قراءة: دينا نبيل (عيون المها)يقولون إن اسمي مها، سمعتهم ينادونني مها، فقدت ذاكرتي، اعتصرت جبيني، من أنا؟؟؟ولم أنا هنا، على أريكة منسية؟قلبت الهوية بين أصابعي، البيانات بها كاذبة، ثمة انتحال لشخصيتي، لوثة أصابتني بمس .ذرعت المكان ألف مرة ، أبحث عني.هاك صندوق الصور، بعثرته، لا شيء يشبهني بها، لم أجدني.أمزقها تباعا، المزق تتناسل أمام خاطري ملامح تزداد اغترابا، وابتعادا، تعربد في داخلي بلا رحمة.من هذه التي تقف أمام عدسة التصوير؟؟ تطلق ببلاهة ضحكة مزيفة، تواري خلفها الدموع ؟؟قلبها مبرمج النبض، وغناؤها جنائزي اللحن، ورقصها فوق الجراح!! العينان فيها تنظران لحدود ضوء اللقطة لا أبعد من ذلك؟ أين عيون المها؟؟ أين البؤبؤ المحلق الذي يركب ألف موج؟؟إنه منطفئ، والشعر خامد الأنفاس، في ليل بارد العتمة، وغصن البان يتعكز على أعمدة من دخان الوقت..لم أر إلا أطياف ألوان، في سيرك استعراضي، يصفقون له بدهشة، لروعة إتقانه.كان اسمي مها، هذا ما أذكره، أملأ الدنيا صخبا، وحيوية، كنت الأجمل، أين أنا؟؟؟رميت الصندوق جانبا، بعد أن حطمت غطاءه بيدي.مهلا ..وجدت هنا صورة تشبهني، صبية حلوة تتأبط كراساتها بثقة، رأسها مرفوع، عيناها الواسعتان تنغرسان في المدى بثبات، تمشي فاتحة يديها للسماء، تحت المطر، على رأسها قبعة صوفية زرقاء.شددتها إلى صدري، بكت طويلا: كنت أبحث عنك، لم ابتعدت، لم تجبني.من لطخ ملامحك بألوان خريفية؟؟ من جعل عينيك ترشحان سحائب مطر أسود ...؟؟؟ ....طال صمتك.حسنا سأستدعي خوافي ذاكرتي من رماد الأيام، لأعرف من كان سببا في قتل بريقك، ها أنا أعود إلى الوراء، أطوي بساط العمر ...أراك أمامي ترتجفين، تمدين يدك بانكسار لمعلمتك، تلقيت من مسطرتها ضربات موجعة، لذنب لم تقترفيه، لم يشفع لك صوتك المتقطع بشهقة البكاء، بدفع التهمة عنك، بأنك لست أنت من كسر قلم صديقتك.ورأيتك تنظرين إلى السماء بخوف، فقد حكت لك عمتك عن عذاب حريقها، وعن حيات القبر التي تلف الجسد المتهالك، بعد أن شربت الماء خلسة، في يوم قائظ من رمضان، وأنت برعم فتي شققه العطش.ألمح الآن قصاصات أوراق انتثرت أمام وجهك، من يد أبيك، لقصيدة حب عذري كنت قد كتبتها خلسة، فاستحالت إلى بينة، تستحقين الرجم عليها والقصاص، والحد.نعم ..أشاهدك الآن وأنت تنكمشين في زاوية السرير، حائرة ترتعدين، لما احمرت وردتك، وتقاطرت ندى على الملاءة البيضاء، خبأتها مرتجفة الأضلاع، تسألين أمك عنها بصوت مخنوق، فتخفيك خلفها وراء جدران من الثلج.و بدأت تاريخا جديدا، كأن دربك قد تحول إلى نفق مرعب، تخافين ألغامه كلما تحركت.ولما زفتك إلى فارسك، طلبت إليك أن تبدلي جلدك على عتبة داره، لتلبسي ظله، أما أهدتك إلى أمه جارية، أما قالتها لها تقربا وعلى مسمعك؟؟ أما أعادتك إلى بيتك ذات ليلة عاصفة بالثلج والدموع، وجسدك المتورم يئن من سطوة يده، أما أرجعتك بذل قائلة: بيتك هو قبرك، لن تغادريه إلا بعد الموت، وكيف نظر بشماتة مفضوحة إلى انهيار آخر خط لمناعتك!!!أنت تصغين الآن لي باهتمام، تتشبثين بيدي، ولكنك تصمتين..آه ...يبدو بأني بدأت أتذكر كل شيء:هناك أطياف من النساء كانت تطوف في عالمك، لها ملامح مستنسخة، من قطيع يتشابه في طقوس النوم، والحمل، والولادة، تقطع الزمن وفكرها مشغول بالموائد، والشموع الخافتة، تثرثر مع ارتشاف القهوة، عن فوارسها المتغطرسة، مستبكيات من هجرتها ووحدتها، وعدم جدوى وصفات السحر، والتجميل في إمالتهم لها.مهلا ...لا تخافي صغيرتي، أعرف أنه قد فتح باب غرفة النوم، أعرف نداء الضوء الأحمر الخافت لشهريار، لن أتركك الآن، سوف أتشاغل عنه، وأعد كوبا من الشاي لي ولك، نحتسيه معا على الشرفة، لقد اشتقت إليك، لن أغادرك، انتظريني..يده الخشنة امتدت إلي تسحبني، انتزعتها مذعورة من على كتفي، دعني لا أشتاق لنزفي الليلة.لكزني، هذا حقي يا مجنونة، ورشقني بأشواك لسانه، المزروع بالصبار، أصابني في مقتل، صرخت أدفعه عني كمسخ :الحرائر لا تستباح في مخادعها، لن ألبس بعد اليوم ثوب الغانية، التي تتضرج بألوانها حد الغثيان.يده القاسية تزداد ضراوة:ابتعد... لن أستجيب إلا بما يليق بكرامتي، نعم أنا مجنونة، انظر . ورحت أمزق أثواب نومي التي بللتها دموعي، بكلتا يدي، وأنا أضحك بهيستيريا.. انتقلت إليه لوثة جنوني، حطم ما طالته يده من أشياء، لم أكترث، لم أعد أسمعه، تلاشت أصواته حد السكون المطلق.وفتحت الباب، لبست جلدي من جديد.طفلتي الحلوة ما زالت تنتظرني، تبتسم بوداعة لي، عيناها تشعان ببريق عجيب، تضع القبعة الزرقاء على رأسها، تفتح يديها على اتساعهما لحبات المطر.ـ يا حلوتي: اصرخي، لا تمدي يدك لمسطرة المعلمة، شقي الفضاء قائلة ..لا ...أنا لم أفعل هذا ..لا أقبل الظلم.قولي لعمتك: أنا طيبة ، لم أؤذ أحدا، و رحمة الله واسعة، وسأهتدي لخالقي بقلبي، من غير وصاية.املئي أدراجك بقصائد الحب والوطن، وسأنشدها معك بثقة، على المنابر في الأيام القادمة، سيصفقون لنا طويلا، كما فعلوا يوما بباحة المدرسة.سنجمع كل النساء المتشابهات، المستبكيات، من ظلم أسيادهن، في قفص الحريم، ونبعدهن عن مجالستنا.قولي لطيف أمك، لن أبدل جلدي، ودمي، لن ألتفت لقزم في ثوب رجل لا يحترم الأمانة التي أوصلتني داره بميثاق غليظ.هزت رأسها تومئ بالموافقة، وتعانقنا، وتسامحنا، وتصالحنا، مزقنا معا الستائر الكالحة التي حجبت عنا ضوء الحياة.عدت إلى الصورة، أصيح... أصيح...ــ هذي أنا ...هذي أنا ..ــ إني ألمح فيها عيون المها ...ـــ أنا اسمي مها ...أنا اسمي مها..[c1] مقدمة :[/c]كثيراً ما طرح مصطلح (الأدب النسوي أو النسائي) كصدى لحركات التحرير النسائية التي اجتاحت أوربا منذ عدة قرون إلا أنها كانت واضحة الظهور في أواخر الستينات من القرن المنصرم، وكان ظهور هذا النوع من الأدب يشبه إلى حد كبير أدب الزنوج الذي نشأ نتيجة ما يعرف بحركة الزنوج ، أو أدب الطفل الذي نتج عن حركة رعاية الطفل ؛ فكذلك الأدب النسوي مثله كأي أدب نشأ عن حركة لها جذورها الاجتماعية والثقافية . إلا أن هناك من يعارض هذا المصطلح بشدة باعتبار أن (الأدب أدب، سواء أكان كاتبه رجلا أم امرأة. فإذا جاز لنا استعمال هذا المصطلح وجب علينا استعمال المصطلح المقابل له، وهو (الأدب الرجالي، أو: أدب الرجال)، ورغم التردد بين القبول والرفض إلا أن هذا المصطلح الحديث قد صار يطرح نفسه وبقوة، ويمكن النظر إليه على أنه الأدب الذي تنتجه المرأة وتمثل فيه قضايا بنات جنسها، فليس أقدر من المرأة على تجسيد مشاعرها ومعاناتها وأفراحها منها، إلا أن هناك الأدب الذي يتناول قضايا المرأة بقلم الرجال المدافعين عن حقوقها ضد تعنت المجتمع وأعرافه ،فيمكن النظر لهذا الأدب أيضا بالأدب النسوي رغم أن من أنتجه رجل.وقد كان نتيجة إلى ذلك ظهور ما يعرف أيضا بــ(النقد النسوي أو النسائي) (1)، والذي (يتحرك بصفة عامة على محورين الأول: دراسة صورة المرأة في الأدب الذي أنتجه الرجال ، والآخر: دراسة النصوص التي أنتجتها النساء ويلتقي المحوران في الواقع عند نقطة واحدة هي هوية المرأة أو ذاتها) ، فيركز هذا النقد على عدة سمات تعرف بالمرأة وما تكتبه من خلال كيفية اتصافه بالأنثوية (علاقة المرأة بالمرأة، علاقة الأم بالابنة، تجارب الحمل والوضع..) ، إرساء صيغة التجربة الأنثوية المتميزة (الذاتية الأنثوية) فكراً وشعوراً، وتقويماً وإدراكا للذات والعالم الخارجي ، وتحديد سمات لغة الأنثى ومعالمها، أو (الأسلوب الأنثوي) المتميز في الكلام المنطوق، والكلام المكتوب، وبنية الجملة، والعلاقات اللغوية والصور المجازية) ، ويعد هذا النوع من النقد حديثا نسبيا في مجتمعاتنا العربية إلا أنه صار يفرض نفسه على الساحة الآن طالما هناك أدب نسوي.وتعد قصة ( عيون المها ) للأديبة إيمان الدرع ، من القصص التي تنتمي إلى الأدب النسوي وبقوة، وذلك لأنها قد اعتمدت أسلوب السرد النسوي والذي تنضح زوايا النص بسماته، وهذا ما سيتم تناوله في هذا المقال .[c1] أسس وخصائص السرد النسوي:[/c]يعتمد السرد النسوي على عدة ركائز وخصائص تغلفه بطائع أنثوي، وهذه الركائز هي :( تقنيات السرد النسوي- أبجدية الجسد - اللغة والأسلوب )[c1] أولاً : تقنيات السرد النسوي: [/c]يمكن تلخيص فكرة تقنيات أو سمات السرد النسوي في تلك العبارة : ( الانحياز للصوت النسوي ، والقهر الذكوري للأنثى ، ومواجهة القهر الذكوري وأبجدية الجسد والسلطة الاجتماعية وكثافة الاسترجاع واعتماد الحلم والخرافة وشعرية السرد ومط السرد) ، ومنها تقسم هذه الجملة للخروج بسمات السرد النسوي الأساسية وهي :( التدميرية والبنائية - النسبية- عبور الأنا النسوية إلى الجماعية - حرية الحركة - الأنثى تستأثر بالسرد).[c1] 1 - التدميرية والبنائية:[/c]تدمير وتكوين ، تظهر هذه الثنائية في أغلب النصوص التي تتعرض لقضايا المرأة والمعتمدة على السرد النسوي، فمن خلال هذه التقنية يحدث التحكم في سير الأحداث وبناء الشخوص ؛ فتعمل هذه الثنائية على تحطيم الثنائية الكبرى التي قد أنشأها المجتمع : هيمنة الذكر وضعف الأنثى ، فيتم ( تدمير الواقع الثقافي القائم بكل أنساقه الظالمة للأنثى ، وإنشاء واقع جديد .. بقيم جديدة وعلاقات تعتمد التوازن والاعتدال ) ، فيتجه مسار السرد إلى تشويه الواقع الحالي التي قد أعلنت الثورة عليه حتى يظهر في شكل عبثي يرثى له ، ويراد التخلص منه !.وفي ( عيون المها ) تناولت الكاتبة هذه الثنائية في أكثر من موضع، حيث قامت في البداية بتدمير واقع البطلة (مها) والذي قد وصلت فيه البطلة إلى درجة كأشبه بالمريض العصابي الذي لا يعرف نفسه، وكأنما قد أصيب بانفصام في الشخصية(من أنا؟؟ .. قلبت الهوية بين أصابعي، البيانات بها كاذبة، ثمة انتحال لشخصيتي، لوثة أصابتني بمس.. من هذه التي تقف أمام عدسة التصوير؟؟تطلق ببلاهة ضحكة مزيفة، تواري خلفها الدموع ؟ .. قلبها مبرمج النبض، وغناؤها جنائزي اللحن، ورقصها فوق الجراح !! .. الشعر خامد الأنفاس، في ليل بارد العتمة، وغصن البان يتعكز على أعمدة من دخان الوقت)فهذه النفسية نفسية محطمة قد بدأت باستنكار واقعها الحالي قبل الشروع بالتدمير الأولي والذي يتمثل في تدمير الصندوق ، ذلك العنصر الدلالي - مفتاح التحول في هذا النص - يحوي جميع المتناقضات لشخصية البطلة من خلال صور فوتوغرافية لها في مراحل حياتها (هاك صندوق الصور، بعثرته، لا شيء يشبهني بها، لم أجدني .. أمزقها تباعاً، المزق تتناسل أمام خاطري ملامحاً تزداد اغتراباً، وابتعادا، تعربد في داخلي بلا رحمة .. رميت الصندوق جانبا، بعد أن حطمت غطاءه بيدي).ثم ما لبث السرد أن ولج في عرض أسباب هذا الدمار الحاضر والذي كان شديد الارتباط بتنشئة هذه البطلة في الماضي ، فيظهر صوت البطلة المتقطع الذي لا يستطيع التعبير عن ذاته : (لم يشفع لك صوتك المتقطع بشهقة البكاء، بدفع التهمة عنك .. قصاصات أوراق انتثرت أماموجهك، من يد أبيك، لقصيدة حب عذري كنت قد كتبتها خلسة .. في زاوية السرير، حائرة ترتعدين، لما احمرت وردتك، و تقاطرت ندى على الملاءة البيضاء .. ( ليأتي بعد ذلك مشهد الزوج القاسي الذي قتل ما تبقى منها) الحرائر لا تستباح في مخادعها، لن ألبس بعد اليوم ثوب الغانية، التي تتضرج بألوانها حد الغثيان.وبعد استقراء العقل الباطن لهذا الزخم من المشاهد، تبدأ مرحلة التدمير الحقيقية لهذا البناء (ورحت أمزق أثواب نومي التي بللتها دموعي، بكلتا يدي، وأنا أضحك بهيستيريا .. انتقلت إليه لوثة جنوني، حطم ما طالته يده من أشياء .. لم أعد أسمعه، تلاشت أصواته حد السكون المطلق). فتمزيق الأثواب التي كانت تقرن بينها وبين دورها في حياة زوجها راحت تمزقها وكأنها تدمر القوالب التي قد صيغت لها وصبت فيها صبا .ويأتي في النهاية التصالح مع النفس أولاً: (طفلتي الحلوة ما زالت تنتظرني، تبتسم بوداعة لي، عيناها تشعان ببريق عجيب ..).ليتم البناء النهائي بعد الدمار ليكون الشخصية التي كانت تحلم بها البطلة وتريدها أن ترسمها بنفسها : سنجمع كل النساء المتشابهات، المستبكيات..، ونبعدهن عن مجالستنا .. قولي لطيف أمك، لن أبدل جلدي، ودمي، لن ألتفت لقزم في ثوب رجل لا يحترم الأمانة التي أوصلتني داره بميثاق غليظ .. هزت رأسها تومئ بالموافقة، وتعانقنا، وتسامحنا، وتصالحنا، مزقنا معا الستائر الكالحة التي حجبت عنا ضوء الحياة. فهذه الشخصية في الأخير قد وهبت صوتاً يستطيع الصياح والكلام بعد أن مزق كل القيود التي كانت تحول دون تردده .[c1] 2 - النسبية:[/c]مما لا شك فيه أن للمجتمع تأثيرا كبيرا على المنتوج الأدبي، فــ ( لكل نص خصوصيته إذ النص يرتبط بالأعراف والعادات لبيئة معينة ) فبغض النظر عن انتماء الكاتبة للبيئة العربية، فبفصلها عن النص ، يمكن أيضا أن يتضح انتماء النص للبيئة الشرقية، فعند مصافحة المتلقي للعنوان (عيون المها) ذلك الاسم العربي الذي كثيرا ما تغنى به الشعراء، فتغزلوا في جمال عيني المها وشبهوا المحبوبة بها، لأن عيون المها واسعة شديدة الحلكة وهي سمة عربية أصيلة، كقول الشاعر علي بن الجهم في الشعر الغزلي:[c1] عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري [/c]ليس العنوان فحسب ، وإنما طيات النص تطرح فكرة( البطريركية) أو (حكم الأب) التي تمثل ( السيطرة الذكورية في المجتمعات الإنسانية بوصف تلك السيطرة مصدرا للكبت المفروض على الأنثى .. المجتمعات أبوية النظام لا يسمح للمرأة فيها أن تتجاوز موقعها الثانوي أو الدوني ) ، فمثلاً :( هناك أطياف من النساء كانت تطوف فيعالمك، لها ملامح مستنسخة، من قطيع يتشابه في طقوس النوم ، والحمل ،والولادة ، تقطع الزمن وفكرها مشغول بالموائد، والشموع الخافتة، تثرثر مع ارتشاف القهوة، عن فوارسها المتغطرسة، مستبكيات من هجرتها ووحدتها،وعدم جدوى وصفات السحر، والتجميل في إمالتهم لها) ، تصور الكاتبة هنا كيف استحالت هذه النوعية من النساء والتي تمثل شريحة عريضة من المجتمع الشرقي إلى ما يشبه القطعان المساقة والتي لا هم لها سوى تلك الأعمال البدائية ، فتثور هذه البطلة و ( تخوض معارك كثيرة مع الأسرة ومع المجتمع ومع نفسها وتعارض كثيرا من عادات وتقاليد بيئتها .. ولذلك تسبح عكس التيار وتطير خارج السرب، مما يعرضها لرفض المجتمع لها ). وهذا يفتح المجال أمام تساؤل المتلقي، لتترك الكاتبة المتلقي يتوصل بنفسه إلى الإجابة .. أي نوع من الحياة الحقيقية بإمكان المرأة أن تحياها في كنف زوجها ؟ .. فهذا النوع من الحياة لم تتطرق إليه معالجة القصة، ليدرك بنفسه أنها حتما ليست التي في النص، ويبقى سؤال أهم .. هل الحل في ترك البطلة للمنزل ؟، فكأنها انتقلت من نار إلى نار أخرى، ستكون بدورها المرأة المطلقة أو الناشز، والتي لن ترحم من سياط المجتمع الخارجي .. ليعود النص لنقطة البداية وهي الأيديولوجيا مسيطرة على المجتمع.
|
ثقافة
قراءة قصصية: السرد النسوي في (عيون المها) للأديبة إيمان الدرع 2-1
أخبار متعلقة