تبذل فرق النظافة في المديريات ، والمناطق، والأحياء جهوداً مشكورة لإظهار محافظة عدن بالمظهر المشرف ، ولإعادة الاعتبار لمكانتها، واستيعاب الواقع القادم لها ـ إن شاء الله ـ كعاصمة إقليم ، وكعاصمة تجارية، وإدارية متميزة بمقتضى بنود مخرجات الحوار الوطني الشامل ؛ الذي أعاد رسم الوجه الجميل لوطن الثاني والعشرين من مايو بعد أن تعرض لتشويهات العهد الظالم ، وإجراءاته الانتقامية، الهدامة .لقد عملت الأيادي السمراء لهؤلاء البسطاء من عمال النظافة ، وتحت توجيهات ، ومتابعات الأخ المهندس وحيد رشيد محافظ عدن ، والإشراف الدائم ، والمباشر لقيادة صندوق النظافة ؛ ممثلة بالأخ قائد راشد أنعم .. لقد عملوا رجالاً ، ونساءً ، وبكل ما أوتوا من قدرة على إعادة رسم الوجه الحضاري لعدن الرئعة ، لتكون بالفعل كما كانت .. ذلك الوجه الحضاري، وملاذ المحبة والتسامح الفكري، والعقائدي ، والكنان الإنساني الدافئ لكل اليمنيين ، وغير اليمنيين ، من المستثمرين ، والسياح ، وأهل الخبرات ، والإمكانات المختلفة . المشكلة أن هذه الجهود كلها يبدو أنها ، وبوجود العقلية القروية المتخلفة للبعض من أهل الجهل المركب .. يبدو أنها كمن يصب ماءه في قربة مخروقة ؛ فما أن ينظف الشارع ؛ حتى تأتي أيادي التشويه من كل حدب وصوب ، وما أن ترفع القمامات من الأرضيات المجاورة لبراميل القمامة ، وتنظف تماماً ؛ حتى تتهاوى عبوات القمامة على مختلف أرجاء الموقع ؛ باستثناء براميل القمامة التي لا يصل إليها إلا القليل الذي يضعه البعض من أهل الوعي ، والذوق ، أو الذي يصل عن طريق الخطأ !! لقد بلغ الحال بهذه النماذج القروية المتعفنة، وغيرهم من الفئآت المنغمسة في مستنقعات التخلف ، والتقوقع أن يتركوا قضاء حاجاتهم في الحمامات العامة في الأسواق ، والأحياء ، وأن يجلسوا لقضائها دون حياء حيثما اتفق بجانب السيارات والجدران ، وأمام الناس ، وكأنهم ـ يا عيباه ـ أثوار من جنس البقر !!هذه مشكلتنا مع هذا الصنف ؛ في كل منحى، وفي كل موقع ، لا يرتاحون إلا عندما يكونون في وسط المستنقع ، ولقد كان أملنا كبيراً في إمكانية نجاح تجربة الجمع المباشر للقمامات، ولكن .. ما باليد حيلة ، فقد أمعن المخربون في التخريب ، والمناضلون الجدد ، واللصوص العاملون تحت عباءاتهم في سرقة آليات صندوق النظافة ، وتخريب عمله في التشجير ، والتجميل ؛ مستغلين سلبية المجتمع في الدفاع عن حقه ، وصمت ، وتقاعس مراكز الشرطة ، والجهات الأمنية ، والقضائية المختلفة في المتابعة ، والتحقيق ، والمقاضاة .لذلك ؛ فإننا نقترح بديلاً لا بد منه ، هذا البديل ليس مستحيلاً ، ولا صعباً .. فقط يحتاج إلى الدراسة ، وتحديد الأولويات المطلوبة لكل موقع ، وتتكون من مستلمين اثنين في نوبتين ، ومحل تجميع مناسب ، وغرفة للمستلم تمكن من مراقبة الموقع ، وفرز القمامة، وإخراج المواد القابلة للتدوير ، وكاميرا ( قمرة) أو ثنتين لتصوير المخالفين ، وغير المخالفين ، وبث المفيد من الصور عبر القنوات التلفازية الرسمية مع شيء من التعليق التوعوي ، والتربوي ، والتأديبي ؛ ليحذر الناس السلوكات الخاطئة ، ومن أجل ضرب المثل ، وتقديم الأسوة الحسنة . هذا مجرد اقتراح ؛ لكننا نرجو ناصحين أن يحظى بالدراسة ، والعناية ، فرب فكرة بسيطة؛ صارت غداً خيراً وأعظم نعمة .
|
ابوواب
المطلوب غرف للجمع والمراقبة :
أخبار متعلقة