صنفت حوض صنعاء كأحد الأحواض الخمسة الحرجة مائيا في اليمن
صنعاء/ ...الحزمي:أوضحت دراسة حديثة صادرة عن إدارة الرصد بالإدارة العامة للدراسات والرصد بقطاع التخطيط والدراسات بالهيئة العامة للموارد المائية أن الأزمة المائية في حوض صنعاء ازدادت حدتها منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي بسبب تنامي النشاط الزراعي في الحوض رافقه ظهور تكنولوجيا الحفر الحديث المتمثلة بالحفارات التي كان بداية دخولها إلى اليمن في عام 1973 م ، كما أن ارتفاع معدل النمو السكاني في الحوض عمل على زيادة الطلب على المياه ما زاد الضغط على هذا المورد بشكل كبير .حوض صنعاء واحد من الأحواض الخمسة الحرجة مائيا، ويتعرض إلى استنزاف مستمر للموارد المائية الشحيحة وطبقا لما تشير إليه معظم الدراسات الهيدرولوجية والهيدروجيولوجية التي تؤكد عدم وجود توازن في الموارد المائية نتيجة للخلل في التوازن بين التغذية وزيادة الطلب على المياه في مختلف القطاعات.وهذا ما تؤكده آخر الدراسات التي نفذها مشروع حوض صنعاء ومنها ما توصلت إليه الدراسة المتعلقة بالخطة التنفيذية لحوض صنعاء (دراسة جايكا 2007 م) التي أكدت أن حوض صنعاء من الأحواض المائية الحرجة وذلك بسبب شحة الموارد المتجددة المتمثلة بالهطول المطري، وبشكل عام يصل المتوسط السنوي طويل الأمد للأمطار إلى 230 مم فيه .وأشارت الدراسة إلى أن حوض صنعاء يسوده المناخ شبه الجاف والذي يكون بأرداً شتاء ومعتدلاً قليل الرطوبة صيفا، وتتفاوت المعدلات الشهرية لدرجات الحرارة من 14.6 إلى 23.3 درجة مئوية - محطة فرع الهيئة - وتكون الفترة بين مايو إلى أغسطس الأعلى حرارة خلال فترة السنة، أما الفترة ديسمبر إلى فبراير فتكون هي الفترة الباردة من العام ،وفي مثل هذه الظروف المناخية فإن معظم كمية الأمطار تتحول إلى الجريان السطحي ومنه نسبة كبيرة يتحول إلى بخار، حيث يصل معدل التبخر إلى حوالي 2475 مم/سنة، والمتبقي من الأمطار يجري على شكل سيول يحجز منها في السدود والمدرجات الزراعية وكمية صغيرة مما تبقى من المياه الجارية يرد إلى الخزان الجوفي على شكل تغذية سنوية تقدر بـ 50.7 مليون متر مكعب مع تزايد مستمر لضخ المياه من معظم الخزانات الجوفية للأغراض المختلفة والمقدرة بـ 269.1 مليون متر مكعب في السنة، وهذا ما يشكل عجزاً سنوياً في مخزون المياه الجوفية وصل إلى حوالي 218.4 مليون متر مكعب وهو ما تسبب في هبوط لمناسيب المياه داخل مختلف الطبقات الحاملة للمياه. وتؤكده نتائج تحليل بيانات مراقبة المياه الجوفية في تقرير لعام 2007 ، بان الهبوط السنوي في الطبقات البركانية الحاملة للمياه الجوفية يتراوح بين ( 2,5-2,)متر بينما كان معدل الهبوط السنوي في خزان الصخور الرملية في الآبار التابعة للمؤسسة المحلية يتراوح بين (6-4) أمتار.وأوضحت الدراسة أن حوض صنعاء يضم العديد من التجمعات السكنية بجانب أكبر تجمع سكاني يقع ضمن نطاق الحوض والذي يتمثل بأمانة العاصمة بالإضافة إلى العديد من التجمعات السكنية التي تتبع إداريا محافظة صنعاء. وبحسب التعداد العام للسكان والمساكن لعام 2004 م فان سكان حوض صنعاء بلغ عددهم 2,027,501نسمة غالبيتهم هم سكان أمانة العاصمة والذين` يبلغ عددهم حوالي 1,747,627 نسمة وبما نسبته%86,2 من الإجمالي العام لسكان حوض صنعاء , بالإضافة إلى حوالي 279,874 نسمة هم السكان الذين يقطنون مديريات الحوض بما نسبته 13,8 % من إجمالي سكان الحوض . أما فيما يخص النمو السكاني في حوض صنعاء فهو يختلف بشكل كبير بين سكان الأمانة وسكان بقية المديريات التابعة للحوض. والمعدل العام للنمو السكاني لجميع سكان الحوض يبلغ 5 % سنويا وهذا الرقم المرتفع له انعكاساته على الوضع المائي في الحوض. وطبقا لبيانات ونتائج الدراسة اليابانية فان عدد سكان الحوض قدر بـ 2344740 نسمة عام 2010 م وبمعدل نمو متوسط قدر 4.58 % وسيصل إلى3443519 نسمة عام 2020 م بمعدل نمو متوسط قدر 3.3 م%..ولفتت الدراسة إلى أن النمو السكاني المرتفع لسكان أمانة العاصمة يرجع إلى العديد من العوامل التي ساهمت في رفع معدل النمو السكاني إلى أن وصل إلى 5,63 % ومن أهم هذه العوامل هي الهجرة الداخلية من جميع محافظات الجمهورية صوب أمانة العاصمة بحثا عن فرص عمل بالإضافة إلى توفر الخدمات في أمانة العاصمة وتركز مؤسسات الدولة في هذه المدينة مما يجعلها منطقة جذب سكاني من الدرجة الأولى مقارنة ببقية المحافظات.إن النمو السكاني بحوض صنعاء بشكل عام ومدينة صنعاء بشكل خاص يعتبر من أهم العوامل التي عملت على تنامي مشكلة الموارد المائية في الحوض.