الأمين العام لجمعية الحياة للبيئة والمحميات الطبيعية يتحدث لـ 14 اكتوبر عن نشاط الجمعية في اليوم العالمي للمياه:
لقاء/ منى قائد هي منظمة أهلية غير حكومية مختصة ومهتمة بقضايا البيئة والمياه والمحميات الطبيعية في نطاق محافظة عدن وما جاورها بشكل خاص وفي اليمن بشكل عام ومقرها الرئيسي (عدن)، تتميز بأن معظم أعضائها من المختصين والمهتمين في المجال البيئي، تعمل بجهود ذاتية محدودة وليست مدعومة أو ممولة من طرف أو أطراف محددة -كما هو حال كثير من الجمعيات.وفي إطار هذه التوجه السليم النابع من الشعور بالمسؤولية تجاه بيئتنا المحلية والوطنية حباً وإيمانا بالعمل البيئي وأهميته، صفحة (البيئة والمياه) التقت بالأخ/ هاني غيلان الأمين العام لجمعية الحياة للبيئة والمحميات الطبيعية وتركت له حرية الحديث .. فإلى ما قاله . نشأة وأهداف الجمعية نشأت الجمعية ووضعت أهدافاً ورؤية واضحة لها، كما حددت المبادئ والمهام والمسئوليات التي ترتكز عليها وتتبناها الجمعية، ومنها مبدأ الإنسانية وحق الحياة ويشير هذا المبدأ إلى أن الإنسان يوجد في صميم الاهتمامات المتعلقة بحماية واستدامة البيئة وبالتالي من حق كل إنسان أو مواطن أن يحيا حياة آمنة صحياً وبيئياً وموائمة للموارد الطبيعية، وينص مبدأ المشاركة المجتمعية على أنه من دون المشاركة الفعالة للمواطنين ولكل الفاعلين لا يمكن حماية البيئة أو عقلنة استعمالها ولا استدامة مواردها أو تنمية خدماتها الاجتماعية والثقافية والبشرية، بينما مبدأ المسؤولية يؤكد على أن البيئة هي مسؤولية عامة ومشتركة تهم كل أفراد وفئات المجتمع، بالإضافة إلى مبدأ التواصل والاتصال والذي يسلط الضوء على أهمية التواصل الإعلامي والتدريب والتثقيف المعرفي واستثمار قنوات الاتصال المختلفة لتوجيه وجلب التأييد الشعبي وتغيير السلوك الاجتماعي، وأخيراً مبدأ التوعية البيئية ويرتكز على إتباع ممارسات واستخدام أدوات خاصة لإقناع أكبر عدد من الناس والهيئات وصانعي القرار بتبني مواقف ايجابية من أجل إحداث التغيير الايجابي في السلوك والتعليم. الأسس والضوابطوأضاف: كما أن الجمعية تدرك وتؤكد على مجموعة من الأسس والضوابط منها أن تكون لدينا الرغبة في التغيير حتى نتمكن من إحداث ذلك التغيير المنشود فعلاً، أن التربية والتوعية والتعليم النشط والايجابي هو أكثر فعالية مما سواه، بالإضافة إلى أن المعلومات وحدها ليست كافية لتغيير المواقف والسلوك، إلى جانب أن الوسط المجتمعي كلما كان ملائماً ومشجعاً وراعياً للتغيير يكون الفرد والمجتمع أكثر تقبلاً لسلوكيات ومواقف ومفاهيم جديدة. رسالة الجمعيةوأوضح غيلان: أن رسالة الجمعية هي المساهمة الفاعلة في نشر وتعزيز مفاهيم وبرامج وأنشطة التوعية البيئية، ورفع مستوى الوعي والإدراك والثقافة المجتمعية تجاه نظافة وسلامة وحماية البيئة والحياة والموارد الطبيعية والصحة العامة، وكذا صقل وتحسين المهارات والمعارف البيئية، وتشجيع وتبني النشاطات الميدانية والمشاركات الطوعية، بالإضافة إلى غرس وتغيير قيم الإحساس والشعور بالمواطنة والمسؤولية المشتركة في سبيل الوصول إلى تقويم السلوك والعمل البيئي الايجابي لدى كل أفراد وفئات المجتمع المحلي والوطني. وأضاف: إن الهدف من إنشاء الجمعية هو إيجاد مجتمع واع ومدرك لأهمية البيئة والمياه، وخلق مجتمع ملم ومهتم بقضايا البيئة، إلى جانب العمل على تهيئة وتأهيل مجتمع وجيل ناشط ومنخرط وفاعل في نظافة وحماية البيئة، وكذا تنشئة وتأهيل فرد ومجتمع وجيل حريص ونظيف ومستخدم رشيد للموارد البيئية والمائية. هدف الجمعيةواستطرد قائلاً: يستهدف ويرتكز نشاط الجمعية على سكان وزوار أراضي وشواطئ مدينة عدن وما حولها ويمتد ليغطي ويشمل عموم سكان وربوع اليمن كلها.. وتكمن المسئولية والمهام في المبادأة والمبادرة بالعمل الذاتي والطوعي في المجال البيئي والمساهمة والمشاركة الايجابية والداعمة مع الشركاء بالمجتمع في نطاق العمل المحلي المنظم، ولعب الأدوار والمواقف المؤثرة والمثمرة مع الدولة والمجتمع في إطار العمل الوطني الموحد، وكذا السعي والعمل الدائم والدؤوب في صنع وانجاز كل ما من شأنه أن يكفل ويضمن أو يهدف ويحقق أو يؤدي ويصب في مجال صون وحماية البيئة بكل مكوناتها ومواطنها ومواردها وثرواتها الطبيعية وذلك من منطلق إيماننا وتنفيذنا لمبدأ البيئة مسؤولية مشتركة بين الفرد والمجتمع والدولة. الفئات المستهدفةوقال: يستهدف نشاط الجمعية كل أفراد وشرائح وفئات المجتمع المحلي والوطني مع التركيز على عدد من الفئات والشرائح منها المسئولون وصناع القرار من مدراء وأمناء ووجهاء ورؤساء مديريات ودوائر محلية باعتبارها شريحة قادرة على تصويب الوضع البيئي، وكذا العمال والموظفون في القطاعين العام والخاص، إلى جانب الصيادين باعتبارهم شريحة مجتمعية مهنية معنية ومستخدمة للموارد البحرية، بالإضافة إلى عمال النظافة وجامعي النفايات باعتبارهم شريحة مجتمعية مهنية هامشية مؤثرة ومتأثرة بالعوامل والاوضاع البيئية، وكذا الزوار والسياح باعتبارهم فئة مستهدفة ومؤثرة ومستخدمة للفضاءات والمساحات الساحلية والشواطئ البحرية والمواقع السياحية، إلى جانب السكان المحليين باعتبارهم شريحة مجتمعية عريضة لها تأثير سلبي على سلامة ونظافة البيئة والموارد الطبيعية والصحة العامة، وكذا الطلاب والشباب في المدارس والجامعات والأندية والمراكز والجوامع باعتبارهم فئة مجتمعية مهمة جداً قابلة للتغيير وقادرة على التأثير، وأخيراً الأفراد والمكاتب المحلية والمؤسسات الوطنية والمنظمات الخارجية المعنية والمختصة بقضايا البيئة والمياه والصحة والنظافة والتعليم. أنشطة تتطلع الجمعية إلى تنظيمها وتنفيذهاوأشار غيلان إلى أن هناك مجموعة من الأنشطة التي نتطلع لها مثل إعداد وتنفيذ أنشطة وخطط عمل وبرامج ومشروعات بحثية وتطبيقية ومسوحات وزيارات وحملات ميدانية وكذا دراسات علمية، تكوين وتسيير فرق ومجاميع عمل ميدانية توعوية وفنية وتخصصية في مختلف مناطق ومجالات العمل البيئي، إلى جانب تنظيم وتنفيذ محاضرات إرشادية و دورات تدريبية وتأهيل و وقدرات وكفاءات فنية وتخصصية في مجال البيئة، السعي إلى تنفيذ برامج توعوية ولقاءات وتعليمات إرشادية وتعليمية للطلاب والأفراد والفئات المهنية والمعنية بالبيئة المحلية والوطنية، العمل على إنشاء وتطوير نواد بيئية مدرسية وشبابية داخل المدارس والحارات والمدن تضم أفراداً وفرقاً طلابية وشبابية فاعلة ومتفاعلة مع الجمعية، وإصدار وطباعة وتوزيع نشرات ومنشورات وإرشادات ومطويات وملصقات توعوية وإرشادية وتعليمية وتوجيهية في مجال البيئة، وأخيراً تتطلع الجمعية إلى تنظيم مسابقات وفعاليات ونشاطات موسمية وسنوية في مجال الرسم والصور والإبداعات والإسهامات الفعالة في قضايا البيئة. مبادرة ميدانيةوالمح غيلان: وبمناسبة إحياء اليوم العالمي للشجرة والذي يصادف يوم 21 مارس من كل عام، تقوم الجمعية بعمل مبادرة ميدانية وذلك من خلال زرع بعض الشتلات والأشجار في منطقة حجيف مديرية المعلى كمساهمة رمزية من الجمعية في هذه المناسبة وكذا تعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية التشجير والحفاظ على الغطاء النباتي والمساحات الخضراء داخل مدينة عدن وبهذه المناسبة ندعوكم للمشاركة في هذا العام كل شخص في منطقته بإحياء هذه المناسبة من خلال حملات تنظيف المساحات الخضراء وزرع الشتلات والأشجار النباتية في أي مكان في مدينة عدن مدينة السلام والحب والجمال (جنة الدنيا) في الأرض. وقال: يوم الشجرة هو يوم عالمي يحتفل فيه بزراعة وحماية الغطاء النباتي في أغلب دول العالم، ويعمل على تشجيع الناس على زراعتها والاعتناء بها. الرسالات السماويةوواصل حديثه: تؤكد الرسالات السماوية أن الإنسان خلق لإعمار الأرض لا لتدميرها، فهو خليفة الله فيها، لذا فهو يعمل على إعمار هذا الكوكب وإن تعامل الإنسان الجائر مع محيطه خلق لنفسه نوعاً من التخريب للمنظومة البيئية ومع التطور والنمو تداخل الإعمار بالتدمير البيئي والاستنزاف البيئي وكذا الاستنزاف الجائر للمياه، فإذا كانت الصناعة إعمارا فإن مخلفاتها تدمير للبيئة.. وتلك هي الوتيرة في كل ميادين الحياة. وأضاف: مع تنامي الوعي بأهمية حماية كوكبنا من الملوثات على كل المستويات المحلية والإقليمية والدولية، أصبحت حماية البيئة والمياه قضية المجتمعات الإنسانية كافة وبالتالي فان العمل الطوعي في هذا المجال إضافة إلى كونه من أرقى الأعمال الإنسانية فهو ضرورة يمليها تفاقم الأخطار البيئية وحماية الإنسانية، حيث لم تعد البيئة والمياه موضوعاً عادياً خارج الاهتمام الإنساني، لقد وحد الوعي البيئي بين حياة الفرد والمجتمع وبات الرأي العام ينصرف بحماس ضميري خلاق إلى حماية البيئة والمياه، منوهاً: لقد ورثنا البيئة سليمة عن أجدادنا ويجب أن نعيدها عامرة إلى أحفادنا. ثمرة التوجه السليموقال هذه الفعالية التوعوية في مثل هذه المناسبة العالمية للمياه ما هي إلا ثمرة من ثمار هذا التوجه السليم في إنشاء وتفعيل العمل المجتمعي التشاركي الهادف إلى غرس وتعزيز قيم الشعور بأهمية العمل الجماعي، ولو ركزتم لوجدتم أن هذه الفعالية قد جسدت هذه الشراكة الفاعلة ما بين مختلف القطاعات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية. وأفاد بان ((العام العالمي هو محطة من عدة محطات لذا يجب علينا الوقوف عليها وإحياؤها بالأنشطة وبالأعمال، ويجب أن لا نكتفي بإحياء مثل هذه الفعاليات من خلال إقامة ندوات واحتفالات علمية ونظرية وان كانت هذه الفعاليات ضرورية للتوعية والتذكير والتعليم وكذا التأهيل وإنما يجب أن تصل جهودنا وفعالياتنا إلى مستوى المبادأة والمبادرة بالعمل والتأثير الميداني الحقيقي والتغيير السلوكي الايجابي في التعامل مع مفردات حياتنا اليومية وبيئتنا المحلية)).