يصادف السادس من ابريل العام الحالي 2014م الذكرى الأولى لوفاة المغفور له بإذن الله الفقيد الفنان علي محمد سيود بعد مرض عضال الم به لعدة سنوات والفقيد من الرموز الفنية الذين لهم الدور البارز في الذاكرة الفنية في محافظة أبين - وهو من مواليد 3/ فبراير / 1955م في مدينة جعار مديرية خنفر محافظة أبين. - تلقى دراسته الابتدائية في منطقة الكود والإعدادية في زنجبار وأنهى دراسته الثانوية في زنجبار عام 1977م.- بدأ نشاطه الفني من المدرسة مع فرقة الفنون الطلابية في مدرسة الكود. - عين مدرساً لمادة الموسيقى في مدارس زنجبار الموحدة منذ عام 1977م هذا بالإضافة إلى مشاركاته الفنية مع رياض الأطفال في الكود وزنجبار وكذلك فرق الطلائع مع المدارس في الفعاليات التي كانت تقام بالمناسبات الخاصة بهم. - انتقل للعمل في مكتب الثقافة أبين عام 1981م في إطار الفرقة الموسيقية كعازف على آلة الاوكرديون والاورج كما عمل مدرباً لفرقة الإنشاد على الغناء الصنعاني ، هذا على المستوى الفني وعلى المستوى الإداري عمل مديراً لإدارة الرقابة على المصنفات الثقافية والفنية ثم مديراً لإدارة الثقافة حتى وفاته. - له العديد من الأعمال الفنية والالحان المسجلة في الفضائية اليمنية وقناة عدن الفضائية وإذاعة عدن . - يجيد الغناء في كافة الألوان الغنائية اليمنية . -غنى له عدد من الفنانين أمثال عوض احمد محمد يسر، عوض دحان ، نايف عوض ، عبدالرحمن الاخفش ، ناصر فدعق ، وفرقة إنشاد أبين. - شارك في المعسكرات الشبابية والطلابية التي كانت تقام في أبين وعلى مستوى الجمهورية. - شارك في عدد من المهرجانات الثقافية والفنية في الخارج. - حضوره الدائم ومشاركته النشطة في الندوات الثقافية والفنية والأدبية التي كانت تقيمها الفعاليات والمنتديات الثقافية في أبين وعدن. عرفته منذ صباه وهو عازف على آلة المولوديكا مع فرقة الفنون الطلابية في الكود وهي واحدة من الفرق الفنية الطلابية التي تأسست في بداية عام 1970م من القرن الماضي في العديد من مدارس زنجبار وجعار اذكر منها فرقة الفنون الطلابية في زنجبار وفرقة الصياد للفنون الطلابية في شقرة وفرقة الفنون الطلابية في جعار وفرقة الفنون الطلابية في باتيس وفرقة الفنون الطلابية في منطقة يرامس ( اموار) تلك التجربة الفنية الفريدة في تقديري التي تبناها التربوي والموسيقي الأستاذ محمد احمد عيسى قبل أن يكون موجهاً فنياً لمادة التربية الفنية في الإدارة العامة للتربية والتعليم ورئيساً لاتحاد الفنانين اليمنيين في أبين وبدعم ورعاية الفقيد الأستاذ حاتم صالح محمد المسؤول التنظيمي لمنظمة التنظيم السياسي الجبهة القومية في أبين كما كانت تسمى بالمحافظة الثالثة آنذاك وتلك التجربة الفنية الوليدة في أبين ضخت دماً جديداً في شريان الحركة الفنية من حيث مشاركة تلك الفرق الفنية الطلابية في مختلف الفعاليات الوطنية والجماهيرية التي كانت تقام في عموم محافظة أبين وشكلت رافزاً فنياً جديداً ساهم إلى حد كبير في تأسيس الفرق الفنية التي تشكلت تباعاً فيما بعد منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي لاتحاد الشباب وفرقة العامل الموسيقية التابعة للنقابات وفرقة الفلاح الموسيقية التابعة للتعاونية الزراعية زنجبار وفرقة اتحاد الفنانين أبين وكان للفقيد الفنان علي سيود حضور فني فاعل مع كل الفرق الفنية المذكورة كعازف على آلة الاوكرديون . وكانت الفرقة الموسيقية بمكتب الثقافة بمحافظة أبين التي تم تشكيلها في 21 / مارس / 1981م القاعدة الأساسية التي أرسى عليها الفقيد الفنان علي سيود دعائمه الفنية التي تميز بها كعازف مقتدر على آلات العود والاوكرديون والاورج بالإضافة إلى امتلاكه موهبة الغناء والتلحين وكتابة الأغنية الوطنية كما تميز عن غيره ممن هم في عمره الفني بإجادة الغناء الصنعاني وكان له حضور شعبي كبير في احياء حفلات الزواج (المخادر) في محافظة أبين وخارجها وتحديداً في صنعاء حيث كان يطلب لاحياء مثل هذه الحفلات من قبل شخصيات هامة رفيعة المستوى الاجتماعي كما كان له حضوره الفني في الجلسات الخاصة الودية والحبية في أبين وعدن وصنعاء . ومن خلال حضوره في مكتب الثقافة أبين كلف من قبل المكتب بتدريب فرقة الإنشاد على الغناء الصنعاني والتي كانت بحاجة ماسة إلى من يقوم بتدريبها على هذا اللون مع الوان الغناء اليمني فبرزت الفرقة من خلاله في أداء الغناء الصنعاني على مستوى الإذاعة في كثير من المحافل الفنية داخل وخارج الجمهورية اليمنية.وفي مجال التلحين لحن عدداً من الأعمال الفنية لشعراء الأغنية من أبين وأول من غنى له من كلماته والحانه (محمد يسر) أنشودة (سنين الأمس) وموثقة بإذاعة وتلفزيون عدن بالإضافة إلى أعمال فنية أخرى ومن الشعراء الذين لحن لهم اذكر منهم الأساتذة محسن با عديل واحمد ناصر جابر ويسلم عبدالله أبو وعد والمرحوم احمد المقبولي كما تشرف الفقيد الفنان علي سيود بتقدير وإعجاب الفنان المبدع عوض احمد بعطائه الفني في مجال التلحين حيث قدم له مجموعة من الأعمال الغنائية اذكر منها أغنيتي (حالي كلامك وليلة سمر) من كلمات الأستاذ محسن با عديل وأغنية حالي كلامك تحديداً استهوت الفنان القدير عبدالكريم توفيق ونالت إعجابه، كما اذكر أن الشاعر يسلم عبدالله أبو وعد قدم كلمات أغنية للفنان عبدالكريم توفيق لكي يغنيها وعلق عليها الفنان عبدالكريم توفيق خطياً للفقيد الفنان علي سيود لكي يلحنها وقد بدأ بتلحينها ولكن ظروف المرض حالت دون اكتمال اللحن وكما لا يفوتني أن اذكر أنه لحن وغنى للأستاذ حسين محمد ناصر عدداً من الأعمال الفنية اذكر في مقدمتها « قدر مكتوب نتفارق ». ومن الفعاليات الفنية التي برز من خلالها الفقيد الفنان علي سيود عندما تم اختياره من قبل مكتب الشباب والرياضة في أبين في لجنة تحكيم أول مسابقة فنية لجائزة رئيس الجمهورية للشباب في محافظة أبين في مجال الموسيقى عام 2005م بمعية الفنان الكبير الأستاذ محمد محسن عطروش وحيث كان من بين المتسابقين عازف الكمان المتميز الفنان احمد بركات المغترب حالياً في دولة قطر والفائز بجائزة الرئيس على مستوى محافظة أبين كما فاز بجائزة الرئيس مناصفة على مستوى الجمهورية وفي هذا السياق قام الفقيد الفنان علي سيود بتبني الفنان الواعد هجير النخلي الذي شارك في مسابقة جائزة رئيس الجمهورية في مجال الغناء على مستوى محافظة أبين وفاز بالجائزة ثم واكبه الفقيد الفنان علي سيود للمشاركة في مسابقة جائزة رئيس الجمهورية على مستوى الجمهورية وذهب معه إلى صنعاء حسب علمي وتمكن الفنان هجير النخلي من الفوز بجائزة رئيس الجمهورية على مستوى الجمهورية في مجال الغناء مناصفة وخلال مشواره الفني كعازف شارك في العديد من المحافل الفنية العربية والدولية في إطار الفرقة الموسيقية لمكتب الثقافة أبين اذكرها في الأعوام التالية:- عام 1985م شارك في مهرجان الفنون الشعبية في جمهورية قرغيزيا الاتحاد السوفيتي سابقاً .- عام 1987م تم اختياره من قبل منظمة اتحاد الشباب في أبين للمشاركة في مهرجان الشباب العربي في مدينة حلب الجمهورية العربية السورية. - 1989م شارك في مهرجان الفنون الشعبية في جمهورية طاجاستان الاتحاد السوفيتي سابقاً. -عام 1993م شارك في مهرجان بابل الدولي الخامس في جمهورية العراق. - عام 1994م شارك في مهرجان بابل الدولي السادس في جمهورية العراق. - 1998م شارك في مهرجان الإسماعيلية الدولي السابع في جمهورية مصر. - عام 2006م شارك في مهرجان الدوحة الثقافي الخامس في دولة قطر.. وخلال مشواره الفني ايضاً تحصل على العديد من الشهادات التقديرية من قبل مكتب الثقافة والسلطة المحلية والمنظمات الجماهيرية في محافظة أبين كما تم تكريمه من قبل الجهات التالية : اذكرها حسب الأعوام:- - 2002م كرم من قبل اتحاد الأدباء فرع أبين. 2004م كرم من قبل وزارة الثقافة بمناسبة صنعاء عاصمة للثقافة العربية. - 2008م كرم من قبل وزارة الثقافة بمناسبة تكريم المبدعين في أبين. - 2010م كرم من قبل منتدى الوحدة الثقافي في زنجبار ومن ابتكاراته الفنية احترافه في عملية تعريب آلة الاوكرديون أو كما يقال تربيع الاوكرديون. لي ذكريات جميلة مع الفقيد الفنان علي سيود لا تغيب عن بالي أهمها في حياتي ذكرى تكريمي من قبل منتدى الباهيصمي الثقافي في المنصورة ومنتدى بن شامخ الثقافي في التواهي عدن وكانت المناسبة في يوم الخميس 5/ ابريل / 2007م في منتدى الباهيصمي وأقولها وأسجلها على نفسي في الذاكرة الفنية بأن الفقيد الفنان علي سيود الوحيد الذي حضر معي في تلك المناسبة من أبين مع اثنين من أصدقائي وهما من خارج الوسط الفني الأستاذ محمود كمبش والعقيد احمد مصيلح واستثنى أخي وصديقي العزيز الأستاذ حسين محمد ناصر مدير عام مكتب الثقافة أبين الذي لم يتمكن من الحضور لظروف صحية ولكنه أرسل برقية تهنئة إلى القائمين على تلك الاحتفائية الخاصة بي وقد كان الحضور ليلتها من عدن عدداً غير قليل من رموز الثقافة والأدب والصحافة والإعلام اذكر منهم الأساتذة عبدالله با كرارة مدير عام مكتب الثقافة عدن حينها، د. مبارك سالمين رئيس اتحاد الأدباء عدن الفقيد عبدالرحمن إبراهيم الرئيس الفخري لمنتدى الباهيصمي الثقافي محمد مبارك حيدرة رئيس جمعية تنمية الثقافة والأدب في عدن ، علي حمد رئيس جمعية الموروث الشعبي في عدن العميد فرحان علي حسن رئيس الاتحاد العام للفنانين اليمنيين في الجنوب سابقاً وعميد منتدى الباهيصمي الثقافي والصحفي اللامع مختار مقطري والمخرج التلفزيوني المتميز محمد محمود سلامي وزملائي الفنانين عبدالله الصنح وسالم الحطاب ومحمد علي محسن ومع حبي وتقديري واعتذاري الشديد لمن لم تسعفي ذاكرتي بذكر أسمائهم وشرفوني بالحضور وأضيف حضور القائمين على ترتيب الاحتفائية الذين شرفوني بها هم الاكارم محمد سالم با هيصمي رئيس منتدى الباهيصمي الثقافي ورياض بن شامخ رئيس منتدى بن شامخ كما تلقيت برقيات التهاني عبر الهاتف من كل من الفنان عبدالكريم توفيق من صنعاء عند عودته من القاهرة في رحلة علاجية ومن الصحفي والإعلامي الزميل جميل محسن المقيم في دولة الإمارات العربية والصديق العزيز د . يحيى سهل أستاذ الحقوق في جامعة عدن. وعند الختام للاحتفائية غنى الفقيد الفنان علي سيود أغنيتين من الحانه ( حالي كلامك وليلة سمر) من كلمات الأستاذ محسن با عديل وغناها الفنان عوض احمد كما أسلفت وعند الانتهاء من الغناء جاء تعليق الفقيد الأستاذ عبدالرحمن إبراهيم قائلاً (يا علي سيود انته الليلة عدت بنا إلى الستينيات وأوبه تهبط يا علي) وطبعاً فترة الستينات وما قبلها من القرن المنصرم فترة الزمن الجميل والعصر الذهبي للأغنية اليمنية والإبداع الذي تخطى حدود الكلمات بفن راقٍ متنوع العطاء وصالح لكل زمان ومكان من حيث الشكل والمضمون ولم يهبط الفقيد الفنان علي سيود ولكن كان مرض الفشل الكلوي الذي الم به أقوى واشد على صحته وحال دون مواصلته مشواره الفني وفي بعض الأحيان كنا نلتقي في مكتبي في ثقافة أبين كان حينها مديراً لإدارة الثقافة وأنا نائباً لمدير عام مكتب الثقافة أبين كنا نتبادل الحديث في شؤون العمل الثقافي تارة وأخرى عن همومنا اليومية الخاصة وكان دائماً ما يحدثنا عن معاناته مع المرض وما يسببه له من إرهاق صحي ومادي ولكن وللأمانة كان دائماً ما يحدثنا عن المواقف الإنسانية للأستاذ محمد الحاج سالم رئيس الدائرة الثقافية والإعلامية برئاسة الجمهورية كان في السابق مديراً لمكتب الإعلام في أبين ورئيساً لمنتدى الوحدة الثقافي في زنجبار الذي تبنى وتابع سفرعلاجه إلى الأردن عند بداية المرض وكان يقوم بالتخفيف من معاناته كلما اشتدت عليه الأزمة كما كرمه مع مجموعة من الفنانين القدامى في أبين في منتدى الوحدة الثقافي زنجبار عام 2010م وكما كان يذكر لي ايضاً مواقف الأستاذ محمد سالم باهيصمي رئيس منتدى الباهيصمي الثقافي حيث كان يساعده في توفير علاج غسيل الكلى عندما لا يتوفر في مستشفى الجمهورية في بعض الأحيان وكما علمت من الأستاذ الباهيصمي بأنه كان يتابع سفر الفقيد الفنان علي سيود مع آخرين قبل وفاته. وفق الله هؤلاء وأمثالهم في عمل الخير ونسأل الله الرحمة والمغفرة لفقيدنا الفنان المرحوم علي سيود ... آمين يارب العالمين.
|
ثقافة
علي سيود في الذاكرة الفنية
أخبار متعلقة