إعداد/ د. محمد الدبعي دوالي الأوردة على اختلاف نوع ودرجة الإصابة وشيوعها واسع في المجتمع، ولكن بمجرد ظهورها لدى البعض- بداية - يغضون الطرف عنها - لا مبالين - ثم بمرور الوقت يُفيقون من غفلتهم على وضعٍ مزرٍ ينغص العيش وقد ساءت أحوالهم وأنهكتهم الآلام والأوجاع وما عاد لهم صبر على الاحتمال. سنستعرض في السياق التالي تفاصيل حول هذه المشكلة الشائع الظهور عند النساء بشكلٍ يفوق الرجال جراء الحمل مستعرضين أسبابها ومسبباتها وعوارضها ومضاعفاتها، مقروناً بنصائح وإرشادات كثيرة تعود بالفائدة والنفع على المصابين بهذا المرض.المشكلة وأقسامهايقصد بدوالي الأوردة - عموماً - بأنه توسع وتمدد لجدران الأوردة الدموية السطحية، ويمكن حدوثه في أي موضع بالجسم. فهناك دوالي (- جدار البطن- المهبل- الخصية- الساقين..إلخ)، وتنقسم إلى: 1 - دوالي الشعيرات العنكبوتية: تكون فيه الشعيرات الدموية رفيعة متشعبة كأرجل العنكبوت داخل الجلد.2- الدوالي الحقيقية: تكون فيه الأوردة متسعة كحبال ممتدة ومتجعدة تحت الجلد، زرقاء اللون أو بلون الجلد، وتنقسم بدورها من حيث نشأتها إلى:أ- دوالي أولية: لا يصاحبها أي مرض آخر، وتنشأ نتيجة تلف وضعف الصمامات الموجودة بداخل الأوردة الدموية التي تسمح بمرور الدم في اتجاه واحد إلى الأعلى باتجاه القلب، مانعة ًارتجاعه إلى الأسفل. حيث أن تلفها يؤدي إلى ارتجاع الدم إلى الأسفل وتراكمه فوق الصمام الواقع أسفل منها وارتفاع الضغط في المنطقة الواقعة بينهما، مسبباً تمدد وتوسع وانتفاخ جدارها وبروزه تحت الجلد. كما يؤدي لاحقاً إلى تلف الصمام التالي.ب-دوالي ثانوية: تنشأ بسبب انسداد الأوردة الدموية العميقة نتيجة جلطة بداخلها أو ضغط الأورام عليها من الخارج، ويفتحها الجسم كطرقٍ بديلة لمرور الدم باتجاه القلب.دوالي الساقينيُعد دوالي الساقين أكثر أنواع دوالي الأوردة انتشاراً، إذ تبلغ نسبتها في الرجال (15 %)، وفي النساء (25 %) ويعتبرن الأكثر تأثراً من تبعاتها لما تمثله من مساسٍ وتأثيرٍ سلبي على الحالة الجمالية لدى تسببها بتشوهٍ في الساق في أحيانٍ كثيرة فضلاً عن أنها تسبب العديد من الأعراض والمضاعفات.في حين ثمة عوامل متعددة تساعد على حدوث الدوالي، تتضمن:- الاستعداد الوراثي.- الحمل المتكرر.- الولادات المتكررة. - زيادة الوزن.- المهن التي يتطلب أداؤها الوقوف أو الجلوس لفتراتٍ طويلة- التقدم في السن.- ارتداء الملابس الضيقة لاسيما عند البطن كالمشد (الكورسيه).هذا إلى جانب النوع، فنجد أن نسبة الإصابة بالدوالي هي الأعلى عند النساء مقارنةً بالرجال.وتبدأ دوالي الساقين بالظهور من خلال بعض الأعراض البسيطة التي تتضمن الشعور بألم خفيف أو وخز أو ضيق، وثقل وسخونة بالساقين عند الوقوف أو الجلوس لفتراتٍ طويلة، وأيضاً حكة في منطقة الوريد المتسع، وتورم الكاحلين وتغير لون الجزء الداخلي منه وخاصةً مع نهاية اليوم، وحدوث تقلصات بعضلات السمانة (العضلة الخلفية للساق) خاصةً أثناء النوم ليلاً. إضافةً إلى ظهور(أكزيما جلدية) قد تؤدي لاحقاً إلى حدوث تقرحات وريدية مزمنة، ثم مع مرور الوقت تتفاقم الأعراض وتتزايد شدة الألم عند الوقوف فتصبح الحكة مستمرة ويمتد التورم إلى القدمين ؛ إلى جانب حدوث انفجار للأوعية الدموية، مسبباً ترسب الصبغات وتلوث الجلد.التدخل العلاجي تسبب الدوالي مضاعفات تؤدي إلى ظهور أعراض جديدة. فعند حدوث التهاب تخثري في الوريد أو جلطة سطحية، فإنه يحمر ويتورم ويصبح صلباً شديد الألم ؛ وعند حدوث جلطة في الأوردة العميقة تتورم السمانة (العضلة الخلفية للساق)، وكذا الفخذ. وبالنسبة لتشخيص الدوالي- عموماً - فإنه يتم من قبل اختصاصي أو استشاري جراحة الأوعية الدموية أو الجراحة العامة، من خلال تبين الأعراض وطبيعتها وبداية ظهورها والعوامل التي تزيد من وطأتها أو التي تخفف منها والتاريخ المرضي والشخصي والعائلي . بالإضافة إلى الفحص السريري الذي يتضمن فحص منطقة البطن والحوض ومنبت الفخذين والطرفين السفليين، وكذلك الفحص بالموجات فوق الصوتية و(التلفزيون).ولعلاج المراحل المتقدمة وكذلك في حال عدم الاستجابة لوسائل العلاج التحفظية يتم اللجوء إلى وسائل أخرى للعلاج التي تتضمن:1 - العلاج التصلبي: ويتم فيه حقن الأوردة المصابة بمادة كيميائية تعمل على التآمه وإغلاقه، ويأتي استخدامه لعلاج الشعيرات الدموية العنكوبتية أو الدوالي من الدرجة الأولى.2 - طريقة(الشيفا): التي يتم فيها ربط أماكن التدفق الخاطئ وذلك تحت التخدير الموضعي بعد تحديدها بالموجات الصوتية.3 - العلاج بالليزر: ويستخدم لعلاج الدوالي المتوسطة والمتقدمة التي لا توجد بها تعرجات كبيرة.4 - نزع أو تجريد الوريد جراحياً: من خلال استئصال الفرع الرئيسي والأفرع المريضة في الوقت نفسه. إجراءات وقائيةلا يمكن منع حدوث الدوالي تماماً، إلا أن بالإمكان تقليص حدوثها بالحد من أعراضها أو التخفيف من حدوثها ومنع تفاقمها، وكذا علاج الحالات البسيطة منها عبر منع تراكم الدم في الأطراف السفلية من خلال الإجراءات التشخيصية والوسائل التحفظية التي تشمل:- ممارسة التمارين الرياضية غير المنهكة للحوامل التي تعمل على تحسين وظيفة المضخة العضلية- أي تحسين ضغط العضلات على جدران الأوردة- لتعمل على صعود الدم إلى الأعلى باتجاه القلب ومنع تراكمه في الساقين.- رفع الساقين أعلى من مستوى القلب خلال اليوم بعد فترات الوقوف الطويل من خلال رفعها على وسائد أو على الحائط.- مد القدمين وتحريكهما أثناء الجلوس، وإبدال الوقوف بالمشي.- ارتداء الجوارب الطبية الواقية للقدمين والتي يجب أن يحدد مقاسها ونوعها ومقدار ضغطها الطبيب المختص حتى لا تؤدي إلى نتائج عكسية.- تجنب تناول الدهون والسكريات لمنع زيادة الوزن.- تجنب الحمامات الساخنة أو استخدام ماء بارد عند نهاية الحمامات الدافئة.- عدم ارتداء الملابس الضيقة على الفخذين والساقين والبطن (المشد أو الكورسيه)، وكذا الأحذية ذات الكعب العالي.- استخدام الكريمات المرطبة للجلد.أضف إلى ذلك تلافي الجلوس والقدمان متقاطعتان أو الوقوف لفتراتٍ طويلة.
دوالي الأوردة ..من مشاكل الصحة المرتبطة بالحمل والولادة
أخبار متعلقة