إنها اللحظة المناسبة لإعادة الحقوق إلى أصحابها وتحقيق العدالة لأبناء جنوب الوطن الذين عانوا كثيراً وما يزالون حتى هذه اللحظة يتجرعون مرارة أخطاء النظام السابق وبطء تنفيذ قرارات المرحلة الانتقالية الحالية حتى تعود الثقة إلى نفوس هؤلاء الناس الذين صبروا حتى كاد الصبر أن ينفد، ووصلوا إلى درجة الاحتقان ومرحلة اللا عودة في مناقشة العقد الاجتماعي بينهم وبين إخوانهم في شمال الوطن وعندهم الحق في ذلك لأن تجاهل السلطة السابقة لمطالبهم وحقوقهم هو الذي أوصلهم إلى هذه المرحلة من فقدان الثقة التي عززت من ترسيخها الحرب المشؤومة التي حدثت عام 94م وما تبعها من إقصاء وتهميش وعدم اكتراث بكثير من الكوادر والموظفين والجنود والضباط والمسؤولين الجنوبيين الذين خرجوا في احتجاجات ومظاهرات واعتصامات مطالبين بحقوقهم المشروعة التي كفلتها لهم القوانين والأعراف الدولية.. إلى أن حدثت ثورة الشباب ومن قبلها بسنوات كانت حركة الحراك الجنوبي الذي قض مضجع النظام السابق وشارك مع ثورة الشباب في إبراز القضية الجنوبية محلياً وإقليمياً ودولياً خاصة بعد المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية المزمنة لحل الأزمة اليمنية والمضي في تحقيق وتنفيذ بنودها المزمنة التي قطعت أشواطاً لابأس بها حتى وصلت إلى مخرجات الحوار الوطني. وكان أهم فريق في الحوار الوطني هو فريق القضية الجنوبية التي لم ينجح الحوار الوطني ويصل المتحاورون إلى مخرجات ترضي جميع الإطراف إلا بعد أن تم إيجاد حل للقضية الجنوبية التي كسبت في تلك المخرجات الشيء الكثير خاصة بعد أن يتم تنفيذ النقاط العشرين والإحدى عشرة على الواقع ويلمس الناس أشياء تتحقق في حياتهم وخاصة في هذه اللحظة الراهنة.. فمن اجل إعادة الثقة للناس في الجنوب لابد من تحقيق وإنجاز البنود المذكورة في مخرجات الحوار فيما يتعلق بالجنوب وعلى إخواننا هنا في الجنوب أن يأمروا بما يستطاع وأن يكونوا واقعيين لاخياليين في مطالبهم وأن يحاولوا قراءة الواقع الجديد وأن يواكبوه ويواكبوا الواقع المحلي والإقليمي والدولي فلم يعد النظام السابق هو المسيطر كاملاً والبلاد مقبلة على حكم جديد ونظام جديد ووجوه جديدة وحلول ومخارج لقضايا البلاد ومشاكلها متوفرة لم يتبق إلا إنزالها على الواقع وتفعيلها حتى يلمس الناس أثرها وتأثيراتها في حياتهم فالوطن اليوم بحاجة إلى رص الصفوف والاصطفاف الوطني وأن يعمل الجميع معاً لأننا على سفينة واحدة وما على الحكومة الانتقالية والتوافقية إلا العمل على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني خاصة فيما يتعلق بالقضية الجنوبية وفي صعدة بما يعزز من وقوف الشعب إلى جانبها بكل شرائحه وفئاته وأحزابه.
|
آراء
إنها اللحظة المناسبة لإحقاق الحقوق
أخبار متعلقة