تأتي ذكرى يوم الأسير الفلسطيني هذا العام، وأسرانا اكثر تحدياً لجيش الاحتلال وممارساته القمعية، ولأشكال التعذيب التي يمارسها ضد الأسرى، ومنها العزل المنفرد في الزنازين ولفترات طويلة منها لأيام، ومنها ما يصل الى ستة أشهر ومنها سنوات ومؤخراً قبل ايام فقط أخذ قراره بوضع إبراهيم الحامد في العزل الانفرادي، فهب الأسرى وعلى رأسهم القائد احمد سعدات والقائد مروان البرغوتي للتمديد بالإضراب داخل السجون، وبالفعل وضعت خطة للبدء في الإضراب وجرى تحديد عدد من يشملهم الإضراب 200 أسير باليوم الأول، وبعد يومين يصل العدد الى 500 اسير وبعدها يفتح الإضراب لباقي الأسرى، امام هذا الصمود للاسير الفلسطيني وعناده وصلابته ونضاله، وتضامنه، وامام وحدة الأسرى في سجون الاحتلال تراجعت حكومة الاحتلال عن قرار العزل، وهذا يشكل انتصاراً لكل الأسرى في ذكرى يوم الأسير الذي يتطلع فيه كل اسير للحرية.يأتي يوم الأسير هذا العام ومازال 5000 من الأسرى في داخل سجون الاحتلال موزعين على حوالي 17 معتقلاً، 476 اسيراً محكومين مؤبد مدى الحياة، 187طفلاً قاصراً دون السن القانونية، 183معتقلاً إدارياً دون تهمة ومن النساء يوجد في السجون 21 اسيرة.اما الشهداء من الأسرى فقد بلغ عددهم 205 شهيداً.منهم 53 شهيداً نتيجة الإهمال الطبي، 73 شهيداً نتيجة التعذيب، 72 قتل متعمد، 7 أطلق عليهم الرصاص بشكل مباشر.يستقبل ابناء شعبنا الفلسطيني يوم الأسير هذا العام والكثير منهم كان ينتظر الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى والتي كان متفقاً عليها مع السلطة الفلسطينية لاسرى مضى عليهم في سجون الإحتلال اكثر من 30 سنة، وكانت الفرحة في كل بيت اسير ويعدون الايام بل الساعات التي يضموا فيها اسراهم الى حضنهم الدافئ، وإذا بحكومة الاحتلال تتراجع كالعادة عن هذا الاتفاق وتحطم احلام الأمهات وتقتل فيهن الفرحة، وتمحو الابتسامة، ولان السلطة الفلسطينية ترفض تمديد فترة التفاوض، والتي تنتهي بنهاية هذا الشهر إبريل 2014م دون التوصل لأي اتفاق، وتعمدت سلطة الإحتلال ان تمارس هذا الضغط على السلطة الفلسطينية، أما الراعي الأمريكي فلا يستطيع ان يفعل أي شيء ؟أمام هذا العمل العدواني لحكومة الاحتلال ما العمل؟ وما هو الرد؟ بداية وقبل كل شيء يجب ان يكون ردنا بإنهاء حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية وتحقيق وحدتنا الوطنية دون تلكؤ، ويجب ان يكون ردنا بالعمل على اسر جنود صهاينة لنجبر الكيان الصهيوني على التبادل كما حصل في مرات عديدة سابقة وكانت ناجحة جداً وتخرج عدداً كبيراً من الأسرى.علينا ان نضع المجتمع الدولي، وخاصة من يعتبرون انفسهم مسؤولين عن السلام ليقوموا بدورهم بالضغط على حكومة الاحتلال ومطالبتها بالإفراج عن اسرانا.اما الأشقاء العرب فماذا نقول لهم، هل نخاطبكم كما نخاطب المجتمع الدولي، وهل الأشقاء العرب بحاجة لنذكرهم دوماً بموضوع الأسرى.نحن ندرك الوضع الصعب الذي يعيشه عالمنا العربي اليوم بمعظم اقطاره، نتيجة الأحداث الداخلية، والتآمر الخارجي ونعرف ان المستفيد الوحيد جراء مايجري وماجرى من احداث هي دولة الكيان الصهيوني ، ونعرف ان الخاسر الأكبر هو الشعب الفلسطيني لأن القضية الفلسطينية لم تعد قضية العرب الأولى، ولكن على ثقة بأن هذه الأمة حية وستبقى كذلك رغم كل الصعوبات.
17 إبريل يوم الأسير الفلسطيني
أخبار متعلقة