استراحة غنائية
من حافة القاضي.. تطل علينا ثلاث مطربات في أوائل الستينات: رجاء باسودان، صباح منصر، أم الخير عجمي.. وقد بدأن في الغناء الجماعي باسم (الثلاثي اللطيف) وبعد عدة أغنيات ناجحة اعتزلت مبكراً أم الخير.. وانطلقت رجاء وصباح في تقديم أغنيات فردية تذاع إلى الآن في الإذاعة.وإذا تحدثنا عن المطربة رجاء باسودان فلابد من التأكيد بناءاً على رأي العديد من الفنانين الكبار بأن رجاء باسودان هي (أفضل) مطربة ظهرت على الساحة اليمنية .. ولم ينافسها على هذه الأفضلية لا المطربات اللواتي ظهرن قبلها، ولا في مرحلتها، ولابعدها!! .. رغم الاعتراف بأن بعض هؤلاء المطربات حققن نجاحات كثيرة، ونلن الكثير من الشهرة والمعجبين .. بل أن بعضهن بالمقاييس الموسيقية يملكن طبقات صوتيه أجمل من إمكانيات طبقات صوت رجاء باسودان .. ومع هذا ظلت هي ( الأفضل ) لكل من شاهدها تغني على المسرح أومن خلال شاشة التلفزيون قبل أربعين عاماً. . بل ومفضلة لكل من يسمع أغانيها عبر إذاعة عدن أو أشرطة الكاسيت !!.رجاء عبدالقادر باسودان من أسرة حضرمية عريقة، والدها عبدالقادر باسودان إن كان من الشخصيات المعروفة بمدينة عدن بثقافته ومرحه وشجاعته وعناده .. ولهذا عندما ظهرت رجاء على المسرح وشاشة التلفزيون ثارت عائلة باسودان في عدن وحضرموت على والدها لموافقته على أن تصبح ابنته التي تنتسب إلى عائلة كبيرة محافظة ( مغنية) رغم صغر سنها ولكن الأب كان مقتنعا بموهبة ابنته المتميزة خاصة بعد أن حققت نجاحات كبيرة جعلت من عبدالقادر باسودان نفسه احد ابرز معجبيها ومشجعيها .. لهذا لم يقتنع باعتراض أفراد عائلة باسودان لان ثقافته وتربيته العدنية جعلته يؤمن بأن الفن ليس عيباً ولا حراماً!!وإذا كان ظهور رجاء في البداية ككورس مع كبار الفنانين، وواحدة من عضوات ( الثلاثي اللطيف) ظهوراً عادياً .. فان ظهورها الفردي على المسرح لتغني أغنية فهد بلان ( يابنات المكلا) قد أشعل نوره بين الجماهير الحاضرة التي رفضت أن تغادر رجاء المسرح إلا بعد أن قدمت الأغنية ثلاث مرات متتابعة .. كانت رجاء تملك (حضوراً) متميزاً وهي تغني على المسرح .. ألغت كل الحواجز التي يمكن أن تقام بين مطربة شابة وجماهير مختلفة الأهواء والأذواق .. كان كل واحد من الجمهور يحس أن الفتاة التي تغني وتتحرك على المسرح هي ابنته أوأخته، وبالتالي فهي تغني له لوحده .. بل جعلت جمهور المرشدي الذي كان يقاطع حفلات احمد قاسم، يحضر حفلات القاسمي من اجل الاستماع إلى رجاء باسودان .. وكذلك كان يعمل جمهور أحمد قاسم الذي كان يحضر حفلات المرشدي من أجل الاستماع إلى رجاء باسودان .. وبالتالي فقد كانت تتمتع بشعبية اكبر من شعبية المرشدي والقاسمي لأنها استطاعت أن تجمع جماهيرهما معاً ليصبحا جمهورها أيضاً.!!.