ديوان الشاعرة اليمنية عائشة المحرابي ( سيد المساء)
د. زينب حزام عائشة المحرابي شاعرة يمنية من مواليد عدن ، ذهب صوتها إلى قلوب وأحلام ودموع قراء الأدب ومتذوقي الشعر الحديث منذ ديوانها « وتنافس الأقحوان» وديوان « سيد المساء » وهذا الديوان ليس ديواناً عادياً بأي وجه من الوجوه بل هو عمل فريد ومؤثر واستثنائي بكل الاعتبارات والمقاييس. فقراءة ديوان ( سيد المساء ) تبدأ من فكرته بالذات حيث انطلقت الشاعرة من فكرة محورية هي الأنوثة الزوجة والأم والشاعرة عائشة المحرابي المرأة متزوجة وأم لطفلين لذا جاءت قصائدها من وحي الأسرة وتتميز تجربتها الشعرية بالرعاية الاجتماعية والأمومة وحفظ حقوق المرأة وهي تجربة تثير أكثر من وجهة نظر حولها إلا أنها استطاعت أن تساهم في إيجاد مناخ اجتماعي عام. غير معاد لأفكار التنمية والتطوير وتغيير العادات والمفاهيم . والأستاذة عائشة المحرابي تعمل حالياً مستشارة في التربية والتعليم وعملت في مجال التربية والتعليم في عدة مدارس ثانوية بعدن منها في البنجسار في مدينة التواهي ، وثانوية سعيد ناجي في المنصورة ومدرسة فلسفة وعلم الجمال في معهد الفنون الجميلة بعدن. إن العمل في مجال التربية والتعليم يؤتي ثماراً متميزة من خلال الأنشطة الاجتماعية والأدبية وهكذا استطاعت عائشة المحرابي تقديم العديد من الأعمال الأدبية في مجال الشعر والأدب ، حيث شاركت في عدة مهرجانات في جمهورية مصر العربية وكذلك المملكة الأردنية وتونس وحصلت على عدة شهادات تقديرية. ديوان ( سيد المساء) يعبر عن القوة تستطيع المرأة أن تستمد القوة من الرجل في كل مجتمع إنساني حتى تلك المجتمعات التي تكون مكانتها فيها مختلفة أو عندما يتعذر عليها ترجمة نشاطها الإنتاجي وانجازاتها إلى قوة وتقول الأستاذة عائشة المحرابي في ديوانها ( سيد المساء): رفقا بقلبي سيد المساء رفقا بأعصابي رفقا بعطري رفقاً بحر في إذا رقت مناجاتي رفقاً بآهات خبأتها في أضلعي وأشواق تحاصرني رفقا بقلبي بأجمل أحلامي .... سيد المساء اسقني كؤوس المنى شهدا وانثر حولي الأفراح بدد غيوم الانتظار أسعف أمنياتي بسمة حب راقصني غازل عواطفي دغدغ إحساسي اعزف على إيقاع نبضاتي لحن الأمل سيد المساء تهديني وعوداً بلا مطر أتجرع الحنين واحتسي كؤوس الغياب تحملني لسماء العشق بكلمة وترميني في وديان الانتظار تعطرني بماء الوهم تجعلني أميرة في حكايات الغرام تتوجني بالجنون أنام في عينيك مع أحلامي وأصحو على الظنون تحاصرني بالشك تجلدني بسياط الكذب تقيدني بالوعد تأسرني بعذب الكلام تسافر بي نحو الشمس وأعود منكسرة لا املك غير الكلام ورسائل ووعود وعود وعود يقول الناقد والكاتب المصري عبدالحافظ نجيب متولي عن ديوان ( سيد المساء) في المقدمة لهذا الديوان : « ... الديوان يحمل خلال رحلته الشعرية وجه الحبيب الذي تحاول الشاعرة أن تنحته بشكل صوفي وجمالي متعدد الأوجه فهو سيد المساء وهو نداء الحب وهو جنون الغيرة وهو القدر. ويواصل الناقد والكاتب المصري عبدالحافظ نجيب متولي قوله في هذا الديوان:«... الديوان امرأة عربية ذات شموخ محافظة على تقاليد بيئتها وقيمها الأخلاقية لذلك تحرك في معنى الرجولة تحنونة الشرقية حيث تقول:كن رجلاً شرقياً .. نم على سجاد عاطفتي خبئني .. في عينك جوهرة نقية . فهي الأنثى الشامخة التي تحتاج إلى رجولة حقيقية تعلم العالم حقيقة أنوثة المرأة وتحفظ لها كيانها كجوهرة نقية». وتقول الشاعرة عائشة المحرابي في ديوان ( سيد المساء): تحمله الريح لينمو على خصلات المساء سيداً له وآمراً لكل ما يتلبس المساء من هدوء وهمس ولقاء يعتق روحي من قيد الوحدة ويلبسها ثوباً مطرزاً به وبحضوره. وعندما ننظر إلى الشاعرة عائشة المحرابي في ضوء هذه التقاليد الموروثة المرتبطة بالتشبيه ، نجد أن أساس التكرار لا يخرج عن الأمرين السابقين وهما إظهار البراعة الحرفية من ناحية واستقصاء المشهد المحاكي ودقة التصوير من ناحية أخرى ، وليس من المهم والأمر كذلك، أن يتوافق التكرار مع السياق الكلي للقصيدة أو لا يتوافق فالأكثر أهمية هو إدهاش القراء وإثارة إعجابهم ببراعة الشاعرة عائشة المحرابي التي تستعد حالياً لإصدار ديوانها الثالث.