عالم الصحافة
أكد الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي، ستيفن كوك: أن التشويش الذي ساد العلاقات المصرية الأمريكية على مدى العامين الماضيين؛ سببه أن الولايات المتحدة يبدو أنها لا تعرف بالضبط المسار الذي يجب أن تتخذه مع مصر الجديدة.وقال في مقالة له بمجلة «فورين بوليسي» الأمريكية إن الرئيس باراك أوباما عمل بجد للحفاظ على العلاقات بين واشنطن والقاهرة على الطريق الصحيح في الوقت الذي تنتقل فيه مصر من أزمة سياسية إلى أخرى على مدى العامين الماضيين.وأضاف: أنه مع استعداد وزير الخارجية الأمريكي الجديد للقاء مسئولين مصريين خلال زيارته للقاهرة، بالطبع سنسمع التصريح الشهير وهو أن «البلدين يتمتعان بعلاقة إستراتيجية ومصالح مشتركة».لكن خبير شئون الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية يقول: إنه بعد كل الحديث عن المصالح المشتركة والعلاقة الإستراتيجية، عدد قليل يمكنه تحديد ما تعنيه في الواقع هذه الكلمات.واعتبر ستيفن كوك أن المشكلة في تحديد إستراتيجية التعامل هي أن واشنطن ليست مهتمة كثيرًا بالقاهرة ذاتها. ففي الوقت الذي يناقش فيه واضعو السياسات والمحللون أهمية تعزيز الديمقراطية في مصر، تكون السياسة الأمريكية في المنطقة موجهة نحو أهداف أكبر تتمثل في ضمان تدفق النفط من المنطقة والمساعدة على حماية إسرائيل وضمان أنه لا يكون هناك دولة بمفردها تهيمن على منطقة الشرق الأوسط، بالطبع بخلاف الولايات المتحدة.وأوضح أنه مع استعداد وزير الخارجية الجديد لزيارة مصر ما بعد مبارك، هناك أمل لتجديد العلاقات بين البلدين. ولكن مرة أخرى، الأمريكيون يجدون صعوبة في صياغة أساس منطقي لتحالف استراتيجي بعيدًا عن الصيغ المألوفة عن السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.وأكد أن هناك مقترحات بتحويل العلاقة إلى «تجارة وليس معونة» لكنها لم تجذب الكثير من التأييد، حيث إن المساعدات العسكرية لم تعد أساس العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، فالتهديدات بقطع المساعدات لم تكن لها تأثير على مسار السياسة المصرية.لذلك يرى ستيفن أن أفضل شيء بالنسبة للولايات المتحدة الآن هو ليس محاولة إصلاح العلاقات الإستراتيجية القديمة، ولكن البدء من جديد في علاقة تعتمد على التكافؤ ومراعاة المصالح الوطنية المصرية- كما يتطلع المصريون.وأشار المحلل الأمريكي إلى أنه من غير المحتمل أن تحدث زيارة كيري لمصر تغييرًا جذريًّا في العلاقات بين واشنطن والقاهرة، لكن أوباما وكيري من المؤكد سوف ينجزون الكثير إذا استطاعوا نقل العلاقات المصرية الأمريكية خارج قيود العلاقات الإستراتيجية التي عفى عليها الزمن لعلاقات أكثر اتساقًا مع التغييرات في مصر والمنطقة المحيطة كذلك.