قد يتصور المرأ اذواقاً وهوايات لا حصر لها ، لكن من المؤكد أن القائمة وإن اتسعت فإنها لن تشمل البتة ما نراه اليوم رغماً عنا ، من تخريب الشوارع ونظافتها وتشليح أعمدة الإضاءة ووضع الإعاقات في ممر السيارات والتلطيخ المتواصل في جدران الشوارع والأزقة ، والمباني الحكومية ، وقبلها في كل تفاصيل حياتنا بهذه ( الشخبطات ) و( الخربشات ) العبثية ، المخلة بالذوق ، والجمال ، واحياناً بالأدب ، والقيم ، والأخلاق التي عاشت بها ، ومعها الأجيال ، واستشهد من اجلها خيرة الرجال، والنساء ، وترسخت ، وتعمقت كجبال بلادنا الراسيات . وبغض النظر عن أن هذه الممارسات المتخلفة ، التي لا تمت لتقاليدنا ، وأعرافنا بصلة بل وتجرح الناظر من أول وهلة يخرج فيها إلى الشارع متوجهاً إلى عملة ، نقول بغض النظر عن أنها تنم فيما تنم عن اختلال أو خفة عقول من يتبنونها أو يقومون بها من جيوش البلاطجة والمرضى النفسانيين وأطفال الشوارع والفاشلين ومدمني الحبوب و ( الهرور )، إلا أنها في المحصلة تمثل إيذاء عاماً ، ليس لشخص بل للغالبية العظمي من أفراد المجتمع فضلاً عن أنها - وهذا هو الأهم - تجرح الذوق العام ، وتسيء إلى جمالية الأمكنة والشوارع ، والحارات ، وتؤدي إلى اهراق الطاقات والإمكانات لما تفرضه على الجهات المختصة بتجميل الشوارع من: الأعمال والواجبات الإضافية لإعادة الوجه الجميل للمدن والأحياء والطرقات وهي الأعمال التي تمثل اليوم نزفاً دائماً للمال العام وأموال التحسين والنظافة . لقد أعلنا ورفعنا الأصوات فيما مضى من الزمان فنددنا وأعلنا شجبنا حتى بحت الأصوات بسبب تلك الممارسات المشوهة لوجه الديمقراطية وغير الحضارية بالمرة وغير النظيفة والمسيئة للمرشحين إلى مختلف المجالس في ذلك الزمان ، يوم إن تساوى الناس في هذا السلوك الخاطئ ولكنهم مع ذلك .. لم يبلغوا هذا الحد من ( الجنون الثوري) المعجب بذاته ديمقراطياً حتى الهلوسة. إننا اليوم في أمس الحاجة لمن يحترم عقولنا ، فعقولنا - هذه - قد عانت من التغييب والحجر على الدوام وبما فيه الكفاية لمصلحة عصابات المأفونين والمرضى النفسانيين و( المجاذيب) مثلما أننا اليوم بحاجة كذلك وعلى الأقل لمن يحترم أذواقنا ومالنا العام ومستقبل الجيل الذي أصبح بسبب هؤلاء ( المصاريع ) على كفي عفريت وكأن الناس لا وجود لهم ولا حقوق ولا رأي ولا إرادة ، ولا حتى كلمة لإبراء الذمة. ترى ، متى سيكون هذا ؟ نحن لا نطلب كثيراً فقط اتركوا لنا فسحة ولو مرة واحدة! دعوا عقولنا تفكر ثم تقرر ككل خلق الله في ارض الله ورجاء ثم رجاء .. ريحوا أدمغتنا من جنون (الشخبطات) والتخريب وكثر الله خيركم .. الف .. الف مرة !
|
البيئة
يكفينا ( خربشات )
أخبار متعلقة