عوض علي بن حداد:[لا يوجد نمط فقرة]في اسبوع المرور العربي يشعر الانسان بالألم والحسرة من الفوضى المرورية التي تسود كبريات المدن اليمنية والطرقات العامة المزدحمة بحركة مرور المركبات، ولا شك اننا في اليمن بحاجة أولاً الى تطبيع الاوضاع المرورية من خلال فرض أنظمة المرور الاساسية التي تعاقب وتردع المخالفين والمستهترين بأنظمة السير وقواعده الأساسية وتمنع صغار السن من قيادة المركبات من خلال ضبط أوليائهم ومعاقبتهم على مثل هذا العبث والاستهتار بالسلامة المرورية وحياة الناس لأن السيارة او المركبة اذا لم تسر وفق قواعد السير والسلامة المرورية فانها قد تتحول من وسيلة للنقل الى وسيلة للقتل، وهذا ما تؤكده حوادث السير المرتفعة في اليمن بدرجة مخيفة وما ينتج عنها من خسائر في الارواح والممتلكات، فالإحصاءات الفصلية والسنوية عن خسائر حوادث المرور تؤكد ان هذه الحوادث تعد الأعلى في المنطقة العربية والعالم وذلك مقارنة بعدد السكان.فاليمن تخسر سنويا ما يقارب ثلاثة آلاف قتيل نتيجة حوادث السيارات واكثر من هذا العدد ممن يصابون باعاقات دائمة وأكثر من ذلك كله ممن يصابون باصابات مختلفة هذا بالاضافة الى الخسائر المادية التي تصل الى عدد كبير من المليارات وتعود مثل هذه الحوادث الى اسباب عديدة ولكن أهم هذه الأسباب عدم الالتزام بانظمة السير مقارنة بدول المنطقة ومن المؤسف حقا أن هذا النزيف البشري والمادي الذي تتسبب فيه حوادث المرور لم يلق حقه من البحث والدراسة والاهتمام لا على المستوى الرسمي ولا على المستوى الشعبي من جانب مراكز البحوث والدراسة ومنظمات المجتمع المدني حتى يمكن تكوين وعي مجتمعي بمخاطر ارتفاع حوادث السير ودراسة الحلول والمعالجات للحد منها إلى أدنى مستوى.ان الارتفاع المخيف لحوادث المرور في اليمن وما ينتج عنها من خسائر بشرية ومادية كبيرة تفوق ما تتركه بعض الحروب والصراعات في أي منطقة من العالم يعتبر ناقوس خطر وانذارا لمن يهمهم الأمر على المستويات الرسمية والشعبية بضرورة التحرك العاجل لمعالجة هذا الخطر الداهم بكافة السبل والوسائل والتي من أهمها فرض قانون المرور وقواعد السير والسلامة الأساسية التي أصبح العابثون يستهترون بها ويقودون مركبات الموت والفوضى وفق أمزجتهم وأهوائهم المريضة دون ان يدركوا مدى الخطورة التي تسببها تصرفاتهم الطائشة والمتهورة على حياة الناس وتسببهم في إيذاء المجتمع وخلق الاختناقات المرورية التي تعطل انسياب الحركة وما يترتب عليها من تعطيل لمصالح الناس الذين يعلقون في تلك الاختناقات ربما لفترة طويلة خاصة في أجواء الحرارة المرتفعة.وفي عدن التي عرفت نظام المرور منذ عقود طويلة وطبقته واحترمته قبل أن تعرفه معظم دول الشرق الأوسط يستغرب الانسان الوضع المروري الذي تعيشه الآن وهو عبارة عن فوضى مرورية حيث ترى بعض السائقين المخالفين يعكس السير في أهم شوارع كريتر وأكثرها ازدحاما مثل شارع السيلة الذي يقع فيه المتحف العسكري وتجد كذلك الفرز العشوائية في الشارع نفسه وكذلك في رأس الشارع الطويل يقفون بالسيارات في وسط الشارع ويحملون الركاب ويسببون الاختناقات المرورية وتعطيل حركة السير ولا تجد من يمنع هذه المخالفات سواء من المرور او المجلس المحلي او من أي جهة مسؤولة حيث يتكلم بعضهم كثيرا عن الانجازات في هذه المدينة دون أن يزيل عنها مثل هذا العبث والفوضى، ولقد رأيت احد السائقين قبل يومين في كريتر يوقف سيارته في وسط الطريق الكائن أمام حلويات الحريبي حيث نزل بعد ذلك إلى سوق القات واوقف مرور السيارات وسط ذهول الناس وتجمعهم حول تلك السيارة ومثل هذه المخالفات مجرد أمثلة لما هي عليه الفوضى المرورية.. ولذلك فاننا بحاجة إلى إعادة نظام المرور الضائع وتطبيقه.
|
ءات
في أسبوع المرور.. والنظام الضائع
أخبار متعلقة