في الندوة التعريفية حول علاقات التعاون التجارية اليمنية الهندية وآفاقها المستقبلية
صنعاء/ بشير الحزمي:عقدت أمس بالعاصمة صنعاء ندوة تعريفية حول علاقات التعاون التجارية اليمنية الهندية وآفاقها المستقبلية التي أقامتها كل من سفارة اليمن في الهند والسفارة الهندية بصنعاء بالتعاون مع اتحاد عام الغرف التجارية الصناعية والغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة واتحاد الصناعات الهندية (سي آي أي) بمناسبة زيارة الوفد لتجاري الهندي .وفي افتتاح الندوة أكد وزير الصناعة والتجارة الدكتور سعد الدين بن طالب عمق العلاقات اليمنية الهندية والتي تمتد الى مئات السنين .وقال أن قادة الأعمال من البلدين الصديقين قادرون على اكتشاف الفرص الممكنة في الصناعة والتجارة بين البلدين الصديقين .وأضاف بالقول: عندما تذكر الهند هناك ألف صورة تأتي الى الخيال.. صورة من التأريخ ، صورة من الثقافة ، صورة من العلاقات الانسانية بين الهند وبقية دول العالم وليس فقط مع اليمن.وأوضح أن العلاقات بين الهند واليمن قد بدأت منذ حوالي 150 عاماً عندما كانت عدن جزءاً مما يسمى بشركة الهند الشرقية .. لافتا الى أن إنشاء ميناء عدن في ذلك الوقت كان لخدمة التجارة بين الهند وبقية دول العالم .وأشار بن طالب الى أن عدن كانت مركز الاتصال المهم ما بين كل ما هو في الشرق ودول أفريقيا وأوربا وبقية دول العالم.وقال إن الدور الذي كانت تتمتع به اليمن هو ما يجب أن نسعى لنعيده اليوم ، لأن فيه مستقبلنا .موضحا أن هناك وجه تشابه بين الشعبين الصديقين اليمني والهندي وهو أن التجارة متأصلة في الشعب الهندي كما هي متأصلة في الشعب اليمني، مؤكدا تأثير التجارة الهندية في الماضي على مكانة عدن . ولفت الى أن العديد من الاسر اليمنية قد ذهبت الى الهند منذ عدة قرون واستقرت فيها وما تزال الى اليوم موجودة فيها .وقال : الذي يجب أن نسعى اليه اليوم هو أن نبني اقتصادنا ونصحح كل ما كان يعوق اتصالنا بالعالم .وأعرب عن شكره وتقديره للهند لدعمها في مسيرة انضمام اليمن الى منظمة التجارة العالمية، مؤكدا أن اليمن بلد مفتوح وقوانينه الى حد كبير منسجمة مع قوانين العالم، لافتا الى أن اليمن وخلال السنوات الثلاث الماضية دخل في تغيير وفي تحول نأمل أن يؤدي الى النهضة والانفتاح والى زيادة التعامل ليس فقط مع الهند ولكن مع معظم دول العالم .واعتقد أنه بمجرد أن تفتح الآفاق في هذا التحول ستكون الهند من أول الدول التي تأتي الى اليمن وأيضا سيذهب اليمنيون الى الهند وسيبدأ التعاون المشترك الكامل بين قطاع الاعمال في البلدين .وأوضح أن الهند متواجدة بشركاتها ورجالها ومالها في اليمن وأن ذلك سيزيد في المستقبل، متطلعا الى وصول اليمنيين الى مستقبل أفضل بعد أن اجتازوا أصعب المراحل وخرجنا من الحوار الوطني بنتائج طيبة .. متمنيا أن يكون الشعب اليمني حاضرا عندما يصاغ دستوره . ودعا الى اقامة حوارات محلية في كل إقليم خلال فترة صياغة الدستور ليشارك الشعب في صياغة الدستور و ليخرجوا منها بكل ما يريده الاقليم حتى لا ينفرد 17 شخصاً في صياغة مستقبل اليمن .وأكد ثقته بوقوف الأصدقاء الهنود في دعم مسيرة التحول في اليمن خلال المرحلة القادمة .من جانبه قال رئيس اتحاد الغرف التجارية الصناعية محمد عبده سعيد أن هذه الندوة التي تجمع رجال الاعمال من اليمن والهند تمثل فرصة للتباحث حول الكثير من الفرص التي من الممكن أن يقوم بها القطاع الخاص في البلدين الصديقين .وأوضح أن العلاقات اليمنية الهندية قديمة وتاريخية وقد نمت وتطورت في السنوات الاخيرة بشكل كبير .وأشار الى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2013 بلغ حوالي مليارين وثلاثمائة مليون دولار بزيادة 30 % عن عام 2012م، وهو دليل على أن هناك توسعاً كبيراً في العلاقات التجارية بين البلدين.ولفت الى أن التطورات في الاقتصاد الهندي الاخيرة شجعت الكثير من رجال الاعمال اليمنيين لان يتجهوا الى المنتجات الهندية وهو ما ادى الى تحسن الميزان التجاري بشكل كبير جدا .وقال إن الهند تعتبر رابع أكبر شريك بالنسبة لليمن في الجانب التجاري وقد تم في الفترة الاخيرة وبتشجيع من الحكومة الهندية الغاء الرسوم الجمركية على المنتجات اليمنية التي تصل الى الهند .مؤكدا الرغبة في التعاون مع الهند في المجالات المهمة التي تميزت بها الهند في الفترة الاخيرة وخاصة المجالات التى ادت الى تحقيق النهوض الحقيقي فيها وهما جانبا التعليم والصحة، إضافة الى الصناعات الصغيرة والمتوسطة.من جهته أوضح رئيس وفد اتحاد الصناعات الهندية الزائر لبلادنا الدكتور وليد البكيلي أن زيارة الوفد التجاري الهندي الى اليمن تهدف الى خلق تعاون وشراكة بين اليمن والهند في مختلف القطاعات التنموية منها القطاع الصحي وقطاع الاتصالات والبنية التحتية والنفط والمعادن وقطاع التصنيع والزراعة والثروة السمكية .وقال أن هناك فريقاً طبياً مرافقاً للوفد التجاري مكون من 3 بروفسورات سيقدمون خدماتهم في المستشفى الجمهوري ومستشفي الثورة بصنعاء مجانا وهو جزء من علاقات التعاون في القطاع الصحي .وأكد تميز العلاقات اليمنية الهندية وحرص البلدين على تطويرها وتوسيع مجالات التعاون القائمة ..لافتا الى أن الهند تدرك مكانة اليمن وتميز موقعها الاستراتيجي وهي تعتبرها احدي الدول التى صنفتها الهند بأنها مهمة جدا ليكون لها تواجد استثماري وتجاري لما تتميز به من موقع استراتيجي مهماً .وأشار البكيلي الى أن هناك العديد من المشاريع الاستثمارية الهندية التي يجري تنفيذها في اليمن منها مشاريع استثمارية في عدن .وقال : هناك توجه لفتح محطة فضائية طبية في صنعاء وهناك اتفاقيات مع مؤسسات طبية يمنية وهناك نقاش مفتوح مع الحكومة لأخذ مشاريع وإدارتها.. معتبرا اليمن بلداً خصباً وفيه الكثير من المقومات والفرص الاستثمارية والتجارية، مؤكدا أن فرص التعاون والشراكة بين اليمن والهند كبيرة وواعدة ، وأن تبادل الزيارات للوفود التجارية بين البلدين سيفتح آفاقاً واسعة من التعاون والشراكة .بدوره أكد رئيس الغرفة التجارية الصناعية بالعاصمة صنعاء حسن الكبوس أن منتدى الاعمال اليمني الهندي سيمثل فرصة لتقوية العلاقات بين الجانبين والاستفادة من الخبرات وتلقيح الافكار بما يساعد على الارتقاء بالأعمال التجارية المتبادلة .وأعرب عن سعادته بالعلاقات الممتازة مع الهند والتفاعل المستمر من السفارة والغرفة التجارية الصناعية بما يساهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين ويسهل التواصل المثمر بين رجال الاعمال في البلدين.ودعا الشركات الهندية للاستثمار في اليمن.وكانت سفيرة اليمن بالهند الدكتورة خديجة ردمان قد أوضحت في كلمتها أن اليمن تمتلك العديد من الفرص الاستثمارية وينبغي الاستفادة من علاقات التعاون المتميزة مع الهند لجذب المستثمرين الهنود الى اليمن .وقالت: إن الهند تعتبر ثاني أكبر محطة للصادرات اليمنية بعد الصين حيث بلغت 23 % من اجمالي الصادرات اليمنية عام 2010 ، وفي المقابل تعتبر الهند ثالث أكبر مصدر للواردات اليمنية بعد الامارات والصين بما يعادل 9 % من الواردات اليمنية عام 2010.وأكدت امتلاك اليمن للعديد من الفرص المتميزة والمشجعة للشركات الهندية للاستثمار فيها في مجالات الطاقة والبنية التحتية والزراعة والأسماك والصناعات الصغيرة والأصغر، إضافة الى الفرص المتاحة في ميناء عدن والمنطقة الحرة .وأشارت الى أن اعفاء اليمن من الضريبة الجمركية منذ بداية عام 2013 قد ساهم في رفع التبادل التجاري بين البلدين الصديقين . وكانت قد القيت في افتتاح الندوة العديد من الكلمات من قبل كل من رئيس المجلس التجاري اليمني الهندي أحمد سالم شماخ ورئيس نادي رجال الأعمال اليمنيين فتحي هايل سعيد والسفير الهندي باليمن آمريت لوجون والتي تناولت في مجملها أهمية عقد هذه الندوة ودورها في تمتين وتنمية العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في المجال التجاري .وأكدوا رغبة البلدين في تطوير هذه العلاقة والمضي بها قدما بما يعزز التعاون والشراكة القائمة ويخدم البلدين والشعبين الصديقين .. مشيدين بمستوى التعاون القائم بين البلدين في المجالات المختلفة وحرص كل منهما في تطوير وتنمية هذه العلاقة وتوسيع الاعمال التجارية. حضر الندوة عدد واسع من رجال الاعمال اليمنيين وعدد من المستثمرين الهنود .