في ورشة إعداد الرؤية الوطنية المتكاملة للتعليم في اليمن
صنعاء/ بشير الحزمي:عقدت أمس بمركز البحوث والتطوير التربوي بالعاصمة صنعاء ورشة إعداد الرؤية المتكاملة للتعليم في اليمن والتي نظمتها وزارة التخطيط والتعاون الدولي بالتعاون مع المجلس الاعلى لتخطيط التعليم والبنك الدولي بمشاركة قيادات وزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والتعليم الفني والمهني ورؤساء الجامعات اليمنية والمختصين من الجهات ذات العلاقة .وفي افتتاح الورشة أكد وزير التربية والتعليم عبد الرزاق الاشول أن تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وبناء اليمن الجديد و الدولة الحديثة لا يمكن ان يتم ما لم يتم إعداد الانسان الذي يمثل الادوات الفاعلة في بناء اليمن الجديد ، وأن الانسان لا يمكن أن يكتسب مهارات الحياة والمنافسة على مستوى الاقليم او العالم ما لم يتم بناؤه من منطلق رؤية متكاملة توضح ما نريد وما ينبغي ان يكون عليه الانسان في امتلاكه للمهارات والكفاءة ليكون انساناً منتجاً ومبدعاً وقادراً على أن يعطي ويخدم نفسه ومجتمعه وأمته .وقال أن اليمن الجديد لا يمكن أن يتحقق ما لم يكن مدخله وبوابته التعليم بأنواعه المختلفة سواء كان تعليماً عاماً أو فنياً أو تعليماً عالياً .وأوضح أن وزارة التربية والتعليم تنتظر انجاز هذه الرؤية بفارغ الصبر كونها تمثل مخرجاً من جملة التحديات والاختلالات والاختناقات والصعوبات التى يواجهها قطاع التعليم .وأشار وزير التربية والتعليم الى أن هناك الكثير من الاختلالات التى تستدعي الاسراع في وضع رؤية متكاملة تكون بوابة عبورنا الى المستقبل .متطلعا الى أن تنجز هذه الرؤية بشكل سريع حتى تبدأ قطاعات التعليم العام والفني والعالي ببناء خطط واستراتيجيات قطاعية تفصيلية تنفيذية لتحويل هذه الرؤية الى واقع والى تنفيذ من أجل الارتقاء بالتعليم وتحديثه وتطويره. .متطلعا الى عبور آمن للمستقبل والى بناء دولة يمنية حديثة قائمة على العدل والمساواة والحرية والعيش الكريم وقادرة على المنافسة على مستوى الاقليم والعالم وهو ما لا يمكن تحقيقه ما لم نهتم بالتعليم . ولفت الى أن وزارة التربية والتعليم تسعى بجد الى استثمار منظمات المجتمع المدني وإطلاق طاقاتها وإبداعاتها لتكون رديفا وشريكا للوزارة الى جانب الشراكة الابوية التي تمثل اساساً لانطلاقة حقيقة للتعليم، موضحا أن الوزارة وبناء على مخرجات الرؤية المتكاملة للتعليم وأهدافها الاستراتيجية ستبدأ بتحليل معمق ومفصل لكل مكونات العملية التربوية والتعليمية ثم في ضوء هذا التحليل البدء بصياغة خطة عشرية 2016 - 2025 م لعكس الاهداف الاستراتيجية والخطة في الواقع والانطلاق نحو المستقبل ، مشيداً بجهود اللجنة الفنية لإعداد الرؤية المتكاملة للتعليم في اليمن ودور البنك الدولي في دعم هذه الجهود .من جانبه أكد وزير التعليم الفني والتدريب المهني الدكتور عبد الحافظ ثابت نعمان أن التعليم هو الاساس لبناء الوطن وينبغي أن يكون الرقم واحد في سلم اهتمام الدولة .وقال أن نهضة الدول لن تتحقق بدون تعليم متطور قادر على بناء الانسان بناء سليماً ليتمتع بمعارف ومهارات عالية .وأوضح أن انجاز الرؤية يمثل مناسبة فارقة وهامة في تاريخ النهوض باليمن لأنه لا يمكن بناء الوطن بناءً سليماً وصحيحاً بدون أن نبدأ بالتعليم .مؤكدا ضرورة توفر البيئة المواتية التي تُكون الانسان بشكل متكامل .وأشار الى أن الرؤية الواحدة للتعليم مهمة جدا لأنها تمنح القدرة للتعليم المختلف بين الاساسي والأكاديمي والفني بحيث يتم التنسيق مع بعضها البعض وأن لا تعمل بشكل مفرق فتنتج التعليم الناقص .وقال: نريد فعلا ايجاد انسان متعلم كامل يعي مسئولياته كمواطن ويعي مسئولياته كإنتاج وأيضا كمخرج ماهر يفتخر اليمن به ويفتخر هو بما يتحصل به من علم من مدارسنا ومعاهدنا وكلياتنا وجامعاتنا .وأضاف بالقول أن ما يعانيه عالمنا الحالي من البطالة وخاصة في اوساط الشباب يحتم علينا جميعا تحمل مسئولياتنا من خلال وضع الحلول الكفيلة والفاعلة للحد من البطالة من خلال تشخيص وضعنا الاقتصادي والاجتماعي وصولا الى تحويل الموارد البشرية الى قوة فاعلة تخدم عملية التنمية الشاملة والذي لن يتحقق الا بحشد القوى المساهمة وتأطيرها وترابطها وتكاملها وفي مقدمة ذلك وضع رؤية موحدة وواضحة للتعليم والتدريب لتنمية الموارد البشرية يكون هدفها هو التعليم والتدريب من أجل العمل .وأوضح أنه بالرغم مما شكلته ظاهرة اعداد الاستراتيجيات في مختلف المجالات في بلادنا في العقدين الاخيرين من ظاهرة صحية بهدف العمل وفق خطط وبرامج الا أن تعدد تلك الاستراتيجيات وعدم الترابط والتكامل فيما بينها ادى الى عدم الجدوى والاستفادة منها .ولفت الى أن استراتيجيات قطاعات التعليم المختلفة قد غاب عنها ادنى مقومات الترابط والتكامل و التنسيق فيما بينها ،متطلعا إلى أن تحقق هذه الرؤية التكامل مع كافة قطاعات التعليم وتشكيل الوحدة المثلى والرافعة الأساسية لبناء الانسان .وأشار وزير التعليم الفني إلى أن قطاع التعليم الفني والمهني بالرغم مما حظي به من اهتمام الحكومة في الفترة الماضية و توفير بعض التسهيلات والمساعدات المالية والفنية من بعض الدول الشقيقة والصديقة إلا انه في المقابل تم توجيه تلك المساعدات والقروض للجانب الاستثماري مع قلة الموازنات المرصودة للجوانب التشغيلية وتدريب الكادر وإعداد البرامج والتجهيزات والصيانة والمتابعة والتقويم وغيرها وهي عناصر بدون توافر احدها لا يمكن استثمار تلك المنشآت والتى لم تبن في الاساس وفق دراسة جدوى .من جهته أوضح نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور محمد محمد مطهر أن اعداد هذه الرؤية جاء تلبية لطلب الحكومة في ادماج الرؤى الاستراتيجية المتعددة لوزارات التعليم الثلاث بعد أن اظهر تقرير وضع التعليم في اليمن 2010 الذي اعد بالتعاون بين وزارة التخطيط والبنك الدولي نقاط القوة والضعف في النظام التعليمي وبين التحديات والفرص .وقال إن التحديات التى تواجه اليمن وغيرها من دول المنطقة والعالم تحديات جسيمة وعلى وجه الخصوص التحديات الناجمة عن العولمة وتحديات الثورة العلمية والتكنولوجية وتحديات مجتمع المعرفة وتكنولوجيا المعلومات ، تتطلب اعداد رؤية متكاملة للتعليم بمختلف أنواعه ، ومستوياته بدءاً بمرحلة ما قبل المدرسة وحتى التعليم الجامعي والدراسات العليا تساعد على تكوين جيل يكتسب بشكل دائم ومستمر المعرفة والمهارات الفكرية والعلمية ليقوم بدوره في بناء المجتمع وصنع التنمية المستدامة .ومأكد الحاجة الى أن تتضمن الرؤية توفير التمويل بشكل فعال ومتوازن بين انواع التعليم .مشددا على ضرورة أن تشمل محاور الرؤية محور التعليم عن بعد والتعليم الالكتروني في مختلف أنواع التعليم من الاساسي وحتى العالي .بدوره أوضح الامين العام للمجلس الاعلى لتخطيط التعليم رئيس لجنة التسيير لإعداد الرؤية المتكاملة للتعليم في اليمن الدكتور سيلان العبيدي أن عقد هذه الورشة يعتبر تدشيناً لمشروع الرؤية المتكاملة للتعليم في اليمن .وقال إن الاستراتيجيات التعليمية التى صادقت عليها الحكومات المتعاقبة وعلى الرغم من انها تهدف إلى التوسع في الالتحاق وتحقيق العدالة والإنصاف في توفير الخدمة التعليمية والتحسين وتجويد التعليم وبناء القدرات المؤسسية إلا أن كل استراتيجية من تلك الاستراتيجيات تم بناؤها وإعدادها بشكل منفصل عن الاستراتيجيات الاخرى وزاد من حدة الفجوة بين هذه الاستراتيجيات تقاسم الادارة والإشراف على التعليم بين ثلاث وزارات الامر الذي ساهم في صعوبة التنسيق والتناغم بين هذه الاستراتيجيات .وأشار العبيدي الى أن الهدف الاساسي من اعداد رؤية متكاملة للتعليم في اليمن يتمثل في توثيق التعليم وتدريب متكامل ومتنوع ذي جودة عالية يحقق العدالة والفرص المتكافئة لجميع فئات المجتمع اليمني ، ويساهم في اعداد المواطن اليمني عقليا وأخلاقيا وحياتيا ومهنيا ويعزز الهوية الوطنية والثقافية في المجتمع اليمني بالإضافة الى تحقيق المنافسة لقطاع التعليم في الإطارين الاقليمي والدولي وضمن الشراكة الفاعلة مع قطاعات المجتمع المختلفة .كما تهدف الرؤية الى تحقيق غاية الدولة في إصلاح منظومة التعليم العام والمهني والعالي بما يؤدي الى تجويد مخرجاتها وتأكيد دورها في التنمية البشرية بتوفير كادر بشري مؤهل في مختلف التخصصات العلمية والمهنية الملبية لمتطلبات التنمية الشاملة واحتياجات سوق العمل المحلية والإقليمية .ولفت الى أن الورشة تمثل بداية لتنفيذ برنامج الخطة الزمنية لمشروع الرؤية المتكاملة للتعليم الذي يحتوي على العديد من الورش المتخصصة في مختلف محافظات الجمهورية والتي ستشارك فيها جميع الجهات ذات العلاقة بقطاع التعليم والتدريب ومختلف القطاعات ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص ومختلف شرائح المجتمع .هذا وكان وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي لقطاع الدراسات والتوقعات الاقتصادية رئيس اللجنة الفنية لإعداد الرؤية المتكاملة للتعليم في اليمن الدكتور محمد الحاوري قد قدم خلال الورشة عرضاً تقديمياً تعريفياً بالرؤية المتكاملة للتعليم في اليمن تناول فيه الوضع الراهن للتعليم في اليمن ، واقع التعليم العام والعالي والمهني في اليمن والرؤية والرسالة والقيم والخطة المزمنة لإعداد الرؤية ومنهجية العمل .وخلال الورشة تم عرض خطط عمل كل من محور التعليم العام ومحور التعليم الفني ومحور التعليم العالي والمحور الاقتصادي وسوق العمل والمحور المؤسسي والتشريعي .