في الذكرى (21) لرحيل مهندس الأنغام والألحان العدني الموسيقار الكبير أحمد بن أحمد قاسم
متابعة/ شوقي عوض:بمناسبة الذكرى (21) لوفاة الموسيقار اليمني الكبير أحمد بن أحمد قاسم وفي دورة استثنائية احتشد فيها ثلة من المبدعين الكبار في حقل الإبداع الثقافي والصحافي تجدد العطاء وتنوعت القراءات في هذه الذكرى (21) من الذكريات في منتدى باهيصمي الثقافي الفني بالمنصورة. وذلك في مساء الخميس الموافق (3 /4/ 2014م) حيث تدفقت هذه الكلمات ومن هنا نقلناها لكم.قبل ذلك الرحيل المحزن عند (الباهيصمي) ألقى الأستاذ الشاعر محمد سالم باهيصمي كلمة في هذه المناسبة الاستثنائية بالذكرى (21) لوفاة المطرب والموسيقار اليمني الكبير أحمد بن أحمد قاسم، حيث رحب في مستهلها بضيوف ورواد المنتدى الكرام كما خص بالترحيب الأستاذ والصحافي أحمد الحاج وصحيفة (الأمناء) على وجه التحديد وبشكل عام لاهتمامها ومتابعتها لأخبار وفعاليات المنتدى الثقافية والفنية وبشكل مستمر ومتواصل، شاكراً إياهم على الجهود الدؤوبة والمستمرة في هذه المتابعات الثقافية والفنية ؛ وفي الذكرى (21) لرحيل الموسيقار اليمني الكبير أحمد بن أحمد قاسم.في هذه الذكرى (21) سرد لنا د. أبوبكر الحامد أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة عدن الكثير من الذكريات المتعلقة بحياة عملاق الطرب والفن والغناء العدني الحداثي الموسيقار أحمد بن أحمد قاسم.. حيث وصفه قائلاً:بأنه قد شكل في ذاكرة الأغنية اليمنية الوجدانية والإنسانية نغماً ولحناً إبداعياً مكانة بارزة ومتميزة من حيث الارتقاء في فنه بألحانه وغنائه والذائقة الوجدانية يمنياً وعربياً..إلخ.وكذا في إطار عطائه النغمي واللحني المتجدد والحداثي في الأغنية اليمنية المعاصرة، فقد شكل له أسلوباً خاصاً به من حيث الأداء والعزف بالغناء واللحن اليمني والعربي.. كما اهتم في ألحانه كثيراً بتلحين وتقديم قصائد غنائية اتسمت في لغتها بالفصحى فكان بذلك الملحن والمغني والعازف البارع على آلة (العود) ملك (العود) الذي لا يضاهى في عواطف الحب والصدق الفني والإنساني فكانت القصائد مثل (صدفة التقينا)، (أنت ولا أحد سواك)، (وربي)، (ياعيباه) الخ أعمالاً غنائية ترهف في مضمونها وكلماتها الإحساس والوجدان، كما غنى لشعراء بالفصحى كتبوا قصائدهم الغنائية كأمثال الشاعر محمد سعيد جرادة، لطفي جعفر أمان، أحمد الجابري، نزار قباني ..الخ.كما أشار إلى أنه يتميز عن غيره من الفنانين والمطربين العرب أمثال ماهر العطار، كارم محمود، محرم فؤاد بالتفوق عليهم من حيث الأداء والموهبة الفنية الموسيقية في التدريب والتأهيل المستمر في دروس الموسيقى فقد تلقى دورات في كل من المعهد العالي للموسيقى بمصر وفرنسا وموسكو.. كما كون له علاقات مع عدد من الشعراء والمطربين من الفنانين وفي الحفلات الفنية الشعبية والعامة التي كانت تقام آنذاك في كل أرجاء مدينة عدن تنافس في (الستينيات) من القرن المنصرم مع المطرب والباحث الموسيقي الكبير محمد مرشد ناجي على خشبة مسارح السينما الشعبية والبادري وأماكن مختلفة (بعدن) كما تجايل مع المطرب والملحن الموسيقار محمد محسن عطروش إلى جانب تلميذه الفنان الشعبي الكبير محمد سعد عبدالله.لذلك فهو مطرب يمني عربي كبير يقف في الصف الأول لفناني مدينة عدن - كما تقف مدينة عدن إلى جانبه في الاحتفاظ بمآثره الإبداعية الخالدة.أستاذ علم الاجتماع بجامعة عدن رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين د. مبارك سالمين استقرأ جزءاً من رحلة المعاناة الطويلة لذلك المبدع والمطرب الموسيقار أحمد بن أحمد قاسم في ذكرى رحيله الحادية والعشرين قائلاً إنه:مثل محطة من أهم المحطات الثقافية والفنية والعبقرية فهو لم يكن مطرباً وموسيقاراً فحسب، بل كان رائداً ومجرداً ومبدعاً عبقرياً كبيراً ترك بصمات إبداعية حديثة في لون من أصعب الألوان في عالم الغناء والطرب والشعر، ويكفي أنه جعل من القصيدة الفصحى مغناة في عالم الشعر الغنائي ومثالاً على ذلك رائعته التلحينية لقصيدة الشاعر نزار قباني (أنت لي) إلى جانب تجاربه الإبداعية الأخرى في عالم السينما العربية وما قام به من دور ريادي وما شكله من نقلة نوعية للسينما اليمنية في عام 64م. وفي اعتقادي تعد هذه التجربة الإبداعية هي المصدر الأساس عند أرشفة التاريخ للسينما اليمنية.فكيف لا نتحدث عن مسك المدينة (عدن) وبستانها العاطر والذي ظل يعمل في الاشتغال على المقامات الموسيقية ويتلقى الدروس الموسيقية في كل من مصر، موسكو، فرنسا، بريطانيا بحثاً عن الحداثة والتجديد الفني والغنائي اليمني والعربي وتقديم ما يمكن إضافته في عالم التأليف الموسيقي والسيمفوني ولكنها الأقدار شاءت أن يرحل قبل أن تكتمل بقية أحلامه المؤجلة، ليكون بذلك الاشتغال الفكري والموسيقي وبثقافته الموسوعية الموسيقية والفنية وعلاقاته الاجتماعية الواسعة من أفضل المطربين الحريصين على ذائقتنا الفنية والسمعية والطربية يمنياً وعربياً.في مصدر الإلهام الروحي والوجداني للشعراء والمواطنين بالأغاني الصباحية والوجدانية العاطفية.. يأتي المطرب والموسيقار أحمد بن أحمد قاسم في مقدمة الصدارة في كل إبداعاته ومشروعاته الفنية والموسيقية المتميزة والضخمة.وعن الدفء الإنساني والدفقات الشعورية في تموضعات اللحن الموسيقي وانثيالات العواطف الجياشة لدى المطرب الموسيقار أحمد بن أحمد قاسم أوضح الأستاذ والشاعر التربوي والناقد بامتياز علي مهدي محلتي قائلاً:إن ما يمتاز به هذا المطرب والموسيقار أحمد بن احمد قاسم هو التجدد في النقلات الموسيقية والتطريب والإحساس المرهف في التنغيم والغوص إلى أغوار عمق الأحاسيس الوجدانية والإنسانية من خلال التطريب والتنغيم الموسيقي النغمي والصوتي في الأداء بالغناء والانشراح بالفرح وكذا التموجات الصوتية البليغة الواضحة عند الغناء وفي الأداء في مخارجها وألفاظ حروفها وكلماتها وأيضاً في همساتها الدافئة.. كما فعل في غنائياته الرائعة (ياعيباه)، (تركتني)، (أنت ولا أحد سواك)، (راح الهوى)، (مش مصدق)..الخ.وهكذا طافت بنا الذكريات مع النقلات الموسيقية وبمختلف إيقاعاتها وضروبها اللحنية مع الطرب والموسيقار أحمد بن أحمد قاسم.. بعيداً.. بعيداً.