منسق برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز:
صنعاء/ بشير الحزمي:نظم مركز إعلام الأمم المتحدة بصنعاء أمس الأول بنقابة الصحفيين اليمنيين بالعاصمة صنعاء لقاء إعلامياً ضم عدداً من ممثلي وسائل الإعلام المختلفة مع منسقة برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالايدز في اليمن الدكتورة فوزية غرامة .وخلال اللقاء الذي حضره مسئول مركز إعلام الأمم المتحدة بصنعاء عبد السلام أحمد شرف الدين والمسئول الإعلامي بمنظمة الصحة العالمية صادق الوصابي استعرضت منسق برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالايدز الدكتورة فوزية غرامة جهود الأمم المتحدة في مجال مكافحة الايدز على الصعيد العالمي والإقليمي والوطني .وقالت إن عقد هذا اللقاء يأتي في إطار اهتمام الأمم المتحدة بطرح القضايا التي تهم المجتمع وتحتاج إلى مناقشتها مع وسائل الإعلام المختلفة لتعزيز وعى المجتمع حولها .وأكدت أن الايدز لا يمثل مشكلة صحية فحسب وإنما يعتبر مشكلة تنموية تعاني منها المجتمعات وخاصة في الدول النامية ، ويحتاج لمواجهته تضافر جهود الجميع وفي مقدمتها جهود الإعلام لنشر وتعزيز الوعي المجتمعي حول مخاطر هذا المرض وطرق الوقاية منه وإزالة الوصمة والتمييز عن المتعايشون مع فيروس نقص المناعة البشري وضمان حصولهم على كافة حقوقهم التي كفلها لهم القانون .وأوضحت أن اليمن تمتلك إستراتيجية وطنية لمكافحة الايدز وقد تم تحديثها عام 2006م ، كما أصدرت في عام 2009 قانوناً لوقاية المجتمع من الايدز وحماية المتعايشين مع الفيروس .وأشارت غرامة إلى أن عدد الحالات المصابة بفيروس نقص المناعة البشري في اليمن والمسجلة لدى البرنامج الوطني لمكافحة الايدز وفق آخر الإحصائيات الرسمية المعلنة تبلغ 3000 حالة إصابة فيما تبلغ حالات الإصابة المقدرة وغير المسجلة لدى الجهات الرسمية 35000 حالة إصابة .ولفتت إلى أن هناك 5 مواقع لتقديم الخدمات المتكاملة لمرضى الايدز في اليمن والتي تشمل خدمات الفحص والرعاية والعلاج المجاني . كما توجد في اليمن أكثر من 27 موقعاً للفحص الطوعي في مراكز تقديم الخدمات الصحية الحكومية والخاصة والتابعة لمنظمات المجتمع المدني في مختلف محافظات الجمهورية.وقالت إن الاستفادة من هذه الخدمات لن تحدث بدون تعزيز الوعي المجتمعي حول المرض وتقليل الوصمة عن المتعايشين مع المرض .وأضافت أن الحديث عن القضاء على الايدز ينبغي أن يبدأ بالوقاية والحماية من اجل إيجاد أجيال خالية من الايدز وضمان عدم حدوث إصابات جديدة .ولفتت الى ما يعانيه المتعايشون مع الفيروس من وصمة وتمييز وحرمان من الحقوق في المجتمعات العربية والتي تؤثر بشكل كبير في استفادة هؤلاء من الخدمات العلاجية المتوفرة.وأوضحت أن السلوك الخاطئ من خلال الممارسات الجنسية غير المحمية هي أكثر الطرق لانتقال الفيروس من شخص مصاب إلى شخص آخر سليم .وأشارت غرامة إلى أن رؤية برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالايدز في اليمن تتمثل في أجيال خالية من الإصابات الجديدة .. أجيال خالية من التمييز .. أجيال خالية من الوفيات المرتبطة بالايدز وأنه ومن اجل تحقيق هذه الرؤية ينبغي العمل من خلال عدد من الرسائل الأساسية المتمثلة في القضاء على التمييز ضد المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري وبشكل نهائي من اجل المضي قدما نحو القضاء على وباء الايدز ، واعتبار التمييز ضد المتعايشين مع الفيروس والفئات السكانية الرئيسية عقبة رئيسية أمام توسيع فرص الوصول إلى الخدمات الخاصة بفيروس نقص المناعة البشري ، أنه من حق كل إنسان أن يعيش حياة كاملة ومنتجة بكرامته ، أنه لا يجب أن يعاني أحد من التمييز على أساس الهوية ، إمكانية قيام الجميع بإحداث تغيير من خلال التواصل واحترام حق الآخرين في حياة كريمة بصرف النظر عن هوياتهم .وذكرت أن برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالايدز يتعاون مع “أون سان سو تشي” الحائزة على جائزة نوبل للسلام والناشطة العالمية في مجال القضاء على التمييز في إطلاق حملة جديدة لوقف التمييز ضد المتعايشين مع الفيروس نهائيا.وتطرقت غرامة في مجمل حديثها حول الايدز وجهود مكافحته عالميا إلى أن هناك تقدماً مستداماً في الاستجابة للايدز ، وهناك الكثير من الأمل في المستقبل والقضاء على وباء الايدز، حيث تم تخفيض الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشري بـ 33 % منذ عام 2001م والإصابات الجديدة بين الأطفال بـ 52 % عالميا، كما حصل ما يقرب من 10 ملايين شخص على العلاج المضاد للفيروسات القهقرية المنقذة للحياة - ما أدى إلى انخفاض الوفيات المرتبطة بالإيدز بـ 30 % منذ ذروة الوباء عام 2001م.وقالت أن هناك علامات مثيرة للقلق تتمثل في أن بعض الأقاليم والبلدان ليست على الطريق الصحيح لتحقيق الأهداف العالمية والالتزامات الخاصة بفيروس نقص المناعة البشري ، حيث ارتفع عدد الإصابات الجديدة بالفيروس في أوربا الشرقية ووسط آسيا بـ 13 % منذ 2006م، وتضاعف عدد الإصابات الجديدة بالفيروس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ 2001م، وما زال عدد الإصابات الجديدة بالفيروس في أفريقيا جنوب الصحراء مرتفعا ويقدر بـ 1.6 مليون كل سنة.وأشارت إلى أن وجود حواجز الوصمة والإنكار والتهاون يضعنا في خطر الفشل أمام الجيل القادم .واستعرضت غرامة خلال حديثها أمام الصحفيين بعض المؤشرات العالمية حول الايدز وفق إحصائيات 2012م. موضحة أن 35.3 مليون شخص متعايش مع الفيروس على مستوى العالم، وأنه ومنذ بدء الوباء أصيب حوالي 75 مليون شخص بالفيروس منها 2.3 مليون إصابة جديدة .وقالت أن عدد الإصابات الجديدة انخفضت بنسبة 33 % منذ عام 2011م .وأن نحو 26 دولة في أفريقيا قد سجلت انخفاضاً في عدد الإصابات الجديدة نتيجة عدم الإنكار للمشكلة بعكس المنطقة العربية التي شهدت تزايداً في عدد الإصابات الجديدة .ولفتت إلى أن 260000 إصابة جديدة بفيروس نقص المناعة البشري بين الأطفال عام 2012م مقارنة بـ 550000 في عام 2001م على مستوى العالم ما يعني انخفاضاً بنسبة 52% خلال 10 سنوات.وأوضحت غرامة أن عدد الوفيات المتعلقة بالايدز قد انخفضت بنسبة 30 % منذ ذروة الوباء عام 2005م ، كما انخفض عدد الوفيات بسبب السل بين المتعايشين مع الفيروس بنسبة 36 % منذ 2006م. وأشارت إلى أن 9,7 مليون شخص قد حصلوا على العلاج المضاد للفيروسات القهقرية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل مقارنة بـ 230000 فقط عام 2002م.