صنعاء / بشير ...أقامت وزارة الصناعة والتجارة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي أمس بالعاصمة صنعاء ندوة خاصة بالإعلاميين بمناسبة انتهاء المفاوضات الخاصة بانضمام اليمن إلى منظمة التجارة العالمية .وفي الندوة التي حضرها عدد من الإعلاميين من مختلف وسائل الإعلام أكد وزير الصناعة والتجارة الدكتور سعد الدين بن طالب أنه لن تكون هناك أي أضرار أو آثار سلبية لانضمام اليمن إلى منظمة التجارة العالمية .وقال أن الفوائد التي ستجنيها اليمن من هذا الانضمام كثيرة وأن موقع اليمن سيؤهلها لأن تكون دولة مصدرة .وأوضح أن هذا اللقاء بالإعلاميين هو اللقاء الأول والاهم الذي تنظمه الوزارة بعد انضمام اليمن إلى منظمة التجارة العالمية بهدف شرح مفاهيم منضمة التجارة العالمية على المجتمع اليمني بكل فئاته، معتبرا أن الإعلام يشكل رأياً عاماً وهو من يحدد أو يوجه الرأي العام وينبغى أن يقوم بدوره في إيصال المعلومة الدقيقة إلى المجتمع .واستعرض المراحل التي قطعتها بلادنا والجهود المبذولة منذ عام 2000م حتى انضمام اليمن إلى منظمة التجارة العالمية، لافتا إلى أن معظم الجهود والإجراءات وما صاحبها من إصلاحات وخطوات عملية في مسيرة انضمام اليمن إلى المنظمة تمت على مدى السنوات الماضية .وأوضح عزم الوزارة تكريم كل من ساهم في هذا العمل منذ البداية بكل فئاتهم وبرعاية من فخامة رئيس الجمهورية، مؤكدا أن انضمام اليمن إلى منظمة التجارة العالمية ليست فقط إضافة للاقتصاد اليمني ولكنه منعطف وتحول حقيقي في مسيرة الاقتصاد الوطني.وقال : المسألة كلها تتعلق بوظيفة الاقتصاد اليمني ولا يعني أن حصول اليمن على العضوية في المنظمة ستحدث تغييرات لوحدها وإنما هذا التحديث والتغييرات ينبغى أن تقوم بها الدولة اليمنية ولكن مسألة الانضمام ستحقق لنا حقوق عضوية منظمة التجارة العالمية .وأضاف بالقول : في السنتين الأخيرتين وصلنا إلى المفاوضات التي كانت صعبة إلى حد كبير مع دولة أوكرانيا وتم إنهاء هذا الأمر بأخر اجتماع فريق عمل في 26 سبتمبر الماضي والذي حضره مجموعة من البرلمانيين ووزير الصناعة والتجارة السابق عبد العزيز الكميم الذي كان أول من تقدم بطلب الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية . وقد تلا ذلك الاجتماع الوزاري في 4 ديسمبر الماضي والذي شهد الاحتفاء باليمن كعضو جديد في المنظمة وتحدثت حينها وعلى مدى ساعتين ونصف نحو 27 دولة مرحبين بانضمام اليمن لتصبح العضو 160 في قائمة أعضاء منظمة التجارة العالمية ومؤكدين وقوفهم إلى جانب اليمن ومساعدتها في التحديث المطلوب .وأوضح أنه وخلال الأسابيع الماضية قام بطرح البروتوكول الخاص بانضمام اليمن إلى منظمة التجارة العالمية على مجلس الوزراء وقد تمت الموافقة عليه من مجلس الوزراء في الجلسة الأخيرة المنعقدة يوم الأربعاء الماضي وسيتم رفعه إلى ممثلي الشعب - مجلس النواب - لاستكمال بقية الإجراءات ليصدر بعدها قرار جمهوري بهذا الخصوص ولتصبح اليمن بعد ثلاثين يوماً من ذلك عضواً كاملاً في منظمة التجارة العالمية .وقال أن اليمن تعيش حدثاً كبيراً ومهماً ليس فقط بانضمامها إلى منظمة التجارة العالمية وإنما بمشيها خطوات في سبيل إعادة صياغة البلاد بهيكل جديد وصياغة دولة جديدة .منوها بمبادرته قبل تسعة أشهر في تشكيل فريق لصياغة رؤية اقتصادية لليمن 2030 والذي خرج بتصور أن الحل الأمثل لليمن هو أن تكون هناك 6 مناطق اقتصادية . وأعرب عن تأييده الكامل لما توصلت إليه لجنة تحديد الأقاليم من تحديد ستة أقاليم في اليمن الاتحادية . وتفاؤله بأن هذا المخرج سيكون فيه خير كبير لأبناء اليمن ليخرجوا من الوضعية التي عانوا منها على مدى السنوات والعقود الماضية، لافتا إلى أنه وفي ظل الدولة الاتحادية وتعدد الأقاليم ستظل اليمن منطقة جمركية واحدة .وأشار بن طالب إلى أن صياغة دستور جديد لليمن وانضمام بلادنا إلى منظمة التجارة العالمية سيكون دافعا قويا جدا للاقتصاد اليمني لكي ينطلق، مؤكدا أن الاستمرار بالاعتماد على النفط والغاز لن يستمر طويلا وأن ما يجب عمله هو التحول نحو الاقتصاد الإنتاجي .وقال : ليس أمامنا حل إلا أن نتحول إلى دولة منتجة وأحد جوانب الاقتصاد المهمة إلى جانب الصناعة والزراعة والأسماك هي الخدمات وهي التجارة وإعادة التصدير والتي تمثل شيئاً أساسياً في الاقتصاد اليمني وبالذات في بعض المناطق مثل عدن، سنستفيد جدا من المزايا التي توفرها لنا عضويتنا في منظمة التجارة العالمية.وأوضح وزير الصناعة والتجارة في سياق حديثه للإعلاميين أن القطاع الخاص في مجمله مرحب بانضمام اليمن إلى منظمة التجارة العالمية ، وأن الحكومة بجميع أعضائها قد وافقت على بروتوكول الانضمام، معلنا عن عزم الوزارة خلال اليومين القادمين نشر بروتوكول انضمام اليمن إلى منظمة التجارة العالمية على موقعها الالكتروني باللغتين العربية والانجليزية . هذا وكان مدير عام الاتفاقيات الدولية والمناطق التجارية مسئول ملف التجارة في السلع كمال الخامري قد قدم خلال الندوة عرضاً حول انضمام اليمن إلى منظمة التجارة العالمية وخطوات الانضمام ، كما قدم نائب رئيس مكتب الاتصال والتنسيق مع منظمة التجارة العالمية مدير عام العلاقات التجارية الدولية خليل سعيد الصباري عرضاً عن التجارة في الخدمات ، إلى ذلك قدم كل من مدير إدارة التجارة في الخدمات عامر أمين عرضاً عن مفاوضات اليمن في النفاذ للأسواق ، ومدير عام حماية الإنتاج الوطني حلمي الحمادي عرضاً عن حماية الإنتاج الوطني ، ومدير عام حماية الملكية الفكرية عرضاً عن الجوانب التجارية للملكية الفكرية ، واختتمت الندوة بعرض لرئيس فريق عمل المشروع الأوروبي هوب بوب حول المساعدات الأوربية لانضمام اليمن لمنظمة التجارة العالمية يجرى بعدها نقاش مفتوح مع الإعلاميين حول انضمام اليمن الى منظمة التجارة العالمية وبعض الجوانب المرتبطة بذلك.