زكي الذبحاني:أن تكون خاملاً تهدر معظم وقتك في تصفح الهاتف المحمول ومواقع التواصل الاجتماعي ومشاهدة التلفاز، فتوقع ما هو أسوأ في حياتك المقبلة..خالد، صديق عزيز، مثال الرجل مثابرٍ، بدأ صفحة جديدة مفعمة بالنشاط - بهمة وعزيمة- حتى انتصر لصحته بعدما أوشكت على الاضمحلال. أفاق من غفلته، خاف على أطفاله، زوجته ووالدته إذا ما رحل عن الدنيا بسبب أسلوب حياة غير صحي يشوبه ضعف النشاط؛ أوصله إلى زيادة الوزن والسمنة، لدرجة أنه ظل سنوات طويلة لا يقوى على المشي المتواصل ولو لربع ساعة. وفجأة، تبدلت حياته بعدما استمع لنصيحة الطبيب، بمجرد أن قال له: قلبك في خطر، فالكرش والدهون المكدسة في بطنك ترهق تنفسك وقلبك.. توقع الأسوأ إذا لم تنقص وزنك بالرياضة والنشاط البدني والغذاء الصحي، وأنت حر في الاختيار!كان هذا قبل نحو عامين، ومن ساعتها كرس جهده لأجل صحته وثابر ليُعيد لجسده شبابه ونشاطه المغيب، مارس رياضة الركض وقيادة الدراجة الهوائية وبعض النشاط البدني بالمنزل وخارجه، وابتعد عن الأطعمة العالية في سعراتها الحرارية وعن المشروبات الغازية، وأقلع عن تعاطي القات والتدخين، وما عاد يهدر أغلب وقته في النوم وتصفح الإنترنت ومشاهدة التلفاز كما كان. صار رجلاً آخر، بوزنٍ ملائم، متداركاً صحته التي قد تنهار في أي لحظة، بعد أن ظل طوال سنوات مديدة يهدرها في كل لحظة، حتى صلاته التي أهملها في الماضي؛ صار مداوماً على فرائضها بالمسجد.ها هو اليوم يعيش بسعادة، سالماً في كنف أسرته، ناجحاً ومميزاً في عمله.إنه لأمر خطير ذلك الهوس المفرط بالتكنولوجيا ومقتنياتها المتطورة؛ عندما يسرق الوقت ويجرد الشباب من أبسط ممارسات النشاط البدني كالمشي يومياً لمدة ساعة كاملة على الأقل، ليرسي نمط عيشٍ تافهٍ يبدد قيم حب العمل المغمور بالنشاط بين المراهقين والشباب، ولا يبعث على الحماسة لممارسة رياضة مفيدة.تصنف منظمة الصحة العالمية الخمول البدني في المرتبة الرابعة من حيث عوامل الخطورة الرئيسة للوفيات، مُسجلاً 6%من حالات الوفاة حول العالم.كما رَجَحت بأنه سبب أساسي لحدوث نحو 21 %إلى 25 %من حالات سرطاني القولون والثدي، و27 %من حالات السكري، وقرابة 30 %من عبء مرض القلب الإقفاري.واعتبرت المنظمة أن من الضروري تحسين مستويات النشاط البدني لدى الشباب لأجل ضمان صحتهم مستقبلاً، مؤكدةً بأن البالغين إذا مارسوا نشاطاً بدنياً كافياً وبانتظام يُمكنهم تجنب خطر الإصابة بتلك الأمراض ومخاطر فرط ضغط الدم، مرض القلب التاجي، السكتة الدماغية والاكتئاب، بمعية تحسين صحة العظام والصحة الوظيفية لأعضاء الجسم، والإسهام المفيد في إنفاق الطاقة الكامنة فيه وبلوغ توازنها والتحكّم بالوزن. قد يفهم البعض أن النشاط البدني يعني بذل مجهود شاق أو عنيف، وهذا ليس صحيحاً، وإنما يُجسد الأنشطة اليومية ذات المجهود المعتدل كحمل الأشياء المعتدلة الوزن والأعمال المنزلية بوتيرة لا تقل عن60 دقيقة يومياً، وهو ما يوصي به الأطباء ليحافظ الشباب على ألقهم الصحي. ويندرج ضمنها- أيضاً- ممارسة الرياضة المتاحة مثل كرة القدم، السباحة، الركض المعتدل وقيادة الدراجة الهوائية، وكذلك الفلاحة أو البستنة، صيد الأسماك وتربية المواشي..الخ. هكذا هي الحياة لا تزدهر معها الصحة إلا بنشاط بدني يومي؛ تزداد ذروته في مرحلة الشباب بما لا يقل عن ساعة كاملة كل يوم، وقاية للصحة من علل وأمراض العصر؟ وإلا فما قيمة عيش يُعكِّره الخمول؟ وأي شباب نفاخر به وهو لا يتسلح بالعزيمة والمثابرة بجدٍ ونشاط بدني كما فعل خالد؟!
ساعـــة نشاط تحـــمي حيـــاتك
أخبار متعلقة