كييف/متابعات:أعلنت أوكرانيا أمس الأحد عن سقوط قتلى وجرحى في العملية العسكرية التي بدأتها قواتها في منطقة سلافيانسك شرقي البلاد لمكافحة “الإرهاب” بحق من وصفتهم بـ«إنفصاليين مؤيدين لروسيا”، مؤكدة استعدادها لـ”إجراء صارم” إذا لم يلق المحتجون أسلحتهم، وسط دعوة أممية لـ«ضبط النفس» وتجديد واشنطن دعمها “القوي” لوحدة أوكرانيا.وقال وزير الداخلية الأوكراني في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) إن ضابطا في قوات الأمن الأوكرانية قتل وأصيب خمسة آخرون بجروح في مستهل العملية، فيما سقط عدد غير معروف في صفوف من وصفهم بـ«الانفصاليين».وكان الوزير الأوكراني قال في مستهل العملية الأمنية إن مركز مكافحة الإرهاب في جهاز أمن الدولة هو من يقود هذه العملية فضلا عن مشاركة جميع الوحدات الأمنية، متابعا “نأمل أن يكون الله في عوننا»وتأتي هذه التطورات بعد أن أعلنت كييف عن سيطرة من وصفتهم بانفصاليين مؤيدين لروسيا يحملون أسلحة آلية على مبان حكومية في مدينة سلافيانسك التي تبعد نحو 150 كيلومترا عن الحدود الروسية، وأقاموا متاريس على مشارف المدينة، وفق السلطات الأوكرانية.وفي كراماتورسك الواقعة على مسافة ثمانين كيلومترا إلى الشمال، سيطر مسلحون أيضا على مركز الشرطة بعد تبادل لإطلاق مع قوات الأمن.في الأثناء، تعرضت أبنية حكومية في عدة بلدات أخرى في دونيتسك ولوهانسك لهجمات وصفتها واشنطن بأنها “تعيد إلى الأذهان” الأحداث التي سبقت ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية.ووصف أفاكوف الهجمات في الشرق بأنها “عرض لعدوان خارجي من روسيا” موضحا أن قوات من “وزارتي الداخلية والدفاع تنفذ خطة رد عملية”.وتنفي روسيا التدخل في الأحداث الحالية متهمة السلطات الأوكرانية بالمسؤولية، وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف إن أوكرانيا “تظهر عدم قدرتها على تحمل المسؤولية عن مصير البلاد، محذرا من أن “أي استخدام للقوة ضد الناطقين بالروسية سيضعف إمكانية التعاون” بما في ذلك المحادثات المقررة الخميس المقبل بين روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.وقال أندريه ديشيتسيا القائم بأعمال وزير الخارجية الأوكراني إنه تحدث عبر الهاتف مع لافروف مطالبا موسكو بالكف عما سماه “الأفعال الاستفزازية”من عملائها في شرق أوكرانيا.ووصفت الأنباء الأوضاع شرقي البلاد بالمتوترة والخطيرة جدا، مشيرة إلى أن هناك غيابا شبه تام للشرطة في المناطق التي يسيطر عليها مسلحون شرقي البلاد.وبيّنت أن السلطات في كييف تتحرك بشكل حذر وسط مخاوف من اندلاع حرب أهلية، في ظل تصاعد النزعة الانفصالية في البلاد.يُشار إلى أن احتلال المباني في مدن أوكرانية شرقية عدّة قد يفجر أزمة لأنه في حالة تعرض المحتجين للقتل أو الأذى على أيدي القوات الأوكرانية، فقد يدفع هذا الكرملين للتدخل لحماية السكان المحليين الناطقين بالروسية في تكرار لما حدث في شبه جزيرة القرم.وقد حشدت موسكو -التي حذّرت كييف من أي قمع دام لهذه الاضطرابات- أربعين ألف جندي على الحدود (وفق حلف شمال الأطلسي) ما يثير مخاوف من اجتياح.وفي سياق ردود الفعل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جميع الأطراف المتصارعة في أزمة أوكرانيا إلى “التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس” من أجل تخفيف التوتر، وفق ما جاء في بيان المنظمة الدولية.وأعرب بان عن “قلقه من المخاطر المتزايدة للمواجهات العنيفة” موضحا أنه “طلب مجددا إجراء حوار عاجل لحل جميع الخلافات” وأن “الأمم المتحدة تعرب عن استعدادها لدعم أي حل سلمي للأزمة الراهنة في أوكرانيا”.وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد حذّر السبت نظيره الروسي من مزيد من العواقب إن لم تبدأ موسكو في تخفيف التوتر المتصاعد في أزمة أوكرانيا.وقال مسؤول كبير بالخارجية الأميركية إن الوزير “أبدى قلقه العميق من أن هجمات المتشددين المسلحين اليوم (أمس) في شرق أوكرانيا مدبرة ومتزامنة على نحو مماثل لهجمات سابقة وقعت في شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم”.على صعيد مواز، قال البيت الأبيض إن جو بايدن نائب الرئيس سيسافر إلى كييف يوم 22 أبريل الجاري للاجتماع مع مسؤولين وممثلين لمنظمات المجتمع المدني قبل الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في مايو المقبل.وقال البيت الأبيض في بيان “سيؤكد نائب الرئيس على دعم الولايات المتحدة القوي لأوكرانيا موحدة وديمقراطية تتخذ خياراتها بشأن الطريق الذي ستمضي فيه مستقبلا”.
قتلى وجرحى في هجوم على “الانفصاليين” بشرق أوكرانيا
أخبار متعلقة