الذكرى الخالدة لزيارة الخالد جمال عبدالناصر لليمن 24 ـ 28 / 4 / 1964م
اللواء/ أحمد مهدي المنتصرضمن زيارته لليمن زار الرئيس جمال عبدالناصر تعز في 25 / 4 / 1964م، وفي مساء اليوم نفسه، التقى مع مضيفه المشير عبدالله السلال ـ رحمهما الله ـ وفداً من احرار الجنوب المتواجدين في تعز معظمهم لاجئون منذ الخمسينات.كان الوفد برئاسة الأستاذ محمد عبده نعمان وقيادة هيئة تحرير الجنوب وكوكبة اخرى من الأحرار، رتب لهذه الزيارة الشيخ أحمد عبدربه العواضي ـ رحمه الله ـ وكاتب هذه السطور كان أحد أعضاء الوفد المذكور.شارك في هذا الاجتماع الهام الفريق حسن العمري، المشير عبدالحكيم عامر، أنور السادات، اللواء أنور القاضي، وقائد المنطقة الجنوبية المصرية بتعز المقدم صفوت محمد عبدالله وآخرون. في هذا اللقاء تم تبادل الأحاديث والرؤى حول كيفية بدء الكفاح المسلح وتحرير الجنوب اليمني المحتل، وثاني يوم في 26 / 4 / 1964م، في الحشد الجماهيري الكبير في ميدان الشهداء بالعرضي بتعز ألقى الرئيس الخالد رائد القومية العربية خطابه الشهير وانذاره للاستعمار البريطاني، بقوله: (على الاستعمار البريطاني ان يحمل عصاه ويرحل من عدن والجنوب)، كان في المنصة ضمن الحضور وفد أحرار الجنوب نفسه الذين التقى بهم الرئيس جمال عبدالناصر في مساء 25 / 4 / 1964م، والذين أوصلوا إليه نبأ ساراً في اليوم نفسه حيث انفجر لغم ارضي في سيارة استطلاع بريطانية في الحبيلين على طريق المواقع العسكرية بالتمير.هذه السيارة مقدمة فريق الاستطلاع الميداني لقيادة الحملة الثالثة لقوة ردفان البريطانية حيث انفجر في سيارة المقدمة اللغم المذكور صباح 25 / 4، بعد دقائق من الخروج من المعسكر، كان في هذه الجولة الاستطلاعية كل من: العميد هارجروفس قائد عملية ردفان ، العميد موريس قائد جيش الاتحاد النظامي حينها، العقيد روي واطس أحد قادة جيش الاتحاد النظامي، الرائد جون فونك قائد لواء ردفان، السيارة الأمامية التي انفجر فيها اللغم قتل فيها: الرائد الينوت، الرائد فونك، وجرح آخرون.كانت هذه العملية أفضل هدية قدمت للرئيس عبدالناصر ليلة 25 / 4 / 1964م، في اللقاء المذكور وكانت خبراً ساراً مشجعاً قبل الخطاب التاريخي الشهير في ميدان العرضي يوم 26 / 4.أما بالنسبة للبريطانيين كان بداية حزينة ومشؤومة للحملة الثالثة برمتها التي خطط لها البدء في 29 / 4 / 1964م.أما ما ترتب على خطاب الرئيس عبدالناصر هو الاتفاق مع المشير عبدالله السلال وقيادة ثورة 26 سبتمبر،وهو ما اعتبر الانذار السابق البداية العلنية للكفاح المسلح، حيث تم فتح المكاتب لقيادة الكفاح المسلح المتمثل بالجبهة القومية، وتحديد معسكر (صالة) للتدريب (الحقيقة تم ذلك قبل ابريل بطريقة سرية)، ثم تحديد معسكر الدبابات في الجحملية معسكراً للتموين والاسلحة للثورة، وقد رافق ذلك استكمال الترتيبات والتجهيزات لإذاعة تعز بحيث تكون إذاعة الكفاح المسلح.وإذا ما عدنا إلى تعز المدينة البطلة، وبأهلها الطيبين، فاللسان يعجز عن وصفها الوصف اللائق بها وأهلها الطيبين، ليست تعز كمدينة ولكن المحافظة كاملة بما في ذلك محافظة إب والبيضاء، حيث لعبت هذه المحافظات دوراً أساسياً لاستقبال المناضلين والاسر المشردة وتقديم الدعم والتسهيلات، لذلك علينا ان نعتبر لقاء تعز ليلة 25 / 4 / 1964م، لقاء الثورات الوطنية القومية الثلاث: يوليو، سبتمبر، أكتوبر، لهذا فتعز المدينة البطلة تعتبر نقطة الانطلاق للثورة اليمنية والعبور إلى كل جبهات القتال سواء ضد الامامة أو الاستعمار في تاريخنا الحديث والمعاصر، فتحية لتعز البطلة في ذكرى 26 / 4 / 1964م.وبهذه المناسبة الخالدة أوجه مناشدة لمن يهمه الأمر وخاصة رئاسة جامعتي تعز وإب وأطلب منهم التدوين الاكاديمي للصفحات المضيئة لنضال أبناء تعز وإب خاصة والبيضاء، ودورهم في الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني لأن هذا الجانب غائب تماماً لولا جهود دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة التي دأبت باستمرار على عملية التوثيق وإقامة الندوات لكل نضال الشعب اليمني شمالاً وجنوباً قبل الوحدة المباركة كان آخرها ندوة: ( الثورة اليمنية الانطلاقة والتطور وآفاق المستقبل) بعنوان تعز (النضال الوطني وتجسيد واحدية الثورة اليمنية) 25 ـ 27 سبتمبر 2005م بتعزوبالتعاون مع معهد السعيد التابع لبيت هائل سعيد أنعم رحمه الله.وفي 2 / 4 / 2014م، انتقل إلى رحمة الله في هذه الذكرى الذهبية لتدشين ثورة 14 أكتوبر أحد قادتها ومؤسسيها في 14 أكتوبر 1963م، المناضل الكبير صالح علي الغزالي الذي كان بجانب الشهيد الأول للثورة المسلحة راجح بن غالب لبوزة في قمة جبل (البدوي) وآخرون من المناضلين القادة أمثال الشهيد نصر بن سيف المسعودي بطل فك الحصار عن صنعاء في جبل يسلح، وابن الشهيد الأول بليل راجح لبوزة، وعبدالله عقيل، ومحمود عبدالله وآخرين.وبهذه المناسبة أتوجه إلى أبناء المناضلين والشهداء في ردفان من الاكاديميين في كلية تربية ردفان، وبالذات متخصصو قسم التاريخ الحديث والمعاصر، مع الآخرين من الاكاديميين في ردفان ان يؤسسوا بمبادرة ذاتية منهم ومساعدة الشرفاء (مركز دراسات ردفان الاشم أوارس الجنوب لثورة 14 أكتوبر) والله الموفق.