الكلمة سلاح ذو حدين وقد تكون مفتاحاً للخير إذا وضعت في محلها الصحيح وتذيب الخصومات والعداوات بين الناس والمجتمعات ولذلك فقد مثل القرآن الكريم الكلمة الطيبة بقوله تعالى( ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ) وفي الحديث الشريف ( والكلمة الطيبة صدقة) وبالمقابل فقد تكون الكلمة مفتاحاً للشر وخلق العداوات والبغضاء بين الناس ونشر الفتن وتدمير المجتمع والنسيج الاجتماعي وفي الحديث الشريف ( وان الرجل يتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بألا يهوي بها في النار سبعين خريفاً ) وقد قيل ومعظم النار من مستصغر الشرر وكم من كلمات أوغرت صدورا وأشعلت حروبا وكم تزداد خطورة الكلمة على الناس والمجتمع عندما يتم إطلاقها عبر وسائل الإعلام المختلفة وتعمل على زعزعة الثقة بين أبناء الوطن الواحد والتوجه الوطني الواحد .ولا شك أن الوحدة الوطنية هي الأساس الصلب والسياج القوي الذي تحمي اليمن من المخاطر والتحديات التي تواجهها وخاصة في هذه المرحلة الاستثنائية التي تتواصل فيها عملية التغيير صوب بناء اليمن الجديد وهو ما أكد عليه الأخ الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي في كلمته القيمة التي ألقاها في كلية الشرطة والتي أشار فيها إلى الحاجة لمزيد من الاصطفاف الوطني من جميع النخب والأحزاب السياسية والشعب اليمني بكافة قواه الحية ولذلك فإن على من يكتبون في هذا الجانب أن يحذروا من النقد الذي قد يكتب بحسن نية منهم وتكون له آثار سيئة وسلبية على النسيج الاجتماعي الوطني وصلابة الوحدة الوطنية للشعب اليمني وقواه الحية والتي نعني بها تلك القوى التي آمنت بالثورة الشبابية الشعبية السلمية وأيدتها شاركت في مؤتمر الحوار الوطني وتلتزم بتنفيذ مخرجاته قولاً وعملا ، فهذه القوى الوطنية الإيجابية والمستجيبة لمصالح الوطن وتحقيق الأمن والاستقرار لا يمكن أن نرميها بالتخوين والمؤامرات وان نضعها في صف أعداء الوطن لمجرد إبداء رأي أو وجهة نظر وإلا فإن تصدع الجبهة الداخلية من خلال المساس بتكويناتها الوطنية الأساسية سينعكس سلبا على المشهد السياسي بالكامل وهو الأمر الذي تسعى لتحقيقه قوى الثورة المضادة وإعلامها الهدام بما يضخمه من إشاعات وأكاذيب حول قوى الثورة المختلفة في سبيل إيجاد التناقض والتصادم فيما بينها حتى يحققوا أهدافهم الخبيثة في تقويض العملية الانتقالية السلمية التي يقود زمامها حتى الآن الرئيس هادي بكل حكمة واقتدار ولعل قوى الثورة المضادة وإعلامها الهدام قد حققت بعض النجاح في تأليب بعض شباب الثورة من خلال ايهامهم بأن الثورة قد سرقت منهم وأنهم قد أصبحوا خارج المعادلة وكأن الشباب قاد الثورة واسهم فيها بقسط كبير بهدف أن يحكم أو أن يكون له نصيب الأسد في الحكم ولا نعتقد أن الشباب يفكر بهذا المفهوم القاصر وإنما يدرك تماماً أن الثورة ما قامت إلا من أجل التغيير نحو الأفضل وأن يتخلص اليمني من النظام السابق بما يمثله من ظلم وجور واستبداد وهو يدرك كذلك أن اليمن ما زالت حتى الآن تعاني من رواسب ذلك النظام الذي يحتاج إلى مزيد من النضال السلمي ورص الصفوف والوقوف خلف القيادة السياسية الحكيمة بزعامة الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية.ولذلك فأننا ننبه بعض الأقلام من أن تقع في حبائل إعلام الثورة المضادة من حيث تشعر أولا تشعر وأن لا تتناول بناء الجبهة الداخلية إلا بما يعزز ذلك البناء ويسهم في تقويته وصلابته فالوحدة الوطنية هي القوة الضاربة التي تواجه بها اليمن أعداء مشروعها النهضوي الكبير وعلى الكلمة الوطنية الصادقة أن تناضل وتعمل صوب هذا الاتجاه وعلى قائلها أن يدرك أن الحرية تكون بقدر المسؤولية وحتى لا تتأثر الجبهة الداخلية بالنيران الصديقة.!
|
آراء
حذار من المساس بالوحدة الوطنية
أخبار متعلقة