ضمن أسوأ موجة للعنف خلال خمس سنوات..
بغداد / متابعات :قال مسؤولون عراقيون إن 22 شخصا قتلوا في هجوم على دورية للجيش في محافظة نينوى شمالي العراق، إضافة إلى ثلاثة مدنيين. وقال ضابط شرطة وُجد في منطقة الهجوم إن أربعة مدنيين على الأقل أصيبوا بجراح.وقد أكد مصدر طبي الأرقام التي أفصح عنها المسؤولون الحكوميون، إلا أن المصدر رفض الكشف عن هويته لوجود تعليمات بعدم التحدث عن أعداد المصابين.يذكر أن نينوى، وعاصمتها الموصل، تعتبر من المناطق الساخنة في موجة العنف التي يشهدها العراق منذ بداية أبريل الماضي، والتي ذهب ضحيتها حوالي ألفي عراقي لغاية الآن، وتعتبر أسوأ موجة للعنف بالبلاد منذ خمس سنوات.وأوضح ضابط الشرطة أن مهاجما انتحاريا تربص بدورية عسكرية وفجر سيارته المفخخة لدى مرورها بالقرب منه.من جهة أخرى، قالت مصادر في الشرطة العراقية في الموصل إن أربعة من رجال الشرطة قتلوا في هجوم منفصل شهدته المدينة أيضا.وتأتي هذه الحوادث بعد يوم من تعرض سجنين رئيسيين شمال وغرب العاصمة بغداد لهجوم من قبل مسلحين، في وقت دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الشعب لانتفاضة ضد حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، وذلك على خلفية تفاقم أعمال العنف في البلاد وسقوط مئات القتلى منذ مطلع الشهر الجاري.وأضافت تلك المصادر أن الهجومين استهدفا سجن أبو غريب غرب العاصمة بغداد، وسجن التاجي إلى الشمال منها.وقصف المهاجمون سجن أبو غريب بالقذائف الصاروخية، وأعقب ذلك اشتباكات عنيفة، مما أدى إلى استدعاء سلطات السجن طائرات مقاتلة للتدخل وتقديم الغطاء الجوي لها.وأفادت مصادر من داخل السجن بأن ثلاثة سجناء قتلوا وجرح 15 آخرون جراء سقوط قذائف هاون.كما هاجمت مجموعة مسلحة أخرى سجن التاجي شمال بغداد، ولم يعرف ما إذا كان المسلحون تمكنوا من إخراج سجناء من أي من السجنين.وفي حين أعلنت وزارة الداخلية العراقية إحباطها الهجومين، ذكرت مواقع إخبارية عراقية أن «آلاف» السجناء تمكنوا من الفرار خلالهما.وجاء هذان الهجومان بعد مرور عام على إعلان أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم «دولة العراق الإسلامية»، الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، عن عملية «هدم الأسوار» وهدفها إخراج المعتقلين بالسجون.وقد أصدرت وزارة الداخلية العراقية بيانات تؤكد إحباط الهجومين وإفشالهما.وضمن التداعيات السياسية المستمرة لتنامي أعمال العنف في مناطق متفرقة من البلاد خاصة في العاصمة بغداد، دعا مقتدى الصدر إلى انتفاضة على الحكومة برئاسة رئيس الوزراء نوري المالكي.وحذر مقتدى الصدر مما وصفه بالصمت المطبق الذي يمارسه البعض تجاه التداعيات الأمنية التي يشهدها العراق مؤخرا. وقال إنه لم يعد يطيق الوقوف ساكتا إزاء ما يجري، وإنه لن يعطي الحكومة أي فرصة أخرى.بدورها لم تبد الحكومة العراقية أي رد فعل رغم العدد الهائل لضحايا التفجيرات الأخيرة، ويتجاهل المسؤولون العراقيون الهجمات التي تقع في العراق بشكل مستمر كما تتجاهلها أيضا وسائل الإعلام الرسمية أو تحاول التقليل من أهميتها.وتزامنا مع دعوة الصدر، أصدر رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي بيانا جاء فيه «ندين ونستنكر التفجيرات الإجرامية الآثمة التي استهدفت أهلنا في بغداد ومحافظات عدة والتي تأتي ضمن حملة الاستهدافات الإجرامية البشعة الرامية إلى بث الفرقة وإثارة النعرة الطائفية بين أبناء الشعب الواحد».كما دعا النجيفي الأجهزة الأمنية إلى عدم الاستسلام لمن وصفهم بالإرهابيين والعمل على اتخاذ إجراءات أكثر فاعلية لحماية الأبرياء.وطبقا لمنظمة «بودي كاونت» المهتمة بعدد ضحايا النزاعات والحروب، فإن عدد القتلى في العراق جراء العنف لهذا الشهر فقط بلغ 600 شخص.تجدر الإشارة إلى أن معدل القتلى الشهري في العراق بلغ ذروته أثناء المواجهات الطائفية التي سادت البلاد عام 2006 و2007 حيث تعدى معدل القتلى الشهري الثلاثة آلاف ضحية.