أمين عام مؤتمر الحوار في مؤتمر صحفي :
صنعاء/ سبأ :قال أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الشامل الدكتور أحمد عوض بن مبارك، إن اليمنيين كانوا على موعد في الـ 18 من مارس الجاري مع حدث وطني وتاريخي مهم لطالما انتظروه جميعا ألا وهو مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي أنعقد في جو ايجابي شفاف وسقف مفتوح وكلمات مركزة عبرت في كثير منها أو معظمها عن نبض الشارع اليمني في مختلف مناطقه.وأكد بن مبارك في مؤتمر صحفي عقده أمس بصنعاء أنه من خلال هذا المؤتمر وماساد جلساته من شفافية ونقاشاته من جدية أثبت اليمنيون حرصهم على صنع مستقبلهم الافضل عبر طاولة الحوار ويخطون لوحة جميلة لتحقيق كافة أمانيهم فضلا عن تجسيد حرصهم على معالجة مختلف قضاياهم عبر بلورة حلول تعكس رؤى وفاقية لمختلف الاطراف والمكونات .. مشيرا إلى الابعاد الوطنية العميقة التي حملتها كلمتا الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في حفل الافتتاح وفي جلسة العمل الاولى وخصوصا تأكيده ان هذا المؤتمر هو مؤتمر كل أبناء اليمن, وكذا توجيهه لدعوة لكل من لم يلتحق بعد بالمؤتمر بأن هذا المؤتمر مفتوح ومازال هناك مجال لممثلي كل ابناء اليمن بأن يشاركوا في اعماله.وأوضح أن مؤتمر الحوار يدار وفقا لمبادئ أساسية يتصدرها مبدأ الشمول من حيث الموضوعات والمشاركة وهذا ما تجسد من خلال تمثيل المشاركين لمختلف الاطراف السياسية والتكوينات والمنظمات، مبينا في هذا الصدد ان قوام المشاركين في المؤتمر 565 عضوا وعضوة وقد حضر منهم 508 أعضاء وعضوات جلسات المؤتمر في الثلاثة الايام الماضية والمتبقون ليسوا منسحبين فبعضهم تأخر وصولهم من خارج الوطن واخرون مكلفون بمهام رسمية بينما من اعلنوا مواقفهم بعدم المشاركة في الجلسات الاولى لاعمال المؤتمر لم يتجاوز عددهم عشرة اشخاص.وأشار إلى أن المؤتمر أتسم ايضا بشمول الموضوعات التي تناقش ولأول مرة قضايا اليمن الرئيسية كلها والتي تتمثل في تسعة موضوعات تشمل القضية الجنوبية وقضية صعدة وبناء الدولة والحكم الرشيد وقضايا اجتماعية والحقوق والحريات فضلا عن المصالحة والعدالة الانتقالية وأسس بناء الجيش ودورهما في الحياة السياسية وغيرها من الموضوعات الرئيسة التي ستشكل أسس صياغة الدستور القادم وملامح الدولة اليمنية القادمة الدولة المدنية الحديثة التي لطالما حلمنا بها.ولفت أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الشامل إلى أن هذا المؤتمر يتميز بالمشاركة الحقيقية لممثلي مختلف فئات المجتمع وليست مشاركة ديكورية.. موضحا في هذا الشأن أن هذا المؤتمر ليس مؤتمرا يحضره الآلاف ويقرر مصيرهم عدد محدود وانما مؤتمر يتسم بالمشاركة الحقيقية والفعلية.وقال :« أعضاء المؤتمر سيكونون الركن الرئيسي الذي سيعد قرارات المؤتمر ولكن ليس وحدهم فقط وانما الامانة العامة لمؤتمر الحوار أعدت برنامجا يضمن المشاركة المجتمعية بحيث يضمن لكل مواطن ومواطنة يمنية في أي قرية أو مديرية أو محافظة أن يشارك ويتواصل مع اعضاء المؤتمر من خلال وسائل اتصل الكترونية مختلفة تتيح فرص المشاركة المجتمعية بالاضافة الى مجموعة من الترتيبات بما يعرف بخيم الحوار وغيرها من الفعاليات ».وتطرق إلى التحديات الكبيرة التي واجهت الإعداد لتنظيم هذا المؤتمر في زمن قياسي إلا أن كادر الامانة العامة للحوار وهو كادر يمني بالكامل وأغلبه شباب ومعظمهم متطوعون عمل ليلا ونهارا بإصرار وإرادة لا تلين في سبيل انجاز كافة الترتيبات والتغلب على كافة الصعاب والتحديات.واعتبر أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الشامل الاعلام شريكا وركنا اساسيا لإنجاح اعمال مؤتمر الحوار .وقال :«نحرص على الشراكة الاستراتيجية مع وسائل الاعلام وممثليها من اجل ايصال ما يدور من نقاشات داخل المؤتمر الى اكبر شريحة للمجتمع لتجسيد مبدأ يدار بموجبه الحوار وهو مبدأ الشفافية وهذا ماتجسد من خلال البث المباشر لجلسات المؤتمر عبر القنوات الفضائية»، مشيدا بالتغطية الاعلامية لفعاليات المؤتمر خلال الايام السابقة من قبل وسائل الاعلام المحلية والعربية والدولية.وبشأن إمكانية أتاحة الفرصة لمن لم يلتحقوا من قيادات بعض فصائل الحراك الجنوبي المتواجدين في الخارج في اعمال المؤتمر بعد انطلاق اعماله .. قال بن مبارك:« المشاركون والمشاركات في مؤتمر الحوار هم من يملكون القرار باتخاذ أي آليات مناسبة للتعاطي مع هذه القضايا».وحول الآمال المعلقة على المؤتمر لتحقيق المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية وجبر الضرر للمتضررين من الاحداث والصراعات التي شهدتها اليمن في السابق.. قال أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الشامل:« اليمن لديها تجربة نعتقد انها مختلفة وتجسدت فيها الحكمة اليمانية واستطعنا ان نتوافق ونعالج قضايانا بالحوار «.وأضاف :« هذه العملية السياسية أحد عناصرها هو المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية التي تستهدف معالجة آثار احداث الماضي, وهناك مشروع قانون أحيل إلى مجلس النواب لاستكمال اجراءات مناقشته واقراره واستيعاب الملاحظات المثارة حوله والتي تتركز حول السنوات الاساس، بينما اشار القانون الى التعاطي مع احداث 2011 ».. مبينا أن مؤتمر الحوار سيشكل فريق عمل متكامل قوامه 80 شخصاً سيناقش المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية وعبر هذا الفريق ستطرح كافة القضايا ليس بهدف نبش الماضي ولكن من الضرورة بمكان ان نعترف بالاخطاء وأن نجبر الضرر بما يهيئ المناخات الملائمة للانتقال الى المستقبل ».لافتا الى ان تاريخنا مليئ بالمشاكل والصراعات وغرقنا فيها واليمنيون هم اكثر توقا اليوم انهم ينتموا الى المستقبل ويكونون وكلاء للمستقبل لا وكلاء للماضي.وتابع قائلا: « الماضي مهم وضروري تقييمه واستخلاص العبر منه ومعالجة آثاره ولكن الاهم منه هو أن ننتقل الى المستقبل ونعيش المستقبل بكل تفاصيله.واستطرد قائلا:« الارادة الداخلية اليمنية تلاقت مع مصالح المجتمع الدولي، فالقضية اليمنية كان كل المجتمع الدولي متفق في كلمته تجاه اليمن ولم نجد أي موقف متباين حولها».. مؤكدا ان المجتمع الدولي يدعم بالاجماع العملية الانتقالية في اليمن.وفي رده على سؤال حول مدى تأثير غياب بعض قادة فصائل الحراك في معالجة القضية الجنوبية عبر مؤتمر الحوار .. أكد أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الشامل أن الجنوب قضية وليس اشخاصاً ولايمكن لاي شخص ان يحتكر أو يدعي أنه الوحيد من يمثل قضية الجنوب.. موضحا ان ماحملته الكلمات والنقاشات والمداخلات التي القيت في جلسات المؤتمر ابتداء من جلسة الافتتاح بما في ذلك ماجاء في كلمة الحراك الجنوبي السلمي بأن ذلك ابلغ رد على كل من يقول إنهم لايمثلون الشارع الجنوبي .وقال :» بالتأكيد أن هناك قوى أخرى تساهم في تمثيل الشارع الجنوبي وترفع قضيته وقدمت تضحيات وقدومها ومشاركتها في هذا المؤتمر سيكون محل تقدير وهذا مانتمناه ونسعى له ومازال الباب مفتوحا لمشاركتهم، لكن لايمكن القبول في ذات الوقت بأي طرح يرى أن من يشاركون حاليا في المؤتمر من بقية قوى الحراك السلمي والذين استمعنا الى كلماتهم ومداخلاتهم بأنهم لايعبرون عن الشارع الجنوبي».