شوقي عوض في الكتابة عن الشاعر علي عمر صالح تجدر بنا الإشارة إلى أن هذا الشاعر يشكل في هويته وتعامله مع كتابة النص الغنائي جزءاً من الموروث الشعبي للنص الغنائي كونه صاحب رؤية شعرية واضحة المعالم في مفرداتها وتراكيبها اللغوية وعمق لهجتها الشعرية الشعبية المشبعة بغزارة في تطويع لغتها الشاعرة وهو ما كان قد جسده ابداعاً الشاعر علي عمر صالح في ديوان ( راعي وحطابه ) وهو الديوان الشعري الصادر عن جامعة عدن للطباعة والنشر لعام 2006م. ففي ذلك الديوان نقرأ استرداداً تاريخياً وجمالياً في إعادة اكتشاف جماليات الكون الشعري وجغرافية الأرض والإنسان والمجتمع كما أننا نلتمس جوانب عديدة من الجماليات المنسجمة في دلالاتها ومعانيها مع أصالة الشعر الشعبي. والشاعر علي عمر صالح جعلنا نحس فعلاً بأن الشعر الرصين هو ذلك الشعر المرتبط بالعواطف والأحاسيس الجياشة المتدفقة الصادقة مع النفس باعتبارها تشكل الصورة الحسية لما تشتهي النفس أن تقوله أو تعبر عنه. ففي إبعاد الخلق الحسي للصور الشعرية والارتقاء بها جمالياً شكلاً ومضموناً استمدها الشاعر من حقائق واقع الحياة وتجربته الشعرية وهذا ما كنا قد قصدنا به في رؤيته وطريقته وشاعريته المجبوله بالفطرة والشاعرية. في وصفه للمكان يتداخل معه الزمان ويرتبط بالمكان الذي يعبر عنه بالسائد المألوف من الكلام بوساطة مفردة شعبية شائعة أو مثل شعبي مشهور كما فعل في معظم قصائده الغنائية المشهورة. ( لا تأمن الذئب) ، ( ضاعت على المستقي) ، ( غلطان من يحسب الدنيا) ( يرعى مع الراعي ) ، ( الطبل في الحوطة) الخ . إذ أن القصيدة لديه تبنى على أساس جوهري محكم يعتمد على الذائقة الشعرية وعنده وفي مخيلته الشعرية المحكمة بالمخيلة الشعبية وما يتبعها من مأثورات ومرددات شعبية في الاشتغال الشعري. ذلك هو الشاعر علي عمر صالح الإنسان الوطني الجسور الذي قال شعراً جميلاً عن الوطن والمرأة وتحدث في موضوعات غنائية كثيرة كما شدا فنانون كثر بأعماله الغنائية وفي سياق المثل الشعري ضمناً بالأغنية الشعبية. لهذا نجده يقول في قصيدة ( يرعى مع الراعي) قائلاً : ( ما يخشى الملامة...... ولا يعرف العيب يناقض كلامه ... في طبعه ملاعيب يرعى مع الراعي ... ويأكل مع الذيب ) الخ ... وفي قصيدة أخرى تحفى كثيراً بالمثل الشعري الشهير والموسوعة ( في الطبل بالحوطة والشرح في سفيان) للشاعر علي عمر صالح نقرأ : ( غنوا معي غنواردوا بصوت الدانسلوا على قلبي بالشرح يا خلانساعة من الدنيا يسلى بها الكربانمن أجلكم عشنا في لحج يا رعيانالطبل في الحوطة والشرح في سفيان ) إلخ تلك هي بعض من الإشارات العابرة والتي أحببنا سردها على عجل في هذه القراءة السريعة والتي تجيء في سياق أكثر تركيزاً ورؤية على جملة من الملاحظات والحقائق التي طرحناها عن قصائد هذا الشاعر البدوي المعاصر وما تميزت به قصائده الشعرية الغنائية من الروعة والجمال في مزايا السلوك والأخلاق وبناء تراكيبي جمع ما بين الحسي والمعنوي في صوره الشعرية المتعددة والتي تعج بالحيوية والإبداع والقول الشعري الجميل.
|
ثقافة
الشاعر علي عمر صالح والطبل في الحوطة والشرح في سفيان
أخبار متعلقة