الأقصى أولى القبلتين ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ارض المحشر والمنشر وقد تعاقب على زيارته الأنبياء والرسل على مر التاريخ واليه تهفو أفئدة مئات الملايين من المسلمين من مختلف أصقاع الأرض للظفر بالصلاة فيه وزيارته والاعتكاف فيه باعتباره مسجداً مباركاً ويقع في ارض مباركة كما وصفها القرآن بذلك ومن هذه الأرض المباركة ينبعث عبق التاريخ والأمجاد التي صنعها العظماء من الآباء والأجداد وفرط فيها هذا الجيل حتى أصبحت السيرة في أيدي الصهاينة والأوغاد حتى دنسوها بأقدامهم الهمجية وأكثروا فيها الفساد. ويبدو أن الصهاينة الذين يكثفون من اقتحاماتهم للمسجد الأقصى هذه الأيام وبصورة شبه يومية ربما يهدفون من هذه (البروفات) المكثفة التي يقومون بها إلى فرض أمر واقع للاستيلاء على الأقصى بعد أن اطمأنوا أن ردود الأفعال على جرائمهم بحق القدس والأقصى لن تتعدى أساليب الشجب والاستنكار من جانب حكام الأمة العربية والإسلامية وهي ردود تعبر عن ظاهرة صوتية لا تلقي لها إسرائيل بالا ولا تحسب لها حساباً باعتبارها كيانا غاصبا يرى نفسه فوق القانون وقرارات المجتمع الدولي ولذلك فقد قامت دولة الاحتلال الصهيوني خلال الفترات الماضية بتنفيذ الكثير من مخططاتها الإجرامية الممنهجة في سبيل تهويد القدس والأقصى والقضاء على الهوية العربية والإسلامية والمكانة العالمية للمدينة المقدسة على مر التاريخ حيث قام الصهاينة بتغيير الكثير من المعالم والآثار العربية والإسلامية بأساليب وطرق مختلفة من أخطرها مصادرة الأراضي والعقارات التي تعود ملكيتها للسكان الأصليين من المقدسين وإبدالها بالكثير من المرافق والكنس اليهودية كما نفذوا العديد من الحفريات تحت الأقصى وهدم بعض مبانيه ومرافقه تحت مبرر ما يسمى بالبحث عن الهيكل المزعوم وكل هذه الأعمال والمخططات الصهيونية التي أدت إلى تغيير وإزالة الكثير من المعالم والمرافق التاريخية التابعة للأقصى وباحاته المختلفة صاحبها اقتحامات كثيرة للأقصى ومرافقه المختلفة من جانب قطعان المستوطنين المتطرفين وغيرهم من غلاة الصهاينة وأعضاء الكنيست حتى وصلوا في تصعيدهم للاعتداء على الأقصى إلى ما يقومون به حاليا من اقتحامات شبه يومية حيث تقوم بحراستهم قوات الأمن الصهيونية بينما تعتدي بكل وحشية على المصلين والمرابطين في المسجد الأقصى من المقدسيين الذين يقومون بالتصدي لقطعان المستوطنين وصدهم عن الدخول إلى باحات المسجد وتدنيسه والاستيلاء عليه ولو لفترة محددة ومع ذلك فان هؤلاء المقدسيين العزل من كل سلاح إلا سلاح الإيمان يواجهون بالقمع الوحشي من قوات الأمن الصهيونية التي تزايد إعدادها في الآونة الأخيرة. وإذا كان الأقصى في خطر ويبعث بإشارات استغاثة ونجدة إلى الأمة العربية والإسلامية لإنقاذه من الاعتداءات الصهيونية والاستيلاء عليه واحتلاله إلا انه وللأسف لاتبدو هناك استجابة من الحكام تكون في مستوى هذا الخطر الداهم وإذا ما القينا نظرة على مستوى الفلسطينيين باعتبارهم مفتاح القضية ومفتاح العرب فإنهم منقسمون على أنفسهم وهذا ما يخدم إسرائيل التي لاتريد منهم سوى استمرار الانقسام والدخول معها في مفاوضات عبثية لا تخدم القضية وإذا كان العرب في مجملهم يعتبرون مفتاح الأمة الإسلامية لتعبئتها وحشدها تتبنى القضية الفلسطينية باعتبارها قضية إسلامية فان العرب وللأسف غارقون في خلافاتهم ولا يستطيعون تجاوزها ومع هذه الصورة المأساوية لحال الأمة فانه لا يسعنا إلا أن نصرخ : الأقصى في خطر ! لعل وعسى.
|
آراء
الأقصى في خطر
أخبار متعلقة