دعوة لأصحاب الشأن
يزداد عدد المتسولين من الشقيقة سوريا في كل يوم أكان على مستوى محافظة عدن أو باقي محافظات الجمهورية، ونشاهد بجانب اشارات المرور أحيانا عائلة بكاملها تتسول، وهذه ظاهرة ليست صحية وفي الوقت نفسه تسيء لنا نحن العرب، أنا أقول هذا لاننا نحن أكثر من عانى من الهجرة والعذاب والتشرد طيلة 66 عاما ولكن الفلسطيني وجد عام 1948 من يقف الى جانبه من الاشقاء العرب والمنظمات الدولية ولهذا لم يعش هذه الحالة.اليوم المواطنون الأشقاء من سوريا الذين أجبرتهم الظروف على مغادرة بلادهم وعانوا ما عانوا، هل نتركهم يعيشون بهذه الطريقة وهل هي الحل؟.من لجؤوا الى الاقطار المجاورة لسوريا وجدوا اهتماما من المنظمات الدولية ومن بعض الاقطار العربية ووفروا لهم مخيمات للسكن والتموين الشهري ومساعدات مقطوعة ومنتظمة، والمواطن السوري الموجود هنا لا يختلف عن المواطن هناك، لماذا لا نلجأ الى هذه المنظمات الدولية لتعمل على تجميعهم في مخيم واحد وتقديم المساعدات لهم قدر الامكان؟ حتى لا يبقوا بجانب اشارات المرور. أنا لا احمل الدولة والحكومة اليمنية المسؤولية ولا نطلب منها ما لا تستطيع تقديمه في ظل الظرف الراهن الذي تعيشه، لكن نطلب من هذه المنظمات القيام بواجبها تجاه هؤلاء المواطنين.هذه هي مأساة الحرب والقتال والاقتتال ولا يعرف نتائجها وآلامها الا من عاش ويعيش هذه الحرب التي يدفع ثمنها المواطن أولاً وقبل كل شيء.كلنا شاهدنا على الفضائيات معاناة الأشقاء من سوريا في فصل الشتاء من العام المنصرم وهذا العام في الدول التي ذهبوا اليها في تركيا والاردن ولبنان في ظل برد قارس جداً وظروف صعبة، ولا يعرف احد الى متى سيبقى هذا الشتات.. نحن عندما خرجنا من فلسطين عام 1948 حملنا معنا مفاتيح بيوتنا وكنا نعتقد اننا سنعود خلال اسابيع كما وعدنا العرب بانهم آتون لتحرير فلسطين وها نحن مازلنا نعيش الهجرة والشتات من مخيم الى مخيم بعد ان دمرت المخيمات وايضا لا نعرف الى أين.حبذا لو نجد من الأشقاء العرب من يملكون القدرات المادية ليلعبوا دورا هاما في هذا المجال، علما ان البعض منهم قدم الكثير من المساعدات أكان الخيام او البيوت الجاهزة او المواد الغذائية، لكنا ندعوهم للمزيد لأن هذا واجب وطني وقومي وإنساني وديني. والرسول صلى الله عليه وسلم قال: «الخير في وفي أمتي الى يوم القيامة».هي دعوة لعمل الخير وليس وراءها أي اهداف سياسية او ما شابه.