ترأس جلسة التصويت على الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار
صنعاء / سبأ:حضر الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ، أمس الجلسة الختامية الأخيرة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل.وفي مستهل الجلسة تم قراءة الفاتحة على روح الشهيد المغدور الأكاديمي الدكتور احمد شرف الدين - عضو مؤتمر الحوار الوطني ، الذي اغتالته أياد إجرامية آثمة وهو في طريقه صباح أمس إلى الجلسة الختامية للحوار .وأدان الجميع هذا الفعل الإجرامي الشنيع الذي ليس له صلة بالدين الإسلامي مطلقا وإنما هو عمل تدميري إرهابي يستهدف امن واستقرار الوطن.وقال الأخ الرئيس يجب ان ينجح المسار الوطني من اجل مستقبل اليمن الآمن وبكل أهدافه الوطنية الخلاقة نحو بناء اليمن الجديد وتجاوز كل الإشكاليات بكافة تحدياتها وصورها، وهذا النجاح هو من اجل سلامة واستقرار ووحدة اليمن .وأضاف " سيستمر المسار إلى ان تتحقق أهداف أبناء اليمن حتى لو أدى هذا الأمر الى استشهادي انا شخصيا ومن معي ويجب على الجميع ان يؤمن بأن قوى الخير والعدل والإنصاف اقوى واشرف وانبل من قوى الشر والعدوان التي تنفذ هذه الجرائم التي يندى لها الجبين.وقال رئيس الجمهورية في كلمته في جلسة العمل الأخيرة من مؤتمر الحوار الوطني " نلتقي اليوم مجددا في جلسة العمل الختامية هذه لمؤتمرنا بعد ان تكللت كل جهودكم الصادقة المخلصة بالتوفيق ونجحتم خلال الجلسة العامة الختامية في إقرار التقارير النهائية لفرق العمل الخاصة بالعدالة الانتقالية والقضية الجنوبية وبناء الدولة وكذلك إقرار الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار الوطني".وأضاف :" أؤكد لكم بأنه لم يكن شعبنا فقط هو من تابع أعمالكم باهتمام وترقب بل العالم كله الذي ظل يأمل ان يتكلل هذا المؤتمر بالنجاح الكامل فأكدتم بان الإيمان يمان والحكمة يمانية وان ما قدمتموه طوال الشهور العشرة الماضية من جهد كبير ونقاشات مثمرة لابد ان يتعزز بإنجاز الرؤية الجديدة لليمن الجديد، اليمن الذي خرج أبناؤه بالملايين ينشدون التغيير إلى الأفضل ويضحون من اجل الحياة الكريمة والأمن والاستقرار.وأشار الاخ الرئيس قائلا " اننا نلتقي اليوم وقد انجز الفريق المصغر للقضية الجنوبية وثيقة الحل العادل للقضية الجنوبية بعد جهود كبيرة وحوارات طويلة ولقاءات كثيرة امتدت لأكثر من ثلاثة شهور ، وقد تكللت هذه الجهود بتوقيع أعضاء فريق القضية الجنوبية على الوثيقة وهي وثيقة تاريخية بكل المقاييس لأنها خلاصة نقاشات وأفكار وتداولات الفريق المصغر مستعيناً بالخبرات والتجارب الناجحة ولهذا فقد اصبحت وثيقة الشعب اليمني كله صاغها ممثلوه حرفا حرفاً وكلمة كلمة وعبرتم عن واحدة من ارقي حالات التوافق الفكري والسياسي والإنساني التي عرفتها ساحتنا الوطنية " .وأردف بالقول " ها نحن اليوم نلتقي في جلسة العمل الأخيرة هذه بعد أن انجزتم بتوافق نادر الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار التي تشمل تقارير جميع فرق العمل اضافة الى الضمانات والمعايير للجنة صياغة الدستور والبيان الختامي للمؤتمر ، ولنا ان نفخر بان هذه الوثيقة منتج وطني خالص لكنه يحظى بالدعم والمساندة الإقليمية والدولية".وتابع الاخ الرئيس قائلا:" وهي بإقراركم النهائي لها ستصبح ملك الشعب اليمني كله يحميها ويسهر على تطبيقها ويعاقب من يريد أعاقة تنفيذها على ارض الواقع ، فانتم من خلال هذه الوثيقة تقدمون للعالم تجربة انسانية جديدة في مجال الحكم وإدارة شؤون البلاد تضاف الى الكثير من التجارب الناجحة في هذا المجال لدى العديد من دول العالم .وأكد رئيس الجمهورية قائلا " ولذلك لن نخيب ظن شعبنا بنا ولن نقبل ان تظل هذه الوثيقة مجرد حبر على ورق بل سنعمل على تنفيذها بصورة دقيقة وحرفية وبشكل متدرج خلال الفترة القادمة بعد ان تأخذ بعدها الدستوري وتحظى بموافقة شعبنا العظيم عليها عند الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد الذي سيتم تشكيل لجنة صياغته عقب انتهاء أعمال هذا المؤتمر بموجب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ، فلكم جميعا أتوجه بالشكر والتقدير على كل الجهد الذي بذلتموه طوال الشهور العشرة الماضية . وأضاف " من خلالكم أتوجه بالحديث لكل الصادقين الذين يحسون بالخوف والقلق على وحدة شعبنا ووطننا ، ان هذه الوحدة هي قدرنا ومصيرنا جميعا وفيها القوة والعزة والكرامة لشعبنا وبدونها سنعود لمواجهة بعضنا البعض ، بدلا من ان نتفرغ لبناء اليمن الجديد وتشييد دولته المدنية الحديثة .وأكد الاخ الرئيس بالقول " اقول لهؤلاء الصادقين لا تخافوا ولا تقلقوا من الوثيقة النهائية للحوار فهي ليست كما يشيع بعض المزايدين والمرجفين انها وثيقة تمزيق اليمن وتقسيمه بل اقول لكم وبكل ثقة وصدق انها وثيقة تعزيز وحدة اليمن ارضا وانسانا وهي الوثيقة التي ستشكل جوهر الرؤية التي سنبني سويا بها اليمن الجديد الخالي من امراض الماضي وعصبياته ولا تخلفه وانقساماته .واستطرد قائلا " لعلكم تتذكرون اننا عندما بدأنا أعمال مؤتمرنا هذا قبل عشرة شهور كيف جئنا جميعا محملين بأثقال من العداوات و الصراعات الحديثة والقديمة على السواء لكنكم ما لبثتم ان ادهشتم العالم بتغليبكم للروح الوطنية على الولاءات الصغيرة وقدمتم نموذجا رائعا في إدارة خلافاتكم السياسية بطريقة حضارية وبمسؤولية نادرة حتى وصلتم الى توافقات ما كان لها ان تحدث في أي وقت مضى لأنكم جميعا تحررتم من الخوف والحسابات الضيقة وكسرتم الحواجز التي كانت مفروضة عليكم قبل ثورة الشباب وانطلاقا من مشروع التغيير بكل أبعاده الوطنية العظيمة" . وأضاف " من خلالكم اقول لشعبنا اليمني العظيم ان احتكار السلطة والثروة والمركزية المالية والإدارية الشديدة وسوء الادارة كلها كانت سبباً في معاناتكم طوال العقود الماضية شمالا وجنوبا شرقا وغربا بل وكانت السبب الأساسي إلى جانب الكثير من المظالم في خروج الآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية منذ عام 2007م مطالبين بالإصلاحات ومعالجة الاختلالات ، تبعهم لنفس الغرض أبناء المحافظات الشمالية في فبراير 2011م ثم تكاتفت جهود جميع اليمنيين لتحقيق هدف واحد وهو انجاز عملية التغيير بغرض بناء دولة يمنية حديثة متحررة من تلك الأمراض" .ولفت رئيس الجمهورية " ولذلك جاءت الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار الوطني لتضع المعالجات الضرورية لأمراضنا المعقدة المتمثلة في احتكار السلطة والثروة والمركزية المالية والإدارية وسوء الإدارة ، وثقوا أننا لن نستطيع بناء الدولة المركزية ما لم نعط للمحافظات والمديريات حق اتخاذ القرار فيما يتعلق بشؤونها اليومية الاقتصادية والمعيشية والتنموية وهذا ما تنشده الوثيقة ، فما ورد فيها من مسميات جديدة كالأقاليم والولايات ليس إلا نوع من انواع التنظيم الإداري الجديد الذي سيصاحبه صلاحيات حقيقية للوحدات الإدارية بمختلف مستوياتها لإدارة شؤونها وهذا هو الأسلوب الحديث الذي اتبعته الكثير من الدول المعاصرة التي شهدت نهضة حقيقة في شؤون حياتها".وأكد الاخ الرئيس ان الدستور الجديد سيؤكد على وحدة الأرض و الشعب وسيضع الضوابط اللازمة للحفاظ على وحدتنا الوطنية بعيدا عن الآليات والوسائل التي عفى عليها الزمن والتي لم يجن منها شعبنا الا التدهور المستمر في كل المجالات خلال السنوات الماضية .وخاطب الأخ رئيس الجمهورية أعضاء مؤتمر الحوار قائلا" تأكدوا ان دوركم التاريخي الكبير لن ينتهي بانعقاد الجلسة الختامية يوم السبت القادم 25 يناير الجاري بل ان دوركم سيتواصل خلال الفترة القادمة عبر عدة مؤسسات ومناشط لتكونوا رعاة التنفيذ والتطبيق العملي للوثيقة النهائية إلى جانب مؤسسات الدولة القائمة وسيتم خلال هذه الفترة القريبة القادمة تنظيم وترتيب أدواركم بوسائل عدة وستواصلون جهودكم الكبيرة كل من الموقع الذي سيتم تحديده فلا وقت بعد اليوم للراحة لأن اليمن يحتاجكم خلال المرحلة التالية حتى نصل بسلام إلى بر الامان مع الاستفتاء على الدستور وانجاز الاستحقاقات الوطنية عقب ذلك والمتمثلة بالانتخابات الرئاسية والنيابية وانتخابات الأقاليم".واختتم رئيس الجمهورية كلمته بالقول " في الأخير اود ان اهنئكم بما حفل به هذا المؤتمر من المخرجات التي من شانها ان ترسم ملامح مستقبل الوطن المشرق الذي نصبو اليه جميعا وفقنا الله لما فيه خير شعبنا اليمني وخير الوطن ونسأله تعالي ان يسدد خطانا جميعا وان يكتب لمؤتمرنا هذا النجاح والسداد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ".هذا وقد أقرت الجلسة العامة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل (وثيقة الحوار الوطني) بعد التصويت بالإجماع على ضمانات تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار والبيان الختامي، واستيعاب ملاحظات المكونات من قبل اللجنة التي شكلت الاحد الماضي. وجرت علمية اقرار (وثيقة الحوار الوطني) بالإجماع وسط ابتهاج واسع عبر عنه الأعضاء بالتصفيق والهتاف الذي يمجد اليمن ويستبشر بموعده مع الغد المشرق في ظل التوافق الوطني الشامل على مخرجات الحوار. وكان رئيس لجنة استيعاب ملاحظات المكونات على ضمانات تنفيذ مخرجات الحوار عبدالملك المخلافي استعرض مراحل عمل اللجنة وما توصلت إليه خلال الأيام الثلاثة الماضية من عملها.وأكد المخلافي توقيع جميع الأعضاء المشاركين في لجنة استيعاب الملاحظات، على وثيقة ضمانات تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وإنجاحه ، لافتاً إلى أن عضو مؤتمر الحوار الوطني عن مكون أنصار الله الدكتور أحمد شرف الدين الذي تم اغتياله صباح أمس، "حال ظرفه الصحي بالأمس الأول دون انتظار استكمال طباعة الوثيقة والتوقيع عليها، وتم التواصل معه صباح أمس وأكد أنه في طريقه لحضور الجلسة العامة الختامية والتوقيع على الوثيقة". وقال المخلافي: "لا يجب استغلال استشهاد الرجل إلا للغرض الذي عمل من أجله وهو إنجاح الحوار، وعلينا أن نرد على الجريمة بإنجاح المؤتمر".وألقى عضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل، عن مكون أنصار الله، عبدالكريم الخيواني كلمة نعى فيها الدكتور احمد شرف الدين الذي اغتيل صباح أمس.وأكد أن أنصار الله دخلوا مؤتمر الحوار الوطني لإيمانهم بالحوار.وقال "نحن اليوم واحتراما لزميلنا واحتراما لحق الحياة واحتراما لحقنا جميعا في العيش بأمان نعلن انسحابنا من الحوار حتى يكون هناك احترام للحياة".بعد ذلك استعرض عضو مؤتمر الحوار الدكتور محمد السعدي وثيقة ضمانات تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني بعد استيعاب ملاحظات المكونات المشاركة في الحوار بشكل توافقي ومن ثم تم التصويت عليها بالإجماع.