مشاركون في دورة ممارس البرمجة اللغوية العصبية التي أقيمت بمحافظة عدن 2-1 :
أجرى اللقاءات/ عـلاء بـدر - تصوير / أمجد عبد الرحمن محمدتبقى النفس الإنسانية سراً من الأسرار التي تمنح الشخص إيماناً بعظمة هذا الخلق وتفرده مع كل اكتشاف جديد يعلي من شأن التفكر فيها، فدقائق صُـنْـع المولى عز وجل عظيمة ومتناسقة، ومع كل ما اكتُـشِـفَ عنها طبياً وعلمياً، يبقى هناك المزيد والمزيد مما لم يُكتشف بعد.ولذا كان الإنسان شغوفاً متحفزاً وهو يُطالع بين فينة وأخرى سراً من أسرار هذه الاكتشافات، ولعل من هذه الأسرار التي لها تأثيرها في بني البشر هي ما يتعلق في قواهم وقدراتهم وما يمكنهم أن يفعلوه لأنفسهم، وفهم للآخرين، من هنا حَـرِصَ كثيرون ممن يبحثون عن معرفة أنفسهم أولاً، وفهم الآخرين ثانياً على تتبع كل ما من شأنه تقديم كشف أكثر لهذا اللغز الرباني الكبير، وكانت البرمجة اللغوية العصبية ( NLP ) مما يفي ويقوم على تلبية هذا المطلب، وتلقفها الكثيرون هنا كما تلقفها قبلنا العالم، بغية الاستزادة والتعرف أكثر وأكثر على خفايا النفس الإنسانية، وبغية الخلاص من الآلام سواء للشخص نفسه أو للآخرين والناشئة من إحباطات الحياة وصعوباتها.نُسلط الضوء هنا في دورة ممارس البرمجة اللغوية العصبية التي أقامها ملتقى شباب الإبداع للتنمية والتدريب في محافظة عدن للفترة من 19 - 30 / إبريل / 2014م الجاري، والتي استهدفت 35 شاباً وفتاة، انْدَهَـشْـت وأنا أُشاهد تلك اللوحة الفنية الساطعة التي شُـكِّـلَـت بشباب ونساء محافظة عدن، في إبداع راقٍ شكَّـلها ورسمها عميد البرمجة اللغوية العصبية في اليمن المدرب الدولي عادل النمري عملاق التدريب في اليمن والوطن العربي الذي يحل ضيفاً عزيزاً عند أبناء محافظة عدن.[c1]البرمجة اللغوية العصبية في أسطر[/c]ما أجمل تجاذب أطراف الحديث مع المدرب الدولي المُبدع عادل النمري الذي أثرى لقائي به بالعديد من المعلومات المفيدة، فبدأ يشرح لي عن ظهور هذا العلم الذي بزغ شعاعه في العام 1975 م على يد عالمين استطاعا أن يرسما الخطوات الأولى لهذا العلم، الأول هو عالم الرياضيات (ريتشارد باندلر ) والثاني عالم اللغويات ( جون جرندر) مستفيدين في ذلك من تجارب قام بها الطبيب النفسي الكبير ( ميلتون اريكسون) والدكتورة ( فرجينا ساتير ) من خلال مراقبة طرقهم العلاجية، وغيرهم من علماء اللغويات وعلم النفس.فقد بدأ الاثنان اكتشافهما من خلال السؤال الذي قادهما لاكتشاف العلم وهو ( كيف يكون لفرد ما مهارة دون الآخر رغم الاتفاق في البيئة والظروف؟) فكان اهتمامهما بـ (كيف؟ ) أكثر من اهتمامهما بـ ( ماذا؟ )، وبدآ بمراقبة سيرة الناجحين والعظماء كما راقبا عن كثب الدكتور ميلتون اريكسون وكيفية علاجه للآخرين، كما راقبا طريقة فرجينا ساتير في العلاج النفسي، مركزين على كيفية الأداء، حتى قاما في العام 1975م بتأليف كتابهما وهو من جزءين والذي أُعتبر أول كتاب في علم الـ NLP .[c1]المهارات المكتسبة[/c]وأثناء ذلك، كنت أشاهد إحدى المتدربات، وهي متعمقة في الكتابة، اقتربت، فطلبت منها أن تُـعرِّفني على نفسها: إنها الأستاذة عبير بدر الدين داود - مساعدة إدارية في شركة كولثن للأغذية البحرية.فكان مما قالت: إن دورة ممارس البرمجة اللُغوية العصبية هي علم و فن و مهارة تُـكْـتَـسَـب، وهي الطريقة العملية التي تؤدي إلى التغيير الشخصي وهي «التكنولوجيا الجديدة للإنجاز».وأضافت: أدركنا في دورة ممارس البرمجة اللغوية العصبية أهمية تقدير النفس، والذات، وتعلَّـمنا أن الثقة تجاه أي تجربة نقوم بها فإنها تزودنا بمهارات الاتصال الفعَّـال وتفعيل القدرات والذات وبناء علاقات شخصية طيبة.[c1]فن النصح والإرشاد[/c]أما الأستاذة فاتن سعيد علي أحمد الميسري - المُعلِّـمة في مدرسة البيحاني بمديرية صيرة فعبَّـرت عن سعادتها في المشاركة بهذه الدورة التدريبية المفيدة، وقالت أنها تعلِّـمت فن النصح والإرشاد في المجال التربوي، وأن مثل هذه الدورات تؤصل لهذا الفن، وتعمل على ترميم الأهداف التي نريد أن نحققها. وعلى المدى الشخصي استطعت أن أُصنف الأشخاص الذين حولي من الأهل والزميلات وطلابي أيضاً لكي استطيع أن أتعامل معهم بشكل أفضل، كما أنني باكتسابي مهارات جديدة تمكَّـنت من ترسيخها في طباعي بما يتناسب مع شخصيتي. وأهم ما تعلمته في هذه الدورة هو أن أُفيد غيري، فالمطر أينما وقع نفع. [c1]بناء وتحسين أداء[/c]وفي مداخلة جميلة من التربوية الشابة الأستاذة سعاد يحيى محمد القرني قالت أن دورة الممارس في البرمجة اللغوية العصبية فتحت أمامي آفاقاً واسعة من الثقة والإيجابية، والتخلُّـص من كافة المعوقات التي يواجهها المعلم في العملية التعليمية من خلال فهم الجانب الإنساني للتلميذ ومحاولة التركيز على الجانب السلوكي وإثراء مهاراتهم وتحفيزهم برفع مستوى أهدافهم المستقبلية للوصول إلى درجة التميُّـز الحقيقية. وعلى الصعيد الشخصي أتمنى أن أُكْـمِـل دراسة باقي مستويات الـ ( NLP ) في البرمجة اللغوية العصبية حتى أتمكن من تدريب المُـعلِّـمين عِـلْـم التنمية البشرية لرفع المستوى التعليمي وتحسين أدائهم ليصل لجودة عالية.[c1]توعية وممارسة[/c]ولكن المربية الفاضلة الأستاذة رينا عبدالله مهدي عوض الفريدي أخبرتني أن مخرجات هذه الدورة حقَّـقت لها بناء الذات الإنسانية، وأضافت أن مخرجاتها وعَّـت كل شخص مشارك بالقدرات الكامنة في النفس التي لم تُـكْـتشف بعد، فالله سبحانه وتعالى جعل في كل إنسان قدرات عظيمة لا يُستهان بها، ولكننا بسبب عدم معرفتنا لهذه القدرات لم نقم بتوجيهها التوجيه المناسب ،كما أنه بعد بناء الذات الإنسانية، تأتي المرحلة الثانية وهي التطبيقات العملية لمعرفة مكامن القوة في الروح والجسد.وبالنسبة لي بصفتي مُـعلِّـمة فقد ساعدتني مخرجات هذه الدورة بالتفاعل البنَّـاء مع تلاميذي لغرس القيم السامية، ولتعريفهم بقدراتهم وتوجيههم نحو أهدافهم المستقبلية بشكل واضح حتى ينشؤوا وهم قادرون على تحقيق أهدافهم المنشودة التي تتناسب وقدراتهم، بعيداً عن التشتت وضغوطات المجتمع.[c1]فن التغيير في الذات[/c]الشاب قاسم محمد أحمد المطري أوضح لي أن البرمجة اللغوية العصبية هي علم وفن التغيير في الذات، والتأثير على الآخرين.ومن هذا التعريف بدأ يُـركِّـز في التفكير بالذات واكتشاف أسرار النفس البشرية، من أجل تغيير الذات وتغيير سلوكيات المُـحيطين من حولي.وبعون من الله عز وجل وفضلاً منه، ثم بجهود المدرب الدولي/ عادل النمري وبتعاون زملائي وزميلاتي في دورة ممارس البرمجة اللغوية العصبية، وعلى رأسهم الأستاذ / علاء بدر استطعنا أن نُـحلِّـق في سماء البرمجة اللغوية العصبية، حاملين رسالة إنسانية تهدف إلى مساعدة الآخرين بعد أن نُـساعد أنفسنا.وإن فوائد البرمجة اللغوية العصبية التي التمستها كممارس متعددة منها: السيطرة على المشاعر، والتحكم في طريقة التفكير وتسخيرها كيفما تريد، وأيضاً التخلص من الخوف والقلق دون بذل جهد كبير، والسهولة في صنع انسجام بينك وبين الآخرين، بالإضافة إلى معرفة كيفية الحصول على النتائج التي تريد، ومعرفة إستراتيجية نجاح وتفوُّق الآخرين ومن ثمّ تطبيقها على النفس، وفهم ممارسة سياسة التغيير السريع لأي شيء تريد، وأخيراً التأثير في الآخرين وسرعة إقناعهم. [c1]دافع الإنجاز الإيجابي[/c]وهنا وجَّـه الأستاذ سمير ياسين سيف الزريقي شكره وتقديره لصحيفة 14 أكتوبر على اهتمامها بتسليط الضوء على مثل هذه العلوم.أما بالنسبة لي فإنني كما تعلم مُـلْـتحق بالدراسة في نظام الماجستير بمجال الإدارة التربوية، وإن شاء الله، سيكون عنوان رسالتي في أثر البرمجة اللغوية العصبية بتنمية دافعية الانجاز لدى الموظفين. فعن نفسي أحمُـد الله تعالى أنني تعمقت في القراءة عن هذا العلم منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام، ووجدت أن لهذا العلم تأثيراً كبيراً على الإنسان بالمستويين الشخصي والمهني.والتحاقي بهذه الدورة التدريبية لتخريج ممارسي البرمجة اللغوية العصبية ساعدني على إتمام رسالتي بشكل كبير، منتظراً أن يُـقَـر عنوان رسالتي أكاديمياً، لكي أخوض في البدء بالرسالة، حيث إن نوع البحث في رسالتي إجرائي ولذا يحتاج إلى جهد، بعكس البحوث الوصفية.[c1]دعوة للاستفادة من هذا العِـلْـم[/c]بعدها انتقلت إلى أحد المشاركين المُبدعين في هذه الدورة، وهو الأخ عمار علي يوسف المنصوري، الذي يقوم حالياً بتحضير رسالته في نظام الماجستير في الإدارة والإشراف بكلية التربية - صَـبِـر - جامعة عدن - فسألته عن مدى استفادته من التقنيات التدريبية في دورة ممارس البرمجة اللغوية العصبية؟ فأجاب: الحمد لله.. الاستفادة اعتبرها كلمة لم تفِ لهذا العِـلْـم حقه، بل سأقول ما مدى التغيُّـر الناتج عن هذه التقنيات؟ ولا شك أن تقنيات البرمجة اللغوية العصبية غيَّرت في حياتي الشيء الكثير.. أولاً فهم الذات النفسية وتقبلها كيف ما كانت، ومقدرتي على برمجتها وتشكيلها كيف ما أُريد، وثانياً وهو الأهم من وجهة نظري المبادرة في مساعدة الآخرين والتخفيف من معاناتهم، كما أنني استلهمت أثناء تطبيق بعض التقنيات، كيفية إقناع الآخرين من خلال فهم ذواتهم، والأجمل والأروع هو ذلك الشعور الذي ينتابني حين أساعد الآخرين، فهو شعور لا يوصف.وإجمالاً فإن تقنيات ممارس البرمجة اللغوية العصبية غيَّـرت في حياتي الشيء الكثير إيجابياً، وأتمنى من كل الذي يسمع عن هذه التقنيات أن يقرأ أكثر ويتعمق فيها لكي يفيد نفسه والمجتمع ككل، فتقنيات ممارس البرمجة هي البلسم التي تداوي جروح حياتنا من معترك الحياة ومشاكلها.[c1]تطبيق وعمل[/c]لكن عندما ذُكِـرَ التطبيق والعمل، أخبرني الشاب المتألق مشير عبدالله عثمان العامري - طالب في كلية الصيدلة بجامعة عدن - عن قيامه بممارسة التطبيق في مقر عمله مع بعض من زملائه، وكانت هناك ردة فعل واستجابة ملحوظة، بالشعور بالراحة التامة، والتغيير في النمط السلوكي لكل شخص منهم، وأضاف أنه مارس إحدى تقنيات البرمجة اللغوية العصبية على أحد زملائه الذي كان يُعاني من صُداع مزمن، وعند الانتهاء من تتبع خطوات تقنية ( النُّـميطات ) أخبره بأن الصداع لم يبقَ له أثر، بفضل الله وحده.وعلى المستوى الشخصي، فالحمد لله، تأثَّـرت إيجابياً في حياتي بعد مشاركتي في هذه الدورة، وأحسست كأنني وُلِـدْت من جديد.