المشاركون في حفل افتتاح مؤتمر الحوار يشددون على تحقيق حاضر أفضل لليمن
صنعاء / سبأ:ألقى رئيس اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الدكتور عبد الكريم الإرياني، كلمة في حفل افتتاح المؤتمر استعرض فيها الجهود التي بذلتها تحضيرية الحوار منذ صدور القرار الجمهوري رقم 30 لسنة 2012م بتشكيلها وتدشين أعمالها برئاسة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي.. موضحاً في هذا السياق أن اللجنة عقدت أكثر من مائة اجتماع للجنة الرئيسية إضافة إلى عدة اجتماعات للجان الفرعية التي أعدت خطة العمل واعدت لائحة عمل اللجنة وهيكل التقرير الختامي.ولفت إلى أن اللجنة ناقشت النقاط العشرين قبل رفعها لرئيس الجمهورية كمقترحات، كما أقرت هيكل التقرير النهائي، واللائحة الداخلية للجنة، والخطة الإعلامية، وميثاق الشرف الإعلامي، ومصفوفة موضوعات المؤتمر والعناصر المقترحة المتفرعة منها، وآليات تناولها اثناء جلسات الحوار، بالإضافة إلى قوام المؤتمر وهيئاته وآليات تناولها اثناء جلسات العمل، وآليات إدارة جلسات فرق العمل وآليات تشكيلها والنظام الداخلي للمؤتمر. .وأكد الدكتور الإرياني أن قرارات اللجنة تمت بالتوافق ولم يكن هناك تحفظ إلا فيما ندر وأن روح الانسجام والإحساس بالمسؤولية والعمل بروح الفريق الواحد قد سادت اجتماعات اللجنة واللجان المتفرعة عنها.وأشار إلى أن اللجنة عقدت عدداً من الاجتماعات مع سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وشارك جمال بن عمر وفريقه الفني العامل معه، في العديد من اجتماعات اللجنة، وكان لهم دور أساسي ومشكور في مساعدة اللجنة بآراء فنية وقانونية وإدارية.. موجها الشكر أيضاً لسفراء الدول الراعية وللأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي ولممثلها في اليمن الأخ سعد العريفي .وقال الدكتور الارياني «على الرغم من طول مدة الإعداد والتحضير فها نحن نلتقي اليوم في هذا المكان لندشن أعمال الحوار الوطني الشامل وهو يوم خالد ومجيد في تاريخ الوطن ، يلتقي فيه المتحاورون على كلمة سواء».وخاطب المشاركين في مؤتمر الحوار قائلا :«هانتم أيها المتحاورون تلتقون في يومكم هذا وفي مكانكم هذا وعين الله ترعاكم وأنظار الملايين من أبناء الوطن ترنو إليكم والدول الشقيقة والصديقة بل والمجتمع الدولي باسره يقف معكم مؤيدا ومساندا ومباركا لما سيسفر عنه حواركم وهذه فرصة لم يحظ بمثلها شعب ولا متحاورون من قبلكم وذلك لعمري يصنع على عواتقكم مسؤوليات الحاضر وآفاق المستقبل ومصير الأجيال من بعدكم».. مؤكدا أنه بقرارات ومخرجات الحوار والالتزام بها نصا وروحا نصنع مصير البلد .وقال « لا رقيب ولا حسيب على المتحاورين سوى ضميرهم ، فلننطلق جميعا على درب الحرية والديمقراطية والمساواة في بناء دولة مدنية حديثة جديدة يسودها القانون وبناء مجتمع يحكمه الوئام والانسجام ينبذ العنف ويرفض الترويج للحقد والكراهية، ونبني فيه دولة لا مركزية يحكم فيها أبناؤها بأنفسهم ولنجعل هذه الأهداف النبيلة هي غايتنا في هذا الحوار الذي سيسجله التاريخ وتشيد به الأجيال ويضمن للوطن أمنه واستقراره وبناءه وتطوره».وتحدث أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الدكتور احمد عوض بن مبارك، بكلمة أكد فيها أن مؤتمر الحوار الوطني الشامل يمثل الانطلاقة الفعلية للمرحلة الثانية من فترة الانتقال السياسي في اليمن كما حددتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي توافقت عليها كل القوى السياسية وبرعاية دولية وسعي دبلوماسي حثيث يشكر عليه الأشقاء والأصدقاء.وقال «يأتي مؤتمر الحوار لحفظ كرامة الإنسان اليمني وحياته ورفاهه وسلمه الاجتماعي واستقراره، ومن أجل اليمن وكل اليمنيين، من أجل المستقبل لا الماضي، من أجل الإعمار لا الهدم..
وأضاف إن مؤتمرنا هذا يمثل فرصة لتشكيل عقد اجتماعي وثيق بالتوافق لا بالغلبة، بمنهجية مدروسة غير مرتجلة، وبمشاركة اجتماعية واسعة غير مقتصرة على النخب السياسية والاجتماعية فحسب.وأشار بن مبارك إلى أهمية انعقاد هذا المؤتمر في هذه المرحلة التاريخية كونه يشكل علامة فارقة في تاريخ اليمن السياسي، ومحطته الأكثر حضوراً وذلك لاستكمال ما تم البدء فيه من خلال تجربة فريدة، يترقبها الجميع داخل البلاد وخارجها.وأردف « نلتقي أمس لنجسد قيم الحوار وقيم الشراكة وحق الجميع في صناعة القرار بصورة راقية ونموذج مشرق من شأنه أن يفتح آفاقاً نحو مستقبل أكثر أمناً واستقراراً ونماء».وتابع» يدشن كل اليمانيين مؤتمرهم لحوار وطني شامل، يحدوهم الأمل بيمن جديد، بعهد جديد تتحقق فيه أحلام شهداء جمعة الكرامة ومن سبقهم ولحق بهم/ الذين بفضل تضحياتهم وبعبق دمائهم الطاهرة اجتمعنا اليوم.. تلك الكوكبة الرائعة من الشهداء الذين تركوا على عواتقنا أمانة صناعة المستقبل ليس لأطفالهم وأسرهم فحسب بل لكل أبناء اليمن».. مشيرا إلى أن دلالة هذا اليوم تعني الكثير، كونه يجسد حكمة أبناء اليمن المعهودة، التي تتفوق على الصعاب الجسام والتحديات المختلفة.وقال أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الشامل «لقد خاض اليمانيون حوارات سابقة عديدة، لكنها لم تفض إلى شيء، فللمرة الأولى تتاح لليمنيين فرصة مناقشة قضاياهم الوطنية بعمق، بمشاركة فئات المجتمع التي لطالما استبعدت من العملية السياسية وصناعة القرار، كما أنها المرة الأولى يحظى اليمانيون فيها بفرصة يستطيعون من خلالها رسم مستقبلهم بأنفسهم، وللمرة الأولى أيضا يحظى مؤتمر بهذا الدعم والمؤازرة من المجتمع الدولي كافة».وأشار إلى أنه وفقا للنظام الداخلي لمؤتمر الحوار الوطني سيتم تقسيم المشاركين إلى تسع مجموعات عمل متخصصة بموضوعات الحوار كالقضية الجنوبية وصعدة وقضية الحكم الرشيد ودور الجيش في الحياة السياسية والعدالة الانتقالية وقضايا اجتماعية وبيئية وقضايا الحقوق والحريات والتنمية.ولفت بن مبارك إلى أن مهمة الأمانة العامة للحوار تسيير هذه الجلسات ورفد مجموعات العمل بالخبرات الفنية والأكاديمية وأوراق عمل لتكون مخرجاتها هادفة تنتج حلولاً مستدامة مبنية على التوافق. .مبينا أنه سيتم توفير قنوات متعددة لإتاحة فرص المشاركة المجتمعية لكل مواطن داخل اليمن وخارجه لإثراء نقاشات مجموعات العمل.وأوضح أنه حسب النظام الداخلي فإن جلسات مجموعات العمل ستعقد في صنعاء وعدن وتعز والمكلا وصعدة والحديدة بحسب ما تقتضيه الحاجة مع إمكانية عقد بعض الاجتماعات في الخارج كخيار في حال الضرورة.وقال «إن كان لابد من ضمانات لإنجاح هذا المؤتمر، فأعضاء مؤتمر الحوار الوطني هم الضمان بصدقهم ووعيهم وحرصهم على تغليب المصلحة العليا للبلاد على المصالح الضيقة، كما أن آليات اتخاذ القرار ومنهجيتها الدقيقة، وآليات توزيع النسب الخاصة بالمحافظات الجنوبية تمكننا من إقامة مشاركة فاعلة».وأضاف « كما أن الرعاية الإقليمية والدولية لهذا المؤتمر بكافة تفاصيله وحضورها وسعيها الدائم لدعم المؤتمر تمثل أيضاً ضمانة أخرى إلى جانب قرار مجلس الأمن الذي حدد أركان وأطراف العملية السياسية.. تسبق ذلك كله آمال اليمانيين وإرادتهم في إنجاح المؤتمر وحرصهم على عدم السماح لأي طرف أن يمس بمستقبلهم، وفوق كل ما سبق إرادة الله الراعية لهذا الشعب المنهك».
ولفت أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الشامل إلى الجهود الاستثنائية التي بذلها فريق الأمانة العامة لجعل الافتتاح عرساً وطنياً وجعل فعاليات المؤتمر اللاحقة قصة نجاح، نفتخر بها جميعا .ومضى قائلا «مهمتنا في الأمانة العامة تذليل كافة الصعوبات والعمل على تقديم كافة أنواع الدعم الفني للمشاركين في المؤتمر وضمان مشاركة المواطنين على نحو فعال اثناء عملية الحوار».. مؤكدا مسؤولية الجميع في صناعة المستقبل، الذي نرتضيه لأولادنا والأجيال القادمة، وليمثل فرصة لنا جميعا بما ينبغي لنجعلها إضافة نوعية وفصلاً مشرقاً ومضيئاً في سفر اليمن الخالد.من جانبه قال المستشار الخاص لأمين عام الأمم المتحدة جمال بنعمر:»إننا نجتمع اليوم في لحظة مهمة من عملية الانتقال السلمي للسلطة، لحظة يصنع فيها تاريخ جديد لليمن، وإنه لمن الرمزية بمكان أن افتتاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل يتزامن مع ذكرى جمعة الكرامة، ذلك اليوم الذي صنع منه اليمنيون واليمنيات نقطة تحول، رغم محاولات بعض القوى تقويض المسعى السلمي نحو التغيير».وأضاف :« وفي هذه المناسبة، وبينما نفتتح مؤتمر الحوار الذي طال انتظاره، لا يسعنا إلا التفكير والترحم على من ضحوا بأنفسهم من أجل الوصول باليمن إلى هذا التغيير».وتابع قائلاً :«أقف اليوم أمام شرائح متنوعة من النساء والرجال والشباب اليمني، الذين قرروا المشاركة في صنع مستقبل مختلف لبلادهم، مستقبل يسوده حكم القانون والديموقراطية وحقوق الإنسان والحكم الرشيد، أتطلع صوبكم، وأرى فيكم الأمل في هذا اليمن الجديد».وأردف بنعمر :» عندما أتيت إلى اليمن لأول مرة في ربيع عام 2011، كان البلد يشهد ثورة شبابية عارمة، ويتخبط في أزمة حادة وعميقة من شماله إلى جنوبه، و كان على شفير حرب أهلية».وخاطب الحاضرين قائلا:» ربما تتذكرون، أني دعيت حينذاك إلى الحوار، ولم تكن هذه الكلمة جزءاً من المفردات المرغوبة، وهنا نستحضر الدور الرائد لدول مجلس التعاون الخليجي في إطلاق مبادرة لنقل السلطة في إبريل 2011م، وإصرارها على إعادة السلام والاستقرار إلى اليمن والمنطقة».وقال :» وقد بنت الأمم المتحدة على أسس تلك المبادرة لإيجاد طريق لانتقال ديموقراطي يلبي تطلعات اليمنيين واليمنيات، وفي نوفمبر 2011م، أثمرت تلك الجهود التوقيع على الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، وهنا، لابد أن أحيي القيادات اليمنية وأثني على شجاعتها التي أفضت إلى هذا الاتفاق التاريخي».وأوضح أن التفاوض على الاتفاقية في البداية كان من قبل الأحزاب السياسية الرئيسة، ولم يكن الشباب، الذين خرجوا بشجاعة من أجل التغيير، على طاولة المفاوضات كما هو حال مكونات هامة أخرى ..مؤكداً أن اتفاقية نقل السلطة وفرت عملية شاملة لإحداث التغيير، بدلاً من إعادة إنتاج النظام القائم، لأن الإرادة العامة والشعبية كانت مع التغيير الحقيقي.ولفت المستشار الخاص لأمين عام الأمم المتحدة إلى أنه ورغم رياح التغيير العاتية التي هبت على المنطقة بأسرها، فـان اليمن يشكل الحالة الوحيدة التي تحقق فيها انتقال السلطة عبر عملية تفاوضية سلمية، تتضمن خطوات وإجراءات عدة تهدف إلى تغيير جذري، بإشراك مكونات جديدة بما فيها الشباب والنساء، وتعلى فيها قيم حقوق الإنسان والحكم الرشيد وسيادة القانون، و ترسم إطاراً لمعالجة القضايا المستعصية في البلاد، وفي مقدمتها القضية الجنوبية، حيث توجد مظالم مشروعة ينبغي معالجتها، إلى جانب معالجة أسباب الحروب في صعدة التي خلفت جراحاً عميقة.وقال بنعمر :» نحن اليوم أمام فرصة تاريخية مواتية لحل جميع هذه القضايا، حيث يعزز الدعم الدولي والإقليمي المستمر لليمن هذه الفرصة».وخاطب المؤتمر قائلا:» لعلكم تذكرون مشاركة أمين عام الأمم المتحدة احتفالكم في ذكرى مرور عام على توقيع اتفاق نقل السلطة، حيث أبدى تقديره لما حققتموه من إنجازات، وتذكرون كذلك زيارة أعضاء مجلس الأمن إلى صنعاء، ودعم أصدقاء اليمن ومجلس التعاون الخليجي، لاسيما المملكة العربية السعودية».وتابع قائلاً :« واليوم أنظر بسرور وبمزيد من التقدير إلى التفاف مختلف المكونات اليمنية حول هدف بناء مستقبل أفضل، ويسعدني أن أرى تمثيلاً واسعاً لجميع الفئات، وأن يتواصل مؤتمركم مع جميع الفعاليات في الجنوب للانضمام إلى عملية الحوار التي تطلقونها اليوم ، خصوصاً وأن قيادات جنوبية عدة أكدت لي أنها تنبذ العنف وتلتزم مبدأ الحوار كسبيل وحيد لحل القضية الجنوبية».
وعبر المستشار الخاص لأمين عام الأمم المتحدة عن ثقته بأن الجميع سيعملون طيلة الأسابيع والأشهر المقبلة على بلورة أهم عناصر العقد الاجتماعي الجديد في اليمن، وأن هذه الجهود ستكلل بالنجاح، مادام الجميع يعملون بروح جماعية ووطنية صادقة.. لافتا إلى الدروس الكثيرة التي وفرتها مشاركة الأمم المتحدة في حوارات وطنية عدة مماثلة حول العالم.وقال :« أدركنا أن أي تغيير حقيقي في المجتمع لا يمكن تحقيقه إلا من خلال توافق واسع وعملية شفافة وشاملة، وقد أثار إعجابي توصّل أعضاء اللجنة الفنية بمختلف اتجاهاتهم إلى التوافق على كيفية تنظيم المؤتمر، وإعدادهم خطة تعد من أفضل ما خبرناه».وأكد أن أي حوار ناجح يقوم على احترام تنوع الآراء والتشاركية الحقة، بما يعنيه من إعطاء كل مساهمة حقها بغض النظر عن مصدرها، وأن يكون الحوار شفافاً ومفتوحاً أمام المواطنين خارج قاعات المؤتمر، ليتمكنوا من فهم مجرياته والمساهمة في مخرجاته»، مشددا على أنه لكي يكون للحوار مغزى حقيقي، لا بد من احترام نتائجه والعمل على تنفيذها.وأوضح أن نتائج هذا الحوار ستسهم في عملية صوغ دستور جديد يصنع التغيير الذي لطالما سعى اليمنيون إليه، وستتبع المصادقة الشعبية على الدستور انتخابات جديدة تؤسس نظام حكم يعزز المواطنة، ويتيح لجميع المكونات السياسية فرصة التنافس النزيه على أساس المساواة والحرية وتداول السلطة.وجدد تأكيده أنه لا توجد أية وصفات جاهزة لحل القضايا المطروحة في المؤتمر .. لكنه قال :» إننا سنضع خبراتنا تحت تصرفكم، ونحن على قناعة بقدرتكم وحكمتكم في صنع قراركم المستقل من خلال الحوار البناء والتوافق» , مجددا التأكيد أن عملية الحوار يمنية خالصة وفريدة من نوعها في المنطقة.واعتبر نجاح هذه العملية ضرورياً ليس لليمنيين فقط، وإنما لجميع شعوب المنطقة الذين يترقبون نتائج هذا المؤتمر كما تابعوا بإعجاب وتقدير سلمية نقل السلطة والتغيير في اليمن.واختتم المستشار الخاص لأمين عام الأمم المتحدة كلمته قائلا: «إني على ثقة أنكم ستتمسكون بهذه الفرصة التاريخية، وستبقى الأمم المتحدة سنداً ودعماً لكم كما عهدتموها منذ البداية».أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني أكد من جانبه حرصه على تواجده في هذا الحدث المهم.وقال في كلمة مقتضبة : «لقد حرصت على المشاركة في افتتاح أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل رغم الظروف الفنية التي أعاقت وصولي في الوقت المناسب، حرصا مني على أن أكون معكم» .وأكد الزياني حرص قادة دول مجلس التعاون الخليجي على دعم الشعب اليمني وتهنئتهم له بالانجازات التي تحققت حتى الآن وتمنياتهم بنجاح المؤتمر الذي يمثل فرصة لتحقيق الكثير . مثمنا ماحققه اليمن في مسار التسوية السياسية حتى الآن .وأكد أن الجميع يشد على يدي الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي الذي أوصل اليمن إلى بر الأمان .. معربا عن ثقته في اتفاق جميع اليمنيين بما يسهم في الخروج من مؤتمر الحوار الوطني الشامل بمخرجات تخدم آمال وتطلعات الشعب اليمني .وكان مدير مكتب دول مجلس التعاون الخليجي المهندس سعد العريفي القى كلمة الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، عبر من خلالها عن الأمل في أن يكون هذا المؤتمر نقطة تحول مهمة في تطور اليمن السعيد وازدهاره وأمنه .وأكد الروابط العميقة والشراكة الطويلة والمصالحة المشتركة مع اليمن، وقال إن أمن اليمن أمن لنا، وتطوره وتنميته محل اهتمامنا واستقراره ورفعته هدفنا وكلنا مجلس التعاون والدول الراعية للمبادرة والأمم المتحدة معكم أيها الأخوة اليمنيون .ولفت إلى الأهداف النبيلة للتسوية السياسية المتمثلة بالتوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية في الرياض في 23 نوفمبر 2011م برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.وأضاف « في هذا المقام أود أن اتقدم بالشكر والتقدير لكل الذين وقعوا عليها إدراكا منهم بمسئوليتهم الوطنية تجاه اليمن وأمنه واستقراره منذ أن انطلقت هذه المسيرة التي يقودها الرئيس المنتخب وحكومة الوفاق الوطني وهي تعبر بنجاح مشهود محطات مهمة وها نحن اليوم في محطة الحوار الوطني ونحن سعيدون بالوصول إليها ومتفائلون بالاستمرار والعبور إلى ما يليها من محطات في طريق التسوية التي رسمتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية» .وتابع المهندس العريفي « نتطلع بعد هذا الحوار إلى دستور عصري يتناسب مع طموحات الشعب اليمني وتضحياته وانتخابات برلمانية ورئاسية قادمة حين يخطو قطار التسوية بقيادة الحكيم الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي إلى محطته النهائية في فبراير 2014م، ستتوافد بإذن الله بتركيز اكبر مسيرة التنمية ورحلة بناء اليمن وإعماره .وأكد أنه قد حان الوقت أن يلمس المواطن في كل إنحاء اليمن مردود صبره وعمله ويرى يومه أفضل من أمسه ويجني ثمار كل جهد بذل من اجله، معتبرا أن مشاركة القوى والفعاليات السياسية والمجتمعية اليمنية في مؤتمر الحوار الوطني الشامل ودعمه يدل على وعي الشعب اليمني وإدراكه لأهمية هذا المؤتمر الذي سيبحث قضايا أساسية ترسم مستقبل اليمن السياسي .وقال مدير مكتب أمين عام مجلس التعاون الخليجي « كلنا ثقة أن الحكمة اليمانية ستقود اليمنيين في حوارهم وسيقلبون صفحة الماضي ويغتنمون الفرصة لإحداث مصالحة وطنية تكون أساسا لحل قضاياها، وسيشكلون عبر اتفاقهم وطنا سعيدا يزدهر باستقرار وازدهار وحدته وسيفوتون الفرصة على كل من يراهن على اختلافهم وعرقلة استئناف مسيرة التنمية والبناء وإعادة الإعمار وجر اليمن إلى الفوضى» .وأضاف «انا على يقين أن اليمنيين سيبهرون العالم بنموذج يمني للمصالحة الوطنية وقدرة على الحوار والتوافق، وأتقدم باسم دول مجلس التعاون بخالص التقدير للشعب اليمني العظيم الذي اختار بعزم وإرادة المسار السلمي ورسمه ونفذه ، واخص بالشكر من ساهم في دعم هذه المسيرة السلمية الفريدة وسعى وضحى من أجل نجاحها في وجه دعاة الفوضى والاقتتال وعلى رأس هؤلاء يأتي شباب اليمن الطموح والمرأة الواعية الذين اختاروا أن يكونوا مع التغيير السلمي وبل وفي طليعة سيادته وأبوا إلا أن يساهموا بايجابية ويشاركوا بفعالية في صناعة مستقبل أفضل لليمن وأبنائه.واختتم كلمته بتوجيه الشكر لقادة اليمن وساسته من أحزاب ومستقلين وشيوخ وعلماء ومفكرين على دورهم الهام في هذه المسيرة المباركة ، وللدول الداعمة للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والأمم المتحدة ومبعوث أمينها العام إلى اليمن السيد جمال بن عمر على دورهم الحيوي في الوصول إلى هذه المرحلة.. معتبراً أن اليمن ما يزال في حاجة لاستمرار دعم المبادرة الخليجية ومساندة دول المجلس..ووصف التعاون مع اليمن في حل الأزمة اليمنية شكل نموذجا فريدا لما يمكن تحقيقه بتوافر الإرادة والعزم والدعم والتنسيق الإقليمي والدولي .وشدد على الضرورة القصوى لاستمرار الوقوف مع اليمن وتعزيز المشاركة البناءة مع كافة الإطراف اليمنية في هذه المرحلة الصعبة وذلك بدعم القوى والفعاليات اليمنية المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني ومساعدتها في الوصول إلى توافق حول قضايا المؤتمر الرئيسية .وفي حفل افتتاح المؤتمر وقف الحاضرون دقيق حداد على أرواح شهداء الثورة اليمنية الشبابية الشعبية السلمية.
وتخلل الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار الوطني عرض أوبريت لأطفال اليمن أنتجته الأمانة العامة للحوار الوطني بعنوان « يوم القلوب « وتضمن رسالة الطفولة اليمنية إلى أعضاء مؤتمر الحوار الوطني، أكدوا فيها أهمية طي صفحة الماضي وتحقيق حاضر أفضل لليمن وأكثر امنا واستقرارا وتنمية وتسامحاً وإخاء ومحبة ونبذا للعنف والتطرف والغلو .هذا ويبلغ قوام المؤتمر 565 عضوا وعضوة يمثلون مختلف المكونات ،التي تشمل الأحزاب السياسية والشباب والنساء والمستقلين ومنظمات المجتمع المدني والحراك الجنوبي والحوثيين.ويناقش المؤتمر من خلال جلساته العامة وفرق العمل تسع قضايا تشمل القضية الجنوبية وقضية صعدة والقضايا ذات البعد الوطني ومنها قضية النازحين واسترداد الأموال والأراضي المنهوبة، فضلا عن قضية المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية وبناء الدولة , والحكم الرشيد ، وأسس بناء الجيش والأمن ودورهما ، بالإضافة إلى استقلالية الهيئات ذات الخصوصية والحقوق والحريات.كما سيناقش المؤتمر قضايا تتعلق بالتنمية الشاملة والمستدامة، وقضايا اجتماعية وبيئية خاصة، وينظر في تشكيل لجنة لصياغة الدستور وإعداد الضمانات الخاصة بتنفيذ مخرجات الحوار .