عبد الجبار ثابت الشهابيستبقى النظافة هماً مؤرقاً ما لم تتضافر الجهود من مختلف الفئات، والجهات لتحويلها إلى واقع معاش؛ يصنعه الجميع، ويسهر على استدامته الكل .أما السبب؛ فلأن المخالف سيجد نفسه محاصراً بالأنظار، والشجب، والاستهجان، ومن ثم الإنكار، والإجراءات، ولكن ـ كما ذكرنا في مقال سابق ـ لا بد من التفكير في الوسائل، والعمل على تحويل الأفكار قدر المستطاع، وبعد دراستها؛ إلى خطط عمل؛ فواقع يتحرك على الأرض ، ونتنفسه صحة وعافية .وقد أشرنا في مقالنا ذاك إلى ضرورة إنشاء غرف استلام للقمامة عند كل موقع تجميع في المدن، يقوم على نوبتين بعاملي نظافة، صباحا ومساء، يكون من واجبهما كل في نوبته فرز القمامة، والاستفادة من المواد النافعة لمصلحته هو، مقابل حماية الموقع، وحراسة ما يتم تثبيته من القمرات ( الكامرات ) لمراقبة الموقع من العابثين، والمستهترين، والمخربين، وعرض الإيجابي، والسلبي في أشرطة توعوية في القنوات التلفازية العامة، تعزيراً بالمسيئين، وإشادة بالمحسنين، من ناحية، ومن ناحية أخرى؛ كأدلة لو كلف الأمر ـ في المخالفات الكبيرة ـ المقاضاة في المحاكم؛ حتى يحترم الجميع حق الكل في بيئة صحية، ونظيفة .إن التهاون، وعدم الجدية المجتمعية، وعدم التفكير الجدي في إيجاد الحلول الناجعة؛ هي دون شك عوامل؛ كان من شأنها مجتمعة،ومتضافرة أن تؤدي إلى ما نرى من تضييع، وسخرية، واستخفاف بجهود آلاف العاملين في تنظيف المدن والأحياء .فقد أدى عدم الحرص، والدقة في بناء الطرق، وإجراء صيانتها بطريقة بيع المقاولة الواحدة لعشرين مقاولاً؛ إلى نتائج مخيبة للآمال، وعلى طرية ( مهردة، بس على وسخ ) وكأن المهندس المشرف كان فاقداً للبصر، أو خريجاً من كلية ( سوق الصيد ) .كما أدى اللعب في إدارات مجاري الصرف الصحي، وعدم التقسيم لمواقع العمل، وعدم القدرة على المتابعة، وعدم اتخاذ الإجراءات الصارمة في حق المقصرين، والعاملين الذين يقومون بسد المناهل؛ بقصد التخريب، للعمل في أوقات استثنائية .. كل ذلك، مع عامل الطرق المهدمة المسار؛ أدى إلى الإضرار البالغ بنظافة المدن .لذلك قلنا، وسنظل نقول إن توفير النظافة المطلوبة سيظل أملاً؛ حتى ينهض به الجميع، ودون هوادة، وكم نتمنى أن نرى شوارعنا، وحاراتنا تنطق نظافة كما كانت؛ حتى بداية السبعينات .. فمتى سنرى ذلك ؟! .
|
ابوواب
متى سنرى ذلك ؟!
أخبار متعلقة