الاحتلال الصهيوني لفلسطين يعتبر من أسوأ أنواع الاحتلالات الاستعمارية التي شهدها العالم لأنه قام ويقوم على اغتصاب الأرض واستيطانها وتغيير هويتها ومعالمها العربية والإسلامية وهو ينتشر في الأرض العربية كما ينتشر الورم السرطاني الخبيث فليس لأطماعه التوسعية حدود ولا تقتصر مخططاته العدوانية على ابتلاع فلسطين وإنما تتعدى ذلك إلى ما هو ابعد منه بكثير فالعين الصهيونية طويلة في نظرتها التي تمتد إلى الاستيلاء على المياه العربية والتمدد الأفقي في الأرض العربية ، ولذلك فأن قادة الكيان الصهيوني لم يضعوا حدوداً لكيانهم الغاصب وإنما تركوا هذا الأمر بما يتناسب مع أطماعهم التوسعية وبرتوكولاتهم الصهيونية التي ترى أن هذه الحدود من البحر إلى النهر ومن النيل إلى الفرات ولعل العلم الصهيوني لدولتهم يؤكد على هذه الأطماع التي تساعدهم على التمسك بها قوى استعمارية عالمية.ولذلك فإن ما يقوم به الاحتلال الصهيوني في فلسطين من جرائم ضد أبناء الشعب الفلسطيني وما تقوم به قوات الاحتلال من قمع وتنكيل ضد هذا الشعب المناضل والمجاهد لاسترداد حقوقه وأرضه والدفاع عن هويته العربية والإسلامية. وكذلك ما يقوم به المقدسيون وغيرهم من الأرض الفلسطينية من رباط في المسجد الأقصى والدفاع عنه من قطعان المستوطنين الذين يكثفون من اقتحاماتهم شبه اليومية في محاولة لاحتلاله وتدنيسه وتساعدهم على ذلك قوات الاحتلال التي تتصدى للمرابطين في الأقصى وتتعامل معهم بكل وحشية على الرغم من أنهم لا يملكون سوى الخروج بصدورهم العارية وحناجرهم التي تهتف بالتكبير الذي يخرج من قلوب مؤمنة ومن أنفس مطمئنة تسترخص التضحية في سبيل مقدسات الأمة الإسلامية التي ما زالت نائمة وغافلة عن واجباتها تجاه هذه القضية ولذلك فإن ما يقوم به الاحتلال الصهيوني في هذه الأرض المباركة من أعمال إجرامية بحق الأرض والإنسان والمقدسات في فلسطين إنما يأتي في إطار الطبيعة العدوانية للاحتلال الاستيطاني البغيض والذي تتعارض أشكاله مع كل الشرائع السماوية والقوانين الدولية وحقوق الإنسان. ومن الجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال الصهويني ضد الشعب الفلسطيني وتتعارض مع أبسط الحقوق الإنسانية هي جريمة الاعتقال الإداري والتي من خلالها يعطي الاحتلال لنفسه حق اعتقال الفلسطينيين دون إن توجه لهم أي تهم عن أفعال ارتكبوها ودون أن تحدد فترة يقضيها المعتقل إدارياً يفسر هذه العملية الإجرامية بأن للمعتقل إداريا ملفاً سريا ولا يطلع على محتوياته سوى القاضي الذي يتصرف وفق الأنظمة القمعية التي وضعها الاحتلال الصهيوني بهدف كسر إرادة الفلسطينيين وحقهم في مقاومة الاحتلال والتمسك بحقوقهم باعتبارهم أهل الأرض الأصليين .ولذلك فقد قررت الحركة الأسيرة من الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني أن تقاوم هذا الظلم الفادح الذي يقع ضحية له خيرة أبناء الشعب الفلسطيني وأعلنت الإضراب عن الطعام بصورة جماعية للفت نظر الرأي العام على كافة المستويات لما يمارسه السجان الصهيوني بحقهم من اعتقال إداري لا يوجد له مثيل في العالم إلا في القرون الوسطى قيل أنه كان يطبق في بريطانيا ومن حسن الطالع أن هذا الإضراب قد لاقى تضامنا كبيراً من الشعب الفلسطيني على مستوى الضفة الغربية وقطاع غزة باعتباره يأتي في ظل المصالحة التي تمت مؤخراً بين أكبر حركتين وأكبر قوتين فلسطينيتين هما فتح وحماس فقد عمت مسيرات التضامن مع الأسرى وإضرابهم عن الطعام في كافة فلسطين وكم كان جميلاً ورائعاً أن يشاهد المتابع لهذا الموضوع عبر الشاشات التليفزيونية يوم الجمعة الماضية بعض الأطفال الفلسطينيين ويرى الواحد منهم الذي يركب دراجة هوائية وهو يرفع علم الحركتين في مشهد مؤثر يشعر الشعب الفلسطيني بأهميته وأهمية استمراره في الحياة الفلسطينية، بينما غاب مثل هذا التضامن مع الأسرى الفلسطينيين الذين تعتقلهم سلطات الاحتلال الصهيوني إدارياً وبدون تهم موجهة إليهم ولا تحديد زمن لهم غاب مثل هذا التضامن مع إضرابهم ومناصرتهم على مستوى العالم العربي سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي مما يجعل الإنسان يتساءل أين منظمات المجتمع اليمني التي نسمع كثيراً عنها وعن عددها ولم تستطع حتى تنظيم فعالية واحدة مناصرة لبعض القضايا العربية والإسلامية كما هو الحال مع الحركة الفلسطينية الأسيرة وما تقوم به الآن من إضراب جماعي في سجون الاحتلال الصهيوني علما أن بعض المضربين من المعتقلين إدارياً قد تجاوز إضرابهم حتى الآن على المستوى الفردي أكثر من شهرين ولذلك فإن أقل الواجب تجاههم هو التضامن معهم ببعض الفعاليات التي تلفت النظر إلى مدى الظلم الواقع عليهم من سلطات الاحتلال الصهيوني التي ترمي بهم في غياهب السجون دون أن توجه لهم تهما محددة أو زمنا محدداً لاعتقالهم مما يتعارض مع ابسط الحقوق الإنسانية.. أليس من حقهم كأخوة لنا أن نتضامن معهم بمسيرة أو مهرجان أو غير ذلك من الفعاليات التي تلفت النظر إلى وضعهم المأساوي وإلى بشاعة ما يقوم به السجان الصهيوني من جرائم ضد الإنسانية.. أم أننا سنظل مجرد متفرجين صامتين ونتخلى حتى من صفتنا كظاهرة صوتية؟؟
حرب الأمعاء الخاوية في فلسطين
أخبار متعلقة