ركزت أبرز الصحف الأميركية على الشأن السوري في ظل تراجع نفوذ الجيش السوري الحر أمام جماعات إسلامية تنتمي لتنظيم القاعدة، وما يجب فعله من طرف المعارضة والولايات المتحدة، وقدمت إحدى الصحف ما تقول إنها دروس مستقاة من الحالة العراقية. وكان للشأن التونسي نصيب في مساحات الصحف الأميركية.فتحت عنوان «هل يستطيع الجيش السوري الحر أن يحسن من أدائه؟»، يستخلص الكاتب ديفد إغناشيوس في صحيفة واشنطن بوست أن أمام رئيس الجيش الحر سليم إدريس خيارين، إما أن يعيد النظر في إستراتيجيته بعد نمو نفوذ الجماعات المنتمية لتنظيم القاعدة في سوريا، أو أن يتخلى عن القتال.وينقل الكاتب عن مسؤول في الجيش الحر قوله إن «السبيل الوحيد لمنع سوريا من التحول إلى وزيرستان جديدة هو أن تدخل الولايات المتحدة في اللعبة وتعمل على رص صفوف الثوار».ويشير الكاتب إلى خطة أطلعه عليها المسؤول في الجيش الحر تتحدث عن انتقادات لأداء الجيش الحر وإخفاقاته، وعن النقص في الذخيرة وسوء التنقل وضعف الأمن الحدودي، وعدم التنسيق في التمويل، فضلا عن توصيات لتحسين أدائه.ومن توصيات الخطة تشكيل «هيئة لوجستية» تشمل الفصائل الإسلامية «المعتدلين» وتستثني الجماعات المنتمية للقاعدة، وكذلك تشكيل مركز قيادة مشترك للتوزيع في شمالي البلاد يوفر الاحتياجات وينسق إيصال الإمدادات والمعدات إلى الميدان.وفي هذا الصدد، قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور إن تراجع قوات المقاتلين «المعتديلن» في شمالي سوريا يرغم الولايات المتحدة على بحث توسيع نطاق دعمها لجماعات إسلامية كانت محل رفض لدى واشنطن.وتشير الصحيفة إلى أن الإسلاميين تمكنوا بدون أي مساعدة أميركية أن يتفوقوا على الجيش السوري الحر في التنظيم والسيطرة على الأراضي والاحتفاظ بالقوة.أما مجلة فورين بوليسي فقد حاولت أن تعقد مقارنة بين الحالتين السورية والعراقية في ما يتعلق بالأسلحة الكيميائية, وأن تطرح ما وصفته بالدروس المستخلصة من الحالة الثانية.فأول هذه الدروس -والكلام للمجلة- هو أن الردع قد لا يكون مجديا في التعاطي مع الحكومات «المستبدة»، مشيرة إلى أن تفكيك الأسلحة -إذا كان ممكنا- يبقى هو الوسيلة الأفضل من محاولة الردع.والدرس الثاني هو أن الرئيس بشار الأسد قد يعتقد -شأنه في ذلك شأن نظيره العراقي الراحل صدام حسين- أن ترسانته الكيميائية والبيولويجية تمثل أسلحة ردع إستراتيجية فيحتفظ بمخزون منها، رغم أن دمشق تحاول كسب تأييد المجتمع الدولي عبر تعاونها مع خطة الأمم المتحدة لتفكيك سلاحه.وترى فورين بوليسي أن الدرس الثالث يتمثل في ضرورة أن تتسم الولايات المتحدة بالوضوح في هدفها، ولا سيما أن ثمة خيطا بين الرغبات الأميركية بتفكيك كافة الأسلحة الكيميائية السورية وتغيير النظام.وقالت إذا كانت الرغبة الحقيقية هي تفكيك الأسلحة، فيتعين على واشنطن أن تقدم ضمانات أمنية أو على الأقل أن تشير إلى أن التفكيك الكامل للأسلحة سيجلب مكافآت للحكومة.أما الدرس الأخير -من وجهة نظر المجلة- فيتمثل في أنه إذا ما حدثت أي انتكاسة في عملية التفكيك، فيتعين على الإدارة الأميركية أن تستخدم الإجراءات الأممية في التفتيش أولا وأن تكون حذرة في عدم إصدار أي تهديد لا تعتزم تنفيذه.
هل تتحول سوريا إلى وزيرستان جديدة؟
أخبار متعلقة