بعد النجاحات التي حققتها خلال مشوارها المسرحي والدرامي
لقاءات/ دنيا هانيتقبع في إحدى الزوايا تجلس في ركن خاص تنتظر بضع لحظات وأنت حبيس الأنفاس يسدل الستار ويبدأ العرض وتتوارى الضحكات العالية والحناجر تهتف من حماسها والأيدي تصفق.. لتظهر لنا في الآخر فرقة خليج عدن بشبابها المبدعين يتحفونا بلوحة شعبية تجعلنا نسترجع شريط ذكريات حياتنا اليومية البسيطة ونبتسم وبعدها يعود الستار للإسدال من جديد ليعلن انتهاء تلك اللوحة وسط تصفيق حار من الجمهور الموجود والمستمتع بما شاهده.ففي الخامس من مايو عام 2005م كان اليوم الذي أُسست فيه فرقة خليج عدن، وأشهرت رسمياً من خلال أول عرض مسرحي للفرقة (عائلة دوت كوم) في مهرجان ليالي عدن المسرحية.فقبل تأسيس الفرقة كان أعضاؤها يتبعون فرقة (المسرح المدرسي) في مدينة عدن والتي حققت نجاحات كبيرة في تلك الفترة، ونالت المسرحيات التي قام أعضاء الفرقة بتقديمها خلال عامي 2000 و 2001م العديد من الجوائز على مستوى اليمن.وللتعرف أكثر على فرقة خليج عدن التقينا بعدد من أعضائها ومؤسسيها وتعرفنا على الجانب الآخر منها فإلى المحصلة التي خرجنا بها:[c1]عدم وجود إمكانيات جيدة[/c]بداية كان معنا الممثل القدير فؤاد هويدي مدير المسارح والفرقة الوطنية في عدن وقال لنا: شيء جميل أن تكون في حياتنا فرقة كخليج عدن فيها أرواح شابة وذكية ودائماً أحب تسميتهم بجيل (الديجتال) والجيل الرقمي الذي يحمل في جعبته أفكاراً جديدة وهادفة نابعة من معاناة فنحن في أعمارنا لم تطرأ علينا أو تعرضنا للمشاكل الكثيرة الحاصلة في وقتنا هذا.وأضاف: معالجة هذه المشاكل عبر الأعمال الذي قدمها ويقدمها شباب فرقة خليج عدن استطاعت أن تنتشل أوضاعاً كثيرة وتناقش هموم مست الكثير من البيوت من خلال قضايا الشباب الذين يعيش الكثير منهم في حالة ضياع بسبب ابتعاد البعض منهم عن الثقافة والمعقولية والأشياء الجميلة في الحياة.وبإمكاننا أن نقول أن هذه الفرقة استطاعت خلال العشر سنوات الماضية أن تقدم أعمال متميزة سواء على مستوى المسرح أو التلفزيون وباعتقادي لو تواجدت فرصة لأن تقدم عملاً سينمائياً فسوف تقدم عليه وتتميز فيه فمستقبلها مبشر.وواصل: بالنسبة لمشاركتي معهم كون هؤلاء الشباب يعتبرونني مثل أبيهم الروحي أحب أكون متواجداً معهم في بروفاتهم وتدريبهم وأقدم لهم النصيحة واستمع لهم واستمتع معهم فقطار الشباب ومحطاته جميلة فيها الكثير من المواضيع والقيم الجميلة التي من الممكن أن تفيد الجمهور والناس.وتحدث هويدي عن واقع اليمن بالنسبة للدراما والمسرح بملامح فيها الكثير من الأسى قائلاً: للأسف واقع اليمن عامة وعدن خاصة مؤسف من ناحية الدراما والمسرح في الحقبة السابقة أو نقول من سنوات كثيرة كنا في سباق مع السلحفاة خاصة المسرح أما الآن والحمدلله السلحفاة سبقت المسرح وأنا أقول أن هناك نهاية مؤسفة للمسرح لولا الشباب الذين يحيون المسرح من وقت لآخر وبرغم الظروف الصعبة لقلنا عليه بأنه انتهى بالفعل لعدم وجود أو توفر إمكانيات جيدة وخشبة مسرح يقدم فيها كل جميل.ووجه كلمة للشباب قال فيها: أتمنى من الشباب أن يتحدوا الزمن والظروف ويتحدوا الواقع المرير ويستمروا بإمكانياتهم الشحيحة والمتواضعة حتى نقول إنه لا يزال هناك أمل بالنسبة لمستقبل الفن والمسرح. فعدن يا أحبتي جميلة وكل شيء فيها جميل ونتمنى من الله أن تعود البسمة إلى عدن وأهلها.[c1]تنافس مسرحي[/c]وبعد ذلك التقينا بالممثل هديل عبدالحكيم عبده شعلان خريج معهد غانم للفنون: في الحقيقة سعيد بمشاركتي مع فرقة خليج عدن التي لا تعتبر الفرقة الوحيدة في عدن لكنها تعتبر المتميزة في مجالها وهذه كلمة حق تقال لها فالعمل معهم ممتع وشيق فهم يشعرونك كأنك تعمل مع خلية نحل ليست أسماء مسماة لكن لكل واحد مهمة يتكفل بها ويؤديها بالشكل المطلوب حتى يظهر العمل بشكل لائق ومرموق. وأضاف: الجميل بهذه الفرقة أن أعمالها تمس الشارع وعن حالة الإنسان العدني وواقعه وتناقش مشاكلهم ومعاناتهم بطريقة مبتكرة فيها عملية إسقاط فنية هادفة.وتابع: نستطيع القول بأن فرقة خليج عدن أحيت شيئاً من التنافس المسرحي في مدينة عدن فكلنا نعلم أنه بعد أحداث 94م مات المسرح في عدن ومن هذا المنطلق جاءت الفرقة وأحيت المسرح في 2005م.. وقد ظهرت حالياً فرق تنافس خليج عدن وتعتبر منافسة شريفة بين روح شباب واعد ومبدع نتمنى له التوفيق والازدهار.وفي سؤالنا عن جديدة القادم قال هديل: جديدي سيكون دوراً تمثيلياً إضافة إلى أني سأكون مساعد مخرج في مسرحية (مبدعون ولكن) مع فرقة شابة اسمها (نوارس الإبداع) الحائزة على جائزة رئيس الجمهورية 2014م ومن إخراج الأستاذ عبدالعزيز عباس وستناقش المسرحية شيئاً موجوداً في أيامنا هذه وسنقوم على تمحيصه وطرحه بطريقة مبتكرة ليصل إلى المجتمع وسيكون العمل باللغة العربية الفصحى.وبعد إلحاح حول مضمون العمل القادم قال: سيكون منتدى للفنانين يجمع نخبة من الشعراء والكتاب والفنانين المبدعين من مطربين وعازفين وتحصل أحداث تغير مجرى هذا المنتدى والبقية دعينا نجعلها مفاجأة.وختم كلامه بقوله: أتمنى لعدن وأهلها الأمن والرخاء وتكاتفاً بين أهل عدن حتى تتطور البلاد إلى الأفضل.[c1]تناولنا قضايا مهمة[/c]أما الأخ مروان علي مفرق المدير الفني لفرقة خليج عدن وكاتب قال: بدأت مشاركتي مع الفرقة من بدايات عام 2005م وأيام عروض (عائلة دوت كوم) الجماهيرية كنا كعائلة واحدة نعمل كل شيء مع بعض حتى بدأ كل واحداً منا ينفرد بشيء معين داخل إطار الفرقة وانطلقنا بعدها إلى العمل التلفزيوني وكانت أول تجربة لي في الكتابة في مسلسل (حافة الأنس) وبعدها كان مسلسل (فرصة أخيرة.)وواصل كلامه: في الفترة الأخيرة بدأ التلفزيون يقدم الكوميديا الخالصة وكان هناك غياب بالنسبة للأعمال العدنية في الساحة إلا من تجارب بسيطة بدأناها لكن في مسلسل (فرصة أخيرة) كانت اللهجة العدنية طاغية كل المسلسل وقدمنا قضايا كثيرة في إطار المسلسل أهمها المصانع التي أغلقت بعد فترة 94م وتسريح الموظفين وهذا كان له أثر سلبي على المجتمع بشكل عام والاقتصاد الوطني أيضاً ولمسنا جانباً اجتماعياً عندما يفقد رب الأسرة دخله يؤثر ذلك على باقي أفراد الأسرة وتتفكك خاصة إذا أصاب الرجل حالة من الإحباط واستسلم.واختتم حديثه بقوله: أتمنى أن يخرج أشخاص مبدعون يدربون في الدراما ويثرون الساحة الفنية بأعمال مميزة حتى تدور العجلة. كما أتمنى أن تستمر الفرقة في مشوارها وتساعدنا الأجواء على ذلك وتمر الظروف التي تمر بها البلد على خير وتنتهي الظواهر السلبية الدخيلة علينا.[c1]المسرح مهمش[/c]والتقينا بالأخت هدى رمزي ممثلة في فرقة خليج عدن التي قالت لنا: يعتبر مسلسل فرصة أخيرة أول تجاربي في عالم التلفزيون ومع مخرج مبدع ومتميز مثل عمرو جمال وشرف لي أن أكون ضمن هذه الأسرة الرائعة، فقد ناقش المسلسل قضايا مهمة ولمسنا صداه ونجاحه خاصة من خارج اليمن فقد أعطى صورة واضحة وجميلة عن عدن وأبناء عدن.بالنسبة لواقع الدراما والمسرح قالت هدى: ما يزال مهمشاً قليلاً من قبل الثقافة وكل المهتمين ونتمنى بذل جهد أكبر لأن عدن تمتلك عمالقة من الكتاب والممثلين والمخرجين ويجب الوقوف إلى جانبهم لننهض بعدن من كافة النواحي الفنية والاقتصادية وغيرها ويكفي أن عدن أحلى اسم ثلاثي الحروف.[c1]عودة مسلسل (همي همك)[/c]وقال الممثل عدنان الخضر أحد مؤسسي الفرقة: منذ البداية ونحن نمضي خطوة خطوة سوياً لذلك فإن الفرقة تعني لي الكثير أكثر مما تتخيلين، والفرقة والمسرح بشكل عام هو عالمي الجميل بل يكون في بعض الأحيان أجمل من الواقع الذي نعيشه.وأضاف: شاركت في جميع أعمال الفرقة المسرحية وأيضاً الأعمال التلفزيونية سواء كممثل أو إداري مع طاقم العمل وفي مسلسل فرصة أخيرة عملت كمساعد مخرج وكانت تجربة مهمة جداً في حياتي.واستطرد: بالنسبة لفريق خليج عدن تربطني بهم علاقة قوية فهم أعز أصحابي ورفقاء درب ورفقاء مصير. وواصل حديثه: الواقع محزن للأمانة فالعاملون والمنتجون للفن والدراما في بلدنا لم يستوعبوا بعد أننا أمام ثورة إعلامية ومعلوماتية هائلة لا تسمح لنا البدء من حيث بدأ الناس. لكن تفرض علينا البدء من حيث انتهى الناس إلا أن منتجي العمل الفني والدرامي غالباً لا يفقهون شيئاً عن الفن وما يهمهم فقط الربح المادي من تلك الأعمال متغافلين أننا نواجه جمهوراً على اطلاع ودراية بالفن خارج البلد لذا يصعب مغالطته وتقديم وجبة فنية سريعة له لذا يجب الخروج من فكرة تقديم (الحاصل) والاهتمام بتقديم نوعية جيدة وصناعة فن ودراما حقيقيين وإلا فالدراما والفن وأدواته مهددة بالتوقف والموت إذا استمر الحال بهذه العقلية.أما عن جديده القادم فقال: جديدي سيكون عودة مسلسل (همي همك) في رمضان القادم وسيعرض على قناة (السعيدة) وسيكون الدور امتداداً لدور نوري في قصة (شوتر وزنبقة) وأتوقع خلال اليومين القادمين التوقيع على مسلسل لايت كوميدي بطريقة (ست كوم)وأكمل الخضر: بعد ذلك سأتفرغ للخضوع لتمارين مكثفة لعمل مسرحي جديد في دور مختلف تماماً عما قدمته ومتحمس جداً للمسرح.واختتم كلامه: أطمح بالكثير في المستقبل القادم وأتمنى أن يحل السلام علينا لأننا بحاجة إليه لإكمال المهام الواجبة علينا تجاه عالمنا ككل وبلدنا بشكل خاص.[c1]القادم يشتغل على الورق[/c]ختام لقاءاتنا كان مع عمرو جمال رئيس فرقة خليج عدن الذي تحدث معنا وقال: تسع سنوات مرت من العمل المسرحي ونجاحات متتالية الحمد لله ما زلنا نعيشها ونطمح بالمزيد ونأمل أن يكون القادم أفضل بإذن الله.ووصف عمرو حالة المسرح في عدن وقال: صعب أن تكون المدينة التي شهدت المسرح قبل مائة عام الآن بدون مسرح إلا من خشبة مسرح واحد ويعتبر ذلك أحد المظالم التي وقعت على مدينة عدن، ومع ذلك تأبى عدن أن تموت وستنهض من خلال شبابها من جديد في كل المجالات.وصرح بأن الجديد سيكون بعمل مسرحي في العيد القادم ومسلسل في عام 2015م دون ذكر التفاصيل لأنهم مازالوا يشتغلون على ذلك عبر الورق، وتمنى من الشباب ألا ييأسوا في انتزاع حقوقهم وشد على كل من لديه موهبة أن يقوم بصقلها ويطورها حتى يصل بالأخير إلى ما يتمنى. وفي كلمته الأخيرة التي طرحها قال: عدن هي الهواء الذي نتنفسه فبدونها نموت أتمنى لها كل خير وأن تأخذ حقها ومكانها الصحيح الذي تستحقه.