الخطاب الذي ألقاه فخامة الأخ المشير/ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة أمام حفل تخرج طلاب كلية الشرطة الثلاثاء الماضي لاشك بأنه يحمل في طياته ومضمونه الكثير من المعاني والدلالات والرسائل الهامة على المستويين الداخلي والخارجي، حيث اتسم خطاب فخامته بالصراحة والوضوح والشفافية أمام جميع أبناء الشعب اليمني، وهو أي (الخطاب) مثل دعوة صريحة إلى اصطفاف وطني واسع وعريض للحرب على الإرهاب وإخراج القاعدة من اليمن.. وهي الدعوة التي يفترض أن تكون ذروة «المشروع الوطني» لجميع اليمنيين، باعتباره مشروع الدولة للخروج من الأزمة السياسية ومشروعاً للتنمية الوطنية المستدامة والخلاص من مآزق الاقتصاد المتدهور والمنهار، ذلك أن الحديث عن أي مشاريع تنموية لهذا البلد المثخن بالجراح والآلام يغدو ترفاً ومضيعة للوقت في حين يعطل ويعيق فيه الإرهاب كل طموحاتنا الوطنية المنشودة نحو غد أفضل وأجمل لليمن واليمنيين وعقبة مزعجة تقف أمام عبور الوطن إلى المستقبل الآمن.إن تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب وفي اليمن تحديداً يكاد يكون مهيمناً بصورة أو بأخرى على العاصمة صنعاء، أنه حينما تقتحم وزارة الدفاع ويتم إطلاق سجناء متهمين بالإرهاب من السجون المركزية ويختطف الأجانب ويقتل الدبلوماسيون ويؤدي ذلك إلى غلق سفارات، ومن ثم يتم رحيل الشركات النفطية العاملة في بلادنا، ويسقط بشكل يومي ومجاني ضباط الجيش والأمن الميامين على أرصفة العاصمة وفي المحافظات، حيث أضحت معسكرات الإرهاب تجمع عناصرها من أقطار الدنيا إلى بلدنا العزيزة اليمن وتمارس هذه الجماعة (الضالة) مهامها بصورة علنية وعلى مرأى ومسمع من الجميع ولا تجد من يردعها خصوصاً في محافظات البيضاء وأبين وشبوة وفي الشمال الجوف ومأرب وذمار!!.. ألا يستحق هذا كله اصطفافاً وطنياً واسعاً ضد الإرهاب وحرباً وطنية على هذه الآفة الخطيرة والمدمرة في المجتمع؟!، ألا ينبغي أن تكون قضية الإرهاب ومحاربتها شغلنا الشاغل ونعطيها أولوية الأولويات ونحشد كل اليمنيين وعلى اختلاف توجهاتهم السياسية ومعتقداتهم الدينية ومشاربهم الفكرية للوقوف دون تردد مع دعوة الأخ الرئيس التي جاءت متأخرة ولكنها وصلت ونعمل على جعلها برنامج عمل لجميع الفعاليات السياسية اليمنية ومنظمات المجتمع المدني ورجال الدين والعلماء والمشايخ؟!، ألا تهم هذه القضية كافة شرائح وفئات الشعب اليمني؟!!.إن الصعوبات التي تواجه اليمن كبيرة.. فالجيش الذي يحارب الآن في أبين وشبوة ينتظر دعماً من جميع القوى الوطنية ومن الإعلام الرسمي وغير الرسمي لمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة على مجتمعنا والدخيلة على عاداتنا وتقاليدنا وديننا الإسلامي الحنيف الذي يدين العنف والإرهاب والقتل للأبرياء؟!!، ثم لماذا لا يبادر كل تيار أو حزب سياسي إلى إصدار موقف واضح من هذه الظاهرة ويعلن تجاوبه العلني مع دعوة الأخ الرئيس؟!.وفي الأخير نرجو ذلك من الجميع.
|
آراء
خطاب هادي.. دعوة إلى اصطفاف وطني عريض للحرب على الإرهاب
أخبار متعلقة