في لقاء إعلامي مفتوح مع ممثلي الأغذية العالمية والإيفاد والفاو في اليمن
صنعاء/ بشير الحزمي:عقد مطلع هذا الاسبوع بالعاصمة صنعاء لقاء اعلامي تشاوري مفتوح مع عدد من منظمات الأمم المتحدة المعنية بالأمن الغذائي وهي برنامج الاغذية العالمي ومنظمة الفاو والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (الايفاد) .وخلال اللقاء أستعرض الممثل المقيم والمدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في اليمن بيشو براجولي جهود ومساعي البرنامج لمواجهة سوء التغذية في اليمن وتقديم المساعدات الغذائية للفئات المختلفة في المجتمع اليمني . وقال أن اكثر من 10 مليون شخص يمني 43 % من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي ، وأن 4,5 مليون شخص حالياً يعانون من انعدام الأمن الغذائي بشكل حاد. موضحاً أن حالة انعدام الأمن الغذائي في اليمن ما تزال منتشرة في المناطق الريفية وبنسبة 49 % أكثر مما هو الحال في المناطق الحضرية التي تصل فيها النسبة إلى 36 %.وقال بيشو أن الأسباب الرئيسية لارتفاع مستوى انعدام الأمن الغذائي في اليمن تشمل الفقر المدقع ومعدل البطالة العالية وعدم الاستقرار السياسي والصراعات وانعدام الأمن.وأشار إلى أن وضع الأمن الغذائي قد تحسن في عدت محافظات وتدهور في محافظات اخرى ، وأن محافظة ابين هي الأسوأ من بين المحافظات اليمنية.ولفت بيشو إلى أن أكثر من ربع الأسر اليمنية تستمر في شراء احتياجاتها الغذائية عن طريق الاقتراض والتي تزيد في محافظات وتتناقص في محافظات اخرى. موضحاً أن البرنامج يعد لتنفيذ مجموعة من الانشطة خلال الفترة القادمة والتي تحتاج الى تمويل بمبلغ 260 مليون دولار أمريكي وهي شبكة أمان الطوارئ والذي سيستفيد منه نحو 3,8 مليون شخص ، ومشروع المساعدات الغذائية المقدمة للنازحين والعائدين والذي يستهدف نحو 600 ألف شخص ، ومشروع الدعم الغذائي لـ 200 الف طفل دون سن الخامسة من العمر و325 الف طفل دون سن الثانية و 157 الف امرأة حامل وأمهات مرضعات ، بالإضافة الي مشروع المساعدات الغذائية المقدمة للاجئين والذي يستهدف 70 الف شخص ، وايضا مشروع المساعدات الغذائية للفتيات الملتحقات بالتعليم والذي يستهدف 35 الف فتاة .وقال أن البرنامج وبالشراكة مع العديد من منظمات الامم المتحدة والحكومة اليمنية يعمل على مواجهة مشكلة انعدام الأمن الغذائي في اليمن. موضحاً أن البرنامج ومن خلال الجهود المبذولة يسعى الى انقاذ حياة الناس وحماية ارزاقهم وتحسين التغذية والأمن الغذائي للسكان الضعفاء وتعزيز وتقوية دخلهم وزيادة فرص التوظيف للفقراء ، كما سيعمل على تحسين الادارة والمصادر الطبيعية ، وتعزيز قدرات الحكومة للتخفيف والتقليل من الفقر وتقوية العملية الديموقراطية وحقوق الانسان.وأكد اهتمام البرنامج بتحسين الوضع الغذائي للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وتحفيزهم على الالتحاق بالتعليم . لافتاً الى أن انشطة البرنامج للفترة القادمة ما تزال قيد الدراسة والنقاش مع الحكومة اليمنية وستكون مع منتصف العام القادم محل تنفيذ على الواقع .منوها بما قام به البرنامج من دراسة ميدانية للواقع اليمني شملت مختلف محافظات الجمهورية من خلال 400 جامع بيانات من الميدان.من جانبه أوضح مساعد الممثل المقيم لمنظمة الفاو في اليمن لشئون البرامج الدكتور محمد نعمان سلام أن هناك اربع ركائز للأمن الغذائي وهي وفرة الغذاء والوصول اليه والاستخدام والاستقرار.وقال إن الاحتياجات الانسانية الاكثر الحاحا هي الناس الذين يعانون من انعدام الامن الغذائي الشديد بمن فيهم النازحون داخليا والنساء والاطفال الذين هم عرضة بوجه خاص لهذه الصدمات . معتبراً أن القطاع الزراعي يظل أحد القطاعات الواعدة لقدرته على النمو وخلق فرص العمل والتجارة الخارجية.لافتا الى أن الزراعة تواجه تحديات كثيرة أهمها عدم وجود مدخلات ذات جودة ، ادارة مياه غير فعالة ، مدرجات متدهورة، تغير المناخ ، وعدم كفاية الاستثمار والخدمات الزراعية.وأوضح أن الأهداف الاستراتيجية لمنظمة الاغذية والزراعية للأمم المتحدة الفاو تتمثل في القضاء على الجوع وانعدام الامن الغذائي وسوء التغذية ، زيادة وتحسين وتوفير السلع والخدمات من قطاعات الزراعة والغابات ومصايد الاسماك على نحو مستدام ، الحد من الفقر الريفي ، تمكين أكثر شمولا وكفاءة للنظم الزراعية والاغذية على المستويات المحلية والوطنية والدولية ، زيادة قدرة مواجهة سبل المعيشة للتهديدات والازمات.وأشار سلام إلى أن اولويات الفاو تتمثل في تطوير السياسات والتخطيط الاستراتيجي وتعزيز نظم المعلومات الزراعية ، تحسين كفاءة قطاع الاغذية الزراعية وزيادة الانتاج الزراعي وصيد الاسماك والانتاجية والسلامة الغذائية والأمن الغذائي والتغذوي، وكذا تحسين الادارة المستدامة والاستخدام الفعال للموارد الزراعية والبحرية الطبيعية وتنميتها والحفاظ عليها، تعزيز القيمة المضافة،التصنيع الزراعي والتسويق والتجارة وتعزيز دور القطاع الخاص في هذا المجال ، بالإضافة إلى تقوية سبل العيش المستدام وتعزيز الامن الغذائي والتغذية للمجتمعات الزراعية ومجتمعات الصيد والمجتمعات الريفية الاكثر تضررا والحد من مخاطر الكوارث وتحسين إدارة الطوارئ.وقال أن لدى الفاو العديد من المشاريع والمبادرات ذات العلاقة بالأمن الغذائي ، وأن حجم التمويل للمشروعات قيد وبداية التنفيذ أكثر من 58 الف دولار.وأضاف أن الفاو تعمل على بناء القدرات في المجالات ذات الصلة بالأمن الغذائي لعدد كبير من الكوادر العاملة في القطاع الحكومي والخاص ومنظمات المجتمع المدني ، كما تعمل على تقوية الشراكة مع مختلف المنظمات المحلية والدولية ونشر الوعى حول مفاهيم الأمن الغذائي وأسس تحليل ومراقبة حالة انعدام الامن الغذائي.وقال أن هناك مؤشرات ايجابية لعمل الفاو في معالجة اسباب انعدام الأمن الغذائي الذي يعاني منه اليمن تحقيقا لهدف زيادة قدرة مواجهة سبل المعيشة للتهديدات والازمات.من جهتها استعرضت ممثلة الايفاد في اليمن الدكتورة فتحية بهران تجربة الصندوق الدولي للتنمية الزراعية في تعزيز الأمن الغذائي في اليمن .وقالت أن الصندوق الدولي للتنمية الزراعية وهو وكالة متخصصة من وكالات الامم المتحدة قد انشئت عام 1978م وهو المؤسسة الوحيدة المعنية بالحد من الفقر الريفي في العالم وبخاصة في البلدان النامية. موضحة أن المهمة الاساسية للصندوق هي التخفيف من الفقر الريفي وتحسين مستوى الأمن الغذائي والتغذية .وأشارت بهران إلى أن الايفاد في اليمن يعمل منذ عام 1979م وقد مول 22 برنامجا ومشروعا بموازنة اجمالية بلغت 727 مليون دولار منها 232,9 مليون دولار من الايفاد والباقي من مانحين آخرين.ولفتت بهران الى ان المستفيدين من مشاريع وبرامج الايفاد 600 الف اسرة (4,6 مليون فرد).وقالت أن الاهداف الاستراتيجية للتعاون بين الحكومة اليمنية والايفاد تتمثل في تمكين المجتمعات الريفية ، تشجيع الخدمات المالية الريفية المستدامة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة لصالح فقراء الريف ، تعزيز الامن الغذائي للأسر الريفية الفقيرة ، المشاركة الشعبية وتحقيق توازن النوع الاجتماعي والاستدامة البيئية.وأوضحت أن المشاريع القائمة حالياً هي 6 مشاريع بكلفة 200 مليون دولار منها 76 مليون دولار مساهمة من الايفاد والباقي من عدة مانحين ويستفيد منها أكثر من مليون فرد من الفقراء الريفيين ويتوقع وصول المستفيدين خلال السنوات الخمس القادمة إلى 1,5 مليون شخص .