سلطان البهرة في عدن
عدن/ أبوبكر الجبولي لأنها عدن مدينة التعايش والمحبة والسلام لاتبحث عن أصل ولا عرق ولاتسأل عن دين , تستقبل زائرها بترحاب الاصيل تنثر على جنباته ورود المحبة وتغمره بكرم الملوك دون تكلف ولا تافف بساطة واقعها تخفي أسرار زمن احتفظت به عدن منذ القدم وغرسته سلوكا لايتبدل رغم كثرة المحاولات ودناءة الدسائس ..كان الاربعاء عصرا موعدا استثنانا في عدن لواحدة من ابرز فعاليات العمق التاريخي الضارب في القدم وعبر بقايا هذا الارث تنعش الذاكرة بعمق تلك الدلالات وتلفت انظار من اعماهم غيهم عن استقراء التاريخ جيدا وكشف كنهه والتعلم من دروسه , لم يكن في الامر سوى ان تكون عدن مع امتحان لأصالتها فكانت عند مستوى التحدي استقبلت سلطان البهرة مفضل سيف الدين بترحاب كبير يليق بها كمدينة عالمية فتحت ابوابها على الجميع بمساحة هذا العالم المنفتح . محافظ المحافظة.. إدارة ميدانية وإشراف لم يتوقف منذ الوهلة الأولى لتحديد موعد زيارة سلطان البهرة ومحافظ المحافظة المهندس وحيد علي رشيد يدير شخصيا الترتيبات لها ويشرف على إجراءات إنجاح الزيارة لإدراكه الكبير بعد الزيارة وأثرها في ترسيخ اسس عالمية المدينة وقيم التعايش فيها , رتبت الاجهزة الامنية كل اجراءاتها بعناية فائقة وما ان دلف موكب السلطان بعشرات السيارات مدخل المدينة الشمالي تسلمه امن المحافظة يمهدون الطريق ويوفرون سبل الزيارة الامنة , حينها كان المشهد أكثر من رائع ليست هذه عدن بل المدينة الأكثر رقيا وتحضرا تعزز الانضباط سلوكا وتبشر بامال مستقبل مشرق . سقطت كل الرهانات العبثية وأراجيف المنظرين وفعلا صنعت المدينة يوما استثنائيا تضافرت فيه جهود جميع المخلصين حبا لعدن واستشعارا بالمسؤولية .صيرة عمق عدن واصالتهاحفاوة استقبال حظي بها سلطان البهرة في مديرية صيره وتحديدا في شارع الشيخ عبدالله الذي أحاطته الاجهزة المختصة وبتوجيهات محافظ المحافظة بتجهيزات كبيرة من جميع المستويات امنيا وخدميا واضفاء طابع السكينة عليه ليخرج الزوار بانطباع اكثر من رائع عما لمسوه واقعا وهم ينفذون انشطتهم بكل حرية , ثلاثة الاف او يزيدون اكتظ بهم الشارع من طائفة البهرة وغيرهم ممن جذب انتباههم المشهد واعاد الى اذهانهم عدن الاصالة كما تحدث عنها التاريخ ليصبح حديث التاريخ اليوم حقائق مشاهدة وواقعا معاشا يتجدد بذكريات جميلة ونمط فريد . استدعى الزائرون كل ملكاتهم ومارسوا هواياتهم وطقوسهم ركبوا الخيول وتنزهوا في المدينة ولم يجدوا من مواطنيها سوى كل محبة وسلام .السلطان ومحافظ عدن.. اللقاء النادر تميزت زيارة سلطان البهرة بكثير من الاهتمام الرسمي والشعبي , ولقد كان أفضل ماميز هذه الزيارة لقاء محافظ المحافظة بسلطان البهرة ليكسر بهذا اللقاء العرف السائد بعدم مقابلة السلطان الا للملوك والرؤساء والامراء, هذا التحول يرتقي بشان المدينة أولا ويضعها في مكانة متميزة كمقصد لقوى اقتصادية كبيرة وان كان بها ايضا عمق سياسي ضمن برتوكولات الزيارة .وصل لديوان المحافظة السلطان ومرافقوه ليشهد موكبهم استقبال كبيرا من محافظ المحافظة المهندس وحيد رشيد , ليعقدا معا جلسة مباحثات مثمرة استمرت ساعة , استهل في بدايتها المحافظ رشيد الخلفية التاريخية للبهرة في عدن معرجا على قيم التعايش والوئام التي تتميز بها المدينة وصولا لما تشهده حاليا من تطور وانجاز واستعداد كبير لمواكبة الانجازات الوطنية الكبرى .وفي سياق شرحه أهدى محافظ عدن سلطان البهرة مجموعة من الكتب القيمة عن تاريخ المدينة بما فيه تاريخ الطوائف والجماعات الدينية المتعددة .مفسرا له بعض المصطلحات والخلفية التاريخية لتلك الجماعات والاحداث المواكبة لوجودها .بالاضافة الى درع المحافظة الذي يحوي شعار منارة عدن التاريخية وكذا صهاريج صيرة , فكانت المعالم والتاريخ اكثر وصفا وبلوحة فنية ابدعتها يد فنان تشكيلي رسمت صيرة القلعة وقوارب الصيد والصيادين وسلمت للسلطان كواحدة من هدايا محافظة عدن . ادهش المكنون السلطان وظل يسرد مدائح اللقاء وحفاوة الاستقبال وحسن الضيافة . وعد ببناء مستشفى نموذجي أثمر اللقاء مع محافظ المحافظة وبعد تداول عن أهم احتياجات المحافظة حاليا ليقدم سلطان البهرة دعمه فيه تحدث محافظ عدن المهندس وحيد علي رشيد عن الاحتياجات الصحية والحاجة الماسة لمواطني المحافظة لمثل هذه القطاعات الإنسانية ليعلن في ضوء ذلك سلطان البهرة عن تمويل بناء وتأثيث ودعم مستشفى نموذجي في محافظة عدن وان المختصين سوف يباشرون خلال الأيام القادمة النزول إلى عدن ورفع نتائج نزولهم بهذا الخصوص ليبدأ العمل في بناء المستشفى .رسالة الزمان لقد كانت الزيارة اكثر التصاقا بعدن كمكانة تاريخية ومدلول لايمكن اغفاله ارتباطا بالحوادث والتطورات المتلاحقة سواء على مستوى طائفة البهرة كمجال ديني أو على مستوى أنشطة أفراد الطائفة الاقتصادي واسهامهم الفاعل في هذا الجانب . الا ان مايلفت النظر هنا رسالة الزمان وتوقيته في لحظات تقدم وتطور على مستوى الوطن بشكل عام , وفي عدن بصورة خاصة , لتحمل في طياتها رسالة واضحة عن الواقع المختلف وتجاوزه لعراقيل التراجع او الانهزام , هنا القول الفصل لهيبة الدولة وقرارها دون سواه هنا في عدن يصنع الامن من جديد وتشمخ المدينة براسها تباهي العالم تستقبل فعاليات ووفود وتنافس اقتصادا وتجد لها مكانا متميزا على المستوى العالمي .