مدير إدارة صحة الطفل والمراهق د. نجيب القباطي لصحيفة ( 14 اكتوبر ) :
لقاء/ وهيبة العريقيمرض خطير بحجم فيروس شلل الأطفال يستحق درجة عالية من الاهتمام من قبل الآباء والأمهات ليحسنوا حماية أطفالهم منه في حال أن ظهر أو انتشر، لا قدر الله.فليس خلو اليمن من فيروس الشلل منذ عام2006م وحتى اليوم يبقيها بمأمن من تسلله من البلدان الموبوءة في الجوار الأفريقي كالصومال أو من سوريا في ظل تدفقٍ مستمر للاجئين من البلدين لم يجدوا بداً من دخول الأراضي اليمنية بطريقة غير رسمية- ويجهلون حقيقة التسهيلات المقدمة من الحكومة لكل لاجئ - ما يجعلهم بمعزلٍ عن الإجراءات الصحية القائمة في سائر المنافذ والمعابر الحدودية.سنعرج على أفياء ورحاب التحصين بكل ما تحمله معانيه وفوائده وغاياته الصحية المثلى، نسبر أغوار الحقيقة واضعين النقاط على الحروف، في اللقاء الذي أجريناه مع الدكتور/ نجيب خليل القباطي- مدير إدارة صحة الطفل والمراهق بوزارة الصحة العامة والسكان والذي أوجزناه بالتالي : [c1]أوضاع استثنائية[/c]* تزايد المخاوف من عودة فيروس شلل الأطفال.. ألا يضع اليمن أمام أوضاعٍ مغايرة سجلت خلالها حالات اشتباه بفيروس شلل الأطفال؟** سجلت في اليمن أخر حالة إصابة مؤكدة بفيروس شلل الأطفال بتاريخ (2 فبراير 2006م)، وفي ضوئه أعلن البلد عام 2009م خالياً من الفيروس بعدما اتضح تماماً أنه لم تُسجل أي حالة إصابة مثبته طيلة (3)سنوات متتابعة من أخر حالة سجلت.جاء ذلك من خلال الترصد الدائم وفحص كل الحالات المشتبه بها في المختبر الإقليمي المرجعي، لكن ظهور إصابات مؤكدة بفيروس الشلل في القرن الأفريقي وسوريا، فرض حالة من الحذر الشديد وبذلت وزارة الصحة العامة والسكان كل الجهود المعززة لعملية الترصد والوصول إلى أي حالة يشتبه إصابتها بالفيروس وأخذ العينات وفحصها في المختبر الإقليمي للتأكد من الإصابة بشكل قطعي أو نفيها تماماً، وبحمد الله وفضله لم يتم تسجيل أي حالة مؤكدة بفيروس شلل الأطفال حتى الآن. [c1]المستجدات الراهنة[/c]* عودة ظهور فيروس شلل الأطفال بالقرن الإفريقي ومن ثم ظهوره في سوريا شكل في البداية قلقاً واسعاً على المستوى الإقليمي.. ما قراءتك للمستجدات في الوقت الراهن؟ ** هناك حالات إصابة جديدة بفيروس شلل الأطفال تظهر من وقتٍ لآخر في البلدان التي ذكرتها، لكنها متفاوتة فيما بينها وليست بنفس المستوى. ومنظمة الصحة العالمية - بدورها- لمست شيئاً من التراجع في عدد الإصابات بالقرن الأفريقي، ثم في الوقت نفسه ظهر تزايد - ولو بسيط- في حالات الإصابة بالفيروس في باكستان، سوريا وأفغانستان.فقد رصدت منظمة الصحة العالمية خلال العام الماضي وحتى مطلع فبراير2014م الكثير من حالات الإصابة المؤكدة بفيروس شلل الأطفال توزعت على النحو الموضح في الجدول التالي:[c1]إجراءات مواجهة المشكلة[/c]* ما الإجراءات المتبعة لمواجهة هذه المشكلة في ظل التدفق المستمر للاجئين القادمين من الجوار الأفريقي وسوريا؟** إن الإجراء الوحيد لوقف انتشار هذا الفيروس بشكل عام سواءً في الدول المنتشر فيها الفيروس أو التي لم ينتشر فيها يكمن في إعطاء اللقاحات من خلال التحصين باللقاحات الروتينية المعتادة وكذا خلال الحملات.وبالفعل دشن التحصين في الدول التي ينتشر فيها الفيروس والبلدان المجاورة لها ومن ضمنها اليمن، وقد شمل (22 مليون) طفل دون سن الخامسة خلال شهري نوفمبر وديسمبر 2013م ، وتأتي هذه الجهود في سياق الحد من الفيروس و كإجراء احترازي لمواجهة أي احتمالات تمكنه من التسلل والدخول إلى البلدان مجدداً والتي لم يُسجل فيها ظهور حالات شلل الأطفال، في وقتٍ واكبه تدفق مستمر للاجئين القاصدين أراضيها من بعض البلدان التي ظهر فيها الفيروس ولم تشهد منذ سنوات أوضاعاً سياسية مستقرة.[c1]حملات غايتها واحدة[/c]* من الملاحظ تكرار حملات التحصين تلو الأخرى، انتهاءً بحملة التحصين الوطنية ضد شلل الأطفال المزمع تنفيذها من(7-9أبريل2014م).. فهل من مميزات لهذه الحملة عن سابقاتها؟** الكل يكمل بعضه بعضا، فحملات التحصين الماضية ضد شلل الأطفال أو هذه الحملة اجتمعت على غاية واحدة وهي وقاية الطفولة من الإصابة بفيروس شلل الأطفال والحيلولة دون عودته إلى اليمن من جديد.إن استكمال جرعات اللقاح الوقائية من فيروس الشلل يعد الطريقة الوحيدة لتجنب الإصابة بالمرض وتلافي عودة ظهوره من جديد على أرضنا، لذلك نقول بأن هذه الحملة ستكون بالنسبة للكثير من الأطفال جرعة مكملة - بإذن الله- لجرعات حصلوا عليها في السابق ضمن جرعات التطعيم الروتيني بالمرافق الصحية أو خلال حملات التطعيم من منزلٍ إلى منزل، ثم أنها تمثل بداية للمواليد ولمن حرموا جرعاته المتعددة من الأطفال مسبقاً تتيح لهم جرعة تمهيدية بحاجة إلى تعزيزها لاحقاً بالمزيد من جرعات اللقاح.[c1]دعم الخلو من الفيروس[/c]* طالما فيروس شلل الأطفال لم يظهر في اليمن منذ عام 2006م.. ما المبرر لإقامة هذه الحملة وفي هذا الوقت بالذات؟** كلنا ندرك أن هناك حالات شلل أطفال ظهرت بالقرن الأفريقي وفي سوريا، وهذه الحالات مؤكدة - حسب منظمة الصحة العالمية- وهناك أيضاً تزايد في عدد الحالات في بعض دول الإقليم. ولأن الفيروس المسبب للشلل سريع الانتشار ولا يمكن إيقافه عند حدود الدول؛ خاصة وأن بلادنا يدخلها الكثير من اللاجئين والوافدين بالطرق الرسمية وغير الرسمية.لهذا كان لابد من الاحتراز لوقاية أطفالنا من الإصابة بالمرض بعد أن حققنا نجاحاً بخلو اليمن من الفيروس ونحافظ على هذا الخلو من خلال تنفيذ حملات التحصين مع زيادة نسبة الإقبال على تحصين الأطفال دون العام والنصف من العمر بلقاح الشلل وكامل جرعات التطعيم الروتيني المعتاد بالمرافق الصحية إلى أن يتم إعلان العالم خالياً تماماً من هذا المرض الخطير. وبالتالي، يأتي تنفيذ الحملة الوطنية للتحصين ضد شلل الأطفال من هذا المنطلق في جميع محافظات الجمهورية للفترة من(7-9أبريل2014م)، مستهدفة باللقاح الفموي جميع الأطفال دون سن الخامسة بصرف النظر عن عدد الجرعات التي تلقوها في السابق، بمن فيهم المواليد حديثاً ومن لم يحصنوا مسبقاً ضد شلل الأطفال. [c1]لقاح بواسطة الحقنة[/c]* تناقلت وسائل الإعلام نبأ فريداً مفاده أن وزارة الصحة عازمة على إدخال لقاح مضاد لفيروس شلل الأطفال عن طريق الحقن.. ما حقيقة هذا النبأ؟ ومتى سيدمج هذا اللقاح؟** نعم هناك لقاح جديد لشلل الأطفال يتم إعطاؤه عن طريق الحقن العضلي وسيتم التدشين والبدء بإعطاء هذا اللقاح خلال هذا العام 2014م من خلال المرافق الصحية ولكن لن يتم إعطاؤه من خلال الحملات لأسباب فنية وعملية.[c1]إسناد شركاء الصحة[/c]* هناك شركاء داعمون لدعم لهذه الحملة؟ من هم؟ وكيف توزعت أدوارهم ونوعية الدعم الذي سيقدمونه لهذه الحملة؟** نعم، هناك شركاء داعمون لهذه الحملة مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف والبنك الدولي، حيث يتم التنسيق بين وزارة الصحة العامة والسكان وبين هذه الجهات في عملية الدعم والمتمثلة في نواح متعددة منها الفنية ومنها المادية، من توفيرٍ اللقاح ودعم فني وللتنفيذ الميداني كما تشارك في عملية الرقابة المحايدة والتقييم لعملية التنفيذ.[c1]رسالة مجتمعية[/c]* ما الرسالة التي توجهها إلى الآباء والأمهات وأولياء الأمور في هذه الحملة؟** ليكن الجميع على الموعد مع الحملة الوطنية للتحصين ضد شلل الأطفال والتي تستهدف جميع الأطفال دون سن الخامسة بجميع المحافظات حتى من سبق تحصينهم، اعتباراً من(9-7أبريل2014م).علماً بأنه تقرر- أيضاً- إعطاء المستهدفين من الأطفال في الفئة العمرية من(6-59 شهراً) جرعة من فيتامين(أ) الذي يعد من الفيتامينات الداعمة للمناعة في وقت أحوج ما يكون إليه الأطفال خلال السنوات الأولى من أعمارهم إلى هذا الفيتامين الحيوي ليعزز مناعتهم التي تكون ضعيفة وغير مكتملة.وأقول لكل أب وأم ليس هنا أدنى شك في حرصكم على صحة أولادكم فلا تحرموهم من الحصول على لقاح شلل الأطفال طالما لم يتجاوزوا بعد سن الخامسة؛ حتى تكون لديهم المناعة الكافية ضد هذا المرض الذي لا يرحم أحداً.إنها لفرصة سانحة تصل إلى منازل الجميع، حيث تزور فرق تطعيم منازل المستهدفين بالتطعيم خلال الحملة؛ لتزيل عن كاهلهم عناء حمل أولادهم لمسافات بعيدة من أجل تحصينهم.عليهم - إذن- أن يستغلوا حضور الفرق إلى منازلهم فيبادروا بفتح الأبواب عند طرقها للأبواب لأجل تحصين أطفالهم.كما بإمكانهم إخراج أولادهم لإعطائهم اللقاح في أي موقع يجدون فيه فريق تطعيم، والخيار أمامهم- أيضاً- إذا أرادوا تحصين أطفالهم المستهدفين بالمرافق الصحية حيث أنها تستمر في عملها الداعم للحملة دون توقف. وأريد أن اشير الى أن لقاح شلل الأطفال آمن وليست له أي أعراض جانبية، كما لا توجد أي موانع في إعطائه للمستهدفين من الأطفال دون سن الخامسة.