في الجولة الـ( 19) لدوري الدرجة الأولى..
عدن/ حســن عيــاش:على وقع النتائج الصاعقة التي شهدها الأسبوعان الماضيان لدوري الدرجة الأولى لكرة القدم والتي أدت إلى حدوث ما يشبه الانقلاب في أعلى الترتيب، تعود المنافسة إلى دائرة السخونة من خلال لقاءات الجولة التاسعة عشرة التي تقام على مدى يومين بحسب جدول المسابقة، والتي تشمل عددا من المواجهات المهمة سواء بالنسبة لفريقي الصدارة الصقر وأهلي صنعاء أو الفرق الباحثة عن الأمان في مناطق الدفء بوسط القائمة،في وقت ستحاول فيه فرق القاع زحزحة آمالها باتجاه الأمام في انتظار التحول الكبير الذي تراهن عليه في الأسابيع القليلة المتبقية من عمر الدوري.وكان الصقر قد نجح في استعادة موقعه بصدارة الترتيب عقب خسارة أهلي صنعاء للمرة الثانية أمام الاتحاد في إب بهدفين لهدف، مقابل فوز الصقر على شباب الجيل بهدفين نظيفين.واستفاد الصقر أيضا من « فتوى » الاتحاد الآسيوي بشأن مباراته « المعلقة » أمام شعب صنعاء والتي عاد الاتحاد اليمني لكرة القدم إلى « الصواب » باحتساب نتيجتها الرسمية ( 3 ــ 1) بناء على فتوى ( كوالالمبور) التي أكدت شرعية الفوز الصقراوي والاكتفاء بمعاقبة اللاعب أكرم الورافي بالغرامة المالية المنصوص عليها في اللائحة.ورفع الصقر رصيده إلى (43 ) نقطة في مقدمة الترتيب بفارق نقطة واحدة عن أهلي صنعاء الثاني برصيد (42) نقطة، لتعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل ثلاث جولات من الآن.ولم يتبدل حال التنافس كثيرا بتبدل أوضاع ومراكز فريقي الصدارة، إذ بقي فتيل الإثارة مشتعلا بين الغريمين المتصارعين على اللقب، على مرأى من بقية الأندية التي اضطرت لخوض منافسة أخرى منفصلة تدور في فلك واحد، ولكن غاياتها مختلفة باختلاف الطموحات والمراكز على جدول الترتيب.وتنطلق الجولة الـ ( 19) اليوم الجمعة بإقامة (5) مباريات دفعة واحدة، أهمها ديربي الصقر والرشيد بتعز ومباراة الرد بين أهلي صنعاء وشعب حضرموت في العاصمة صنعاء.كما تقام اليوم أيضا مباراة تخص الصراع على المركز الثالث (الحائر) وتجمع شعب إب مع العروبة، ويلتقي الهلال مع الاتحاد، ويتواجه شعب صنعاء مع حامل اللقب اليرموك.وتحمل مباراة الصقر وجاره الرشيد أهمية ذات أبعاد مختلفة، إذ يتطلع الصقر من خلالها إلى مواصلة تشبثه بالصدارة عبر اجتياز عقبة منافسه المتواضع شكلا ومضمونا.ويدرك الصقر غير المستريح في صدارته أن الخطأ مازال ممنوعا عليه إذا ما أراد السير بثبات نحو لقبه الثالث، لذلك سيكون عليه تنحية الفوارق الحالية مع جاره جانبا والدخول في مواجهة ندية مع منافس « غريق» يحاول الإمساك بـ« قشاية» للنجاة من المأزق الذي وضعته فيه النتائج السلبية وربما تواضع الزاد الفني للاعبين.ووفقا لحسابات المنافسة يعتبر الصقر الأفضل من كافة النواحي، لكن حساسية لقاءات الجوار وهتافات التحفيز التي تغذيها الاعتبارات التقليدية تلقي بمخاوفها على الفريق الأصفر وتضع لاعبيه تحت ضغط نفسي غير عادي، سيكون عليهم بذل الكثير من الجهد لتفادي تبعاته، وصولا إلى الفوز بالمباراة.ويمكن للمباراة أن تحمل صبغة عاطفية مضافة في حال قرر المدرب المصري لفريق الرشيد سامح اسماعيل الاعتماد على الإثيوبي يوردانوس ( الهداف التاريخي ) لفريق الصقر والذي استغنى عنه الفريق بصورة تراجيدية قادته إلى قلعة الجار الأخضر مع انطلاق إياب المسابقة.ويخوض أهلي صنعاء لقاء لا يقل صعوبة عما لدى منافسه، حيث يلعب أمام المنتفض شعب حضرموت في مواجهة تعيد إلى الأذهان قصة السقوط الأول للفريق الأحمر قبل أسابيع قليلة.ومن شان هاجس الثار لدى الأهلاوية أن يذكي نار الطموح لديهم، كما أن الهاجس ذاته قد يضعهم في شرنقة التوتر النفسي الضار إذ لم يتنبهوا إلى ذلك باكرا.وبالمقابل فإن انتصارات شعب حضرموت الأخيرة تجعله يخوض المواجهة من موقع القوة، ويطمح في إعادة السيناريو أمام ثاني الترتيب ولو بنتيجة التعادل التي ستضاهي الانتصار في حال تحققها.ويمكن القول إن لقاء شعب إب والعروبة هو القمة الموازية لأهمية لقاءي الصدارة من خلال « موضوع » التنافس الذي تدور حوله المواجهة والمتمثل بصراع الوصافة البرونزية الذي يخوض الفريقان غماره ومعهما التلال والى حد ما شباب الجيل.الشعب الإبي الذي يستضيف المباراة على ملعبه يبقى الأقرب لخطف النقاط الثلاث التي سيحرم بموجبها العروبة من انتزاع مركز ( التلال) ولو مؤقتا.وفيما يستضيف شعب إب العروبة سيكون القطب الآخر لـ» نابولي» مدعوا لمنازلة الهلال في الساحل الغربي بالحديدة.الهلال المثخن بالانتكاسات يتوقع له أن يعاني كثيرا في المباراة من اجل تجاوز الاتحاد المدجج بعزيمة شبابه وفاعلية محترفيه الأفارقة، غير أن النتيجة تبقى في موضع ( الوسط ) بين الفريقين ويحتاج الوصول إليها إلى جهود ستحدد تفاصيلها عطاءات اللاعبين وبصمات المدربين.وربما يكون لقاء الجوار بين شعب صنعاء واليرموك هو الأقل جذبا للمتابعة في لقاءات اليوم، لكن نتيجته تبقى هاجسا يضعه ( العاصميان) في الحسبان نظرا لأهميتها المرتبطة بحسابات الهروب من الضغط العالي لـ(كهرباء) القاع.التلال.. مهمة صعبة للحفاظ على المركز الثالثغدا السبت يلعب 22 مايو أمام أهلي تعز بمواجهة شريكي «المخاوف» وابرز المرشحين للهبوط.التواضع في الآمال هو العنوان الأبرز للمباراة، لكن الفوز بالنقاط الثلاث لن يخلو من الفوائد.وتدور في الحديدة مباراة شباب الجيل والتلال وهي مباراة واعدة من كل النواحي نظرا للاعتبارات التي يضعها كل من الفريقين في حساباته.ويخوض شباب الجيل اللقاء تحت « مظلة » الثأر لخسارته السابقة من التلال في عدن، لكن زملاء خالد بلعيد مطالبون بتجاوز التواضع الذي حد من عطائهم في لقاء الصقر الماضي، وخصوصا في مناطق صناعة اللعب والتحكم بالمجريات التي اعتبرها بلعيد ثغرة المرور بالنسبة للصقر في اللقاء الماضي.