صنعاء - فيصل الحزمي على غير عادة الوزراء الذين يمارسون مهامهم من خلف المكاتب وربما بعيدا عن الوزارة في احيان كثيرة، كان المهندس هشام شرف امس الاثنين يستقل كرسيا عاديا وطاولة صغيرة خلف شباك مبنى خدمة الجمهور يمارس مهامه كوزير للتعليم العالي، مشددا على موظفيه أن يتم انجاز طلبات ومعاملات الطلاب والاكاديميين بشكل سريع وبدون مماطلة.وأعلن شرف انه خصص يوم الاثنين من كل اسبوع للجلوس امام شباك خدمة الجمهور ليكون وجها لوجه مع كل من لديه معاملة واستقبال الطلبات والمعاملات والشكاوى بدون أي عائق.« لا تشكرني فأنا أؤدي عملي».. قالها شرف لاحد الطلاب الذين كانوا يقفون بالعشرات في طابور منتظم امام شباك خدمة الجمهور يقدمون ارواقهم وملفاتهم للوزير يدا بيد بعيدا عن الروتين الاداري المتبع.الكثير ممن كانوا يقفون في الطابور لم يصدقوا ان الذي يجلس خلف الشباك هو الوزير، لكن البسمة لم تفارقهم وهم يتقدمون اليه بملفاتهم، كما لم يتوان الوزير في الرد على استفسارات وشكاوى كل من يتقدم اليه او يصافحه بهدوء تام ومسؤولية عالية.«الوزير جالس وكأنه موظف عادي».. قال احدهم مبديا اعجابه بما يقوم به الوزير بتفان، وقال آخر:» لو ان كل وزير يمارس مهامه ويقترب من الناس لكان وضعنا افضل».ولم تكن هذه هي المرة الاولى التي ينزل فيها وزير التعليم العالي ليجلس خلف شباك خدمة الجمهور، فمنذ حوالي شهر كانت الوزارة شبه مغلقة ومكاتبها خالية من الموظفين الذين كانوا ينفذون اضرابا عن العمل تاركين معاملات الطلاب والاكاديميين داخل الادراج، الا ان الوزير أتى فجأة وفتح مبنى خدمة الجمهور ومارس مهامه بدون أي مساعدة من أي موظف فهم ليسوا هناك والوزارة مغلقة ولكنها ليست خالية من حاملي الملفات والمعاملات الذين استبشروا بالوزير.وقبل اكثر من عام جلس شرف على كرسي التعليم العالي في حكومة الوفاق وكان الطلاب المبتعثين للدراسة في الخارج يعانون اوضاعا صعبة في عديد دول بسبب تأخر منحهم المالية ونفذوا مظاهرات واعتصامات في السفارات والملحقيات اليمنية، الا ان معاناتهم تلك تلاشت وتم معالجة اوضاعهم، وهي اول المهام الني انجزها الوزير عقب توليه المنصب.ويسعى شرف الى تحسين وضع الوزارة الاداري، فمع مطلع العام 2014 عمد الى القيام بتدوير وظيفي لكل ادارات الوزارة واتاحة الفرصة لكوادر شابة لتقديم افضل ما لديها لخدمة الوزارة والطلاب، كما عمل على انشاء بوابة الكترونية لاستقبال طلبات الطلاب الراغبين في الابتعاث للخارج للدراسة واستقبال الشكاوى عبر الموقع لتخفيف الضغط على الوزارة ومكاتبها.وأكد شرف انه تم تجهيز الموقع بالأدوات اللازمة وتدريب كادر متخصص يعمل على استقبال كافة طلبات المنح من الطلاب والتواصل معهم عبر شبكة الانترنت او بالاتصال، وقال ان البوابة ستختصر الكثير من الاجراءات فضلا عن استكمال الاجراءات التنظيمية والقانونية لإنشاء الهيئة الوطنية للبعثات والمنح الدراسية كجهة مستقلة.واشار الى ان هذه الخطوة ترافق حزمة الاصلاحات و الآليات التي اعتمدتها الوزارة في الآونة الاخيرة لتنظيم عملية الابتعاث والمنح الدراسية للخارج والتي ترتكز على المفاضلة والتنافس بين المتقدمين وفق معايير تضمن الشفافية والموضوعية والعدالة بين المتقدمين ويقضي على العشوائية والمحسوبية والوساطة وترسيخ مبدأ تكافؤ الفرص بين الجميع .
|
تقارير
في مبادرة هي الاولى من نوعها وزير التعليم العالي يستقبل الملفات من المتعقدين مباشرة
أخبار متعلقة