عانت عدن من شحة المياه عقودا طويلة من الزمن بحكم طبيعتها القاسية وقلة سقوط الأمطار، وكان استخدام أجهزة تقطير المياه أحد الحلول لتوفير المياه الصالحة للشرب، حيث تم تركيب أول جهاز تقطير لتحلية مياه البحر في البرزخ “جبل حديد” عام 1858م وتشغيله عام 1859م. بعدها تم تركيب أجهزة أخرى في التواهي وجزيرة صيرة عام 1867م، وتعتبر هذه الأجهزة أول أجهزة تقطير يتم تركيبها على مستوى منطقة الخليج والشرق الأوسط.كما كانت هناك عدد” من أجهزة التقطير تابعة لبعض الشركات تعمل على تموين البواخر والسفن التجارية التي تستخدم ميناء عدن، كما تمون أيضا التجمعات الأوروبية وبعض التجار.وقد استمر عمل هذه الأجهزة حتى بداية الثلاثينات من القرن الماضي حين توقف عملها مع بدء توفر المياه عبر شبكات الأنابيب والمراكز العامة، وبقي جهاز التقطير في جزيرة صيرة يعمل حتى السبعينات من القرن الماضي، حيث يقوم بإنتاج المياه المقطرة التي عرفت “بماء البمبا” وإنتاج الثلج بصورة رئيسية.