عدن تدعوكم لإنقاذ معالمها التاريخية
عدن مدينة الحضارة والرقي ،عدن للمدنيين ولا يمكن أن تكون غير ذلك هي بوابة الخير لليمن والجزيرة منها عرفت المنطقة التجارة وحركة البواخر ومنها انتقلت الحضارات إلى المنطقة ومنها هاجر اليمنيون لنشر الإسلام والحضارة اليمنية فهي المدينة المؤثرة بالإيجاب الرافضة للسلب، كل من احتضنتهم تأثروا بها وتجرعوا منها المدنية والرقي واكتسبوا ثقافة الحب والتسامح وعززت فيهم المشاعر والأحاسيس المرهفة والأذواق الراقية بالفن الجميل والملبس الحسن وحياة كلها إبداع وثقافة غنية بالوطنية والكرامة والعزة وعلى رأسها المدنية .لم تعرف عدن- في كل مراحلها- الهمجية والبلطجة من سلب ونهب للممتلكات العامة والخاصة كمثال في تاريخنا الحديث مرت منعطفات غابت بها الدولة نتيجة صراعات دموية لكنه لم يغب القانون لان القانون كان حينها سلوكا متأصلاً في النفس والروح والمشاعر لأبناء هذه المدينة رغم غياب الدولة لكن حافظ الناس على سريان القانون فيما بينهم لم نسمع عن حادثة سلب ونهب واحدة حدثت لا للمال العام أو الخاص أو دمر مصنع أو منشأة أو خدمة عامة أو خاصة من عاش في عدن يعلم أن قطع إشارة المرور الحمراء كان جريمة عظمى حتى في منتصف ألليل والطرقات خالية لان الضمير كان هو رقابة تنفيذ القانون لم تسمع عن قتل وسلب وظلم وتحايل إلا فيما نذر كانت الناس تتعايش بحب وصدق وإخلاص وطيبة لكن هذا الزمن ولى وانتزعت المدنية من ثقافة وسلوك هذا المجتمع وغرسوا فيه ثقافة الفيد والسلب والنهب والجشع والتخريب والدمار ومعالمه واضحة للعيان .ماذا نقول عما يحدث اليوم في عدن تم السطو على ممتلكات حيوية وخدمية وملكية عامة كالاتحاد العام لعمال الجمهورية بالمعلا والمدرسة النقابية القلوعة وأمام أعين السلطة المحلية للمحافظة والمديريات والمسئولين عن هذه المرافق بل تم الهدم و التدمير لهذه المرافق والبناء على أراضيها دون حسيب ولا رقيب مع العلم ان هذه المرافق تعتبر معالم تاريخية تحكي حكايات النضال الثوري للحركة الوطنية وتأسيسها حيث يعتبر مبنى النقابات بعدن هو مركز ومحور انطلاق الحركة الوطنية اليمنية وبني بعرق وتبرعات العمال وملكيته تؤول للعامل اليمني وحركته النقابية لم يستطع لوبي الفساد في زمن هيمنته على السلطة التصرف فيه او نهبه اليوم أبناء عدن ولا اعتقد أنهم من أبناء عدن من الشباب متهور خارج عن القانون اقتحموا المدرسة النقابية والمبنى والمسرح التاريخي التابع له الذي رددت منه صرخات العمال الثورية وأناشيد الثورة الوطنية الذي يعد معلماً تاريخياً عريقاً يستولي علية جماعة خارجين عن القانون والسلطة والأجهزة الأمنية لم تحرك ساكناً عندما يزورون الموقع هذه الأيام مناضلون كانت لهم بصمات فيه يذرفون الدموع على ان تاريخهم النضالي ينهار بهذه الصورة البشعة وأمام مرأى ومسمع الجميع سلطة وامن وجماهير ياعيباه . إننا ندعو السلطة المحلية كي تتجه إلى هذه القضايا الأساسية حتى لا تستفحل ويصعب معالجتها .المهم هل يمكن أن ننقذ عدن مما حدث ولازال يحدث إلى يومنا وحتى لا يؤدي للسكوت والامبالاة الى ان تفقد عدن تاريخها وخدماتها ومدارسها وجامعاتها وكل معالمها حتى الأثرية بسبب عصابات ولصوص الفرص وممن تقتات على نفايات التعويض من المال العام .أفيقوا يا أبناء عدن المدنيين قبل أن تجدوا مدينتكم جردت من خدماتها ومعالمها التي بنيت على مدى قرون من الزمن ليصبح. علينا يا أبناء عدن أن نقف وقفة تضامن لأجل عدن ونمنع كل ما يضرها ولا يسعدها ونخلص أهلها من المعاناة وان نجعل نضالنا يرفع من شانها لا يحطه ويرفد أبناءها بالعلم لا يزيدهم جهلا ويكشف لصوص الأراضي لا يتستر عليهم ولصوص المواقع الأثرية والتاريخية والمؤسسات لا يحميهم هذا أذا أردنا لعدن أن تعود لمجدها وتستعيد عزتها ويرفع من شان أبنائها ولتبقى عدن المدينة المؤثرة بالإيجاب الرافضة للسلب ترفض كل ما هوا غير مدني وحضاري وأنساني. والله من وراء القصد