاء فترة الخريف .ولهذا ظل دور مجلس الشورى خلال العقود الماضية في اليمن مجرد مكمل ديكوري وأكسسوارات لأستكمال مظهر النظام الديمقراطي , دون أن يكون له فعل مؤثر على صعيد الحياة السياسية واﻹقتصادية وصناعة التحولات والمتغيرات لأن المجلس مع أحترامي وتقديري لكل إعضائه شبه مغيب أوغائب عن ساحة الفعل والتأثير ومعظم أعضائه مضى على تعيينهم سنون طويلة وهم ثابتون في مقاعدهم لايتحركون حتى يخطف بعضهم القدر كما أن المجلس يتبع نظام جلسات رتيباً ومغلقاً على المبادرات وروح التجديد والقيام بالدور الذي من المفترض أن يقوم به نخبة من الخبراء وأصحاب المشورة وسعة اﻹطلاع لصالح تأسيس وبناء الدولة المدنية الحديثة الذي يعد أحد مكوناتها .غير أن المفاجأة كانت مدوية وغير منطقية عندما تقدم حزب اﻷخوان بمقترح للرئيس عبدربه منصور هادي يطلب منه إصدار قرار جمهوري بتعيين جميع أعضاء مؤتمر الحوار الوطني كقوام لأعضاء مجلس الشورى القادم دون مراعاة أي معايير كفاءة أوضوابط , مادامت اﻷغلبية لهم في مؤتمر الحوار الوطني على طريقة المحاصصة والتقاسم .. وجمهورية من (قرح يقرح).لقد جاء رد الرئيس هادي مترجما لآمال وتطلعات التغيير برفض مقترح التقاسم والمحاصصة غير المنطقية على مجلس الشورى وذلك حرصا من فخامته على إختيار اﻷفضل واﻷقدر من الشخصيات الوطنية الكفؤة والتي مازال لديها قدرة على العطاء والإنتاج وخدمة أهداف التنمية ورفد القيادة السياسية باﻷفكار والرؤى المساندة لتوجهات بناء الدولة الحديثة .ولقد كان الرئيس هادي محقا أيضا ويمتلك رؤية ثاقبة وعميقة في إصراره وتمسكه بتفعيل دور مجلس الشورة القادم وضخ الدماء الجديدة في عروقه وجعله مؤسسة وطنية وتشريعية ورقابية فاعلة ومتفاعلة مؤسسة وطنية عملاقة شوروية حية حديثة تخدم اليمن وتليق به وبمكانتة الحضارية .كما أن الرئيس هادي بحرصه على تحقيق التغيير قولا وفعلا لاشعارات يكون بذلك قد أسهم في تغيير النمط التقليدي وغيب الوجوه المألوفة وأحرج تجار شعارات الثورة والتغيير .وكان خير من حمل اﻷمانة بصدق وحقق تطلعات الثورة الشبابية خاصة بحرصه على تنقيح مجلس الشورى بالدماء الجديدة والعناصر الشبابية من المثقفين والصحفيين والقادرين على الإنتاج والمساهمة باﻷفكار والرؤى التي تساهم في تأسيس وبناء اليمن الجديد والحديث بعيد ا عن المحاصصة والتقاسم والنظرة الحزبية الضيقة واﻷنانية والنفعية التي أخرت اليمن وعرقلت مسيرته الديمقراطية والتنموية والحضارية ردحا من الزمن .فشكرا للرئيس هادي ولمواقفه الحازمة وتوجهاته الجادة التي تؤسس لحقبة يمنية جديدة من البناء والتغيير الحقيقي على أرض الواقع وتبا لأصحاب الشعارات الجوفاء ..
|
آراء
الرئيس هادي ..وتوجهات تشبيب مجلس الشورى اليمني القادم ؟
أخبار متعلقة