أكثر من( 80 %) منهم يعيشون في بلدان ضعيفة الموارد
كتب / بشير الحزمي كشفت منظمة الصحة العالمية في نشرة صحفية نشرتها على موقعها الالكتروني أن الصَّرْع يصيب أكثر من 60 مليون إنسان في العالم، يعيش أكثر من 80% منهم في بلدان ضعيفة الموارد. ولا يتلقى حوالي 85 % من هؤلاء البشر معالجة مناسبة بسبب حوائل اقتصادية، وثقافية، واجتماعية وتشريعية، يضاف إليها اهتمام ضئيل من الشركات الدوائية لأن توزيع هذا الدواء ليس مربحاً. وذكرت المنظمة بأن المصابون بالصرع يواجه إذا لم يعالجوا تداعيات اجتماعية مهلكة، تشمل السمة والتمييز، حتى أنهم قد يموتون بسبب النوبات. ولا يمكن تخفيف المراضى والوفيات الباكرة المترافقة مع الصرع والعبء الاقتصادي الكبير للمرض على نظم الرعاية الصحية إلا بجعل المعالجة الفعالة المضادة للصرع أكثر إتاحة. ولفتت المنظمة إلى أن استعمل دواء الفينوباربيتال، وهو فعال مضاد للصرع، بدأ منذ بدايات القرن العشرين. وهو قليل الكلفة نسبياً مع معدل ملائم لفعالية التكاليف، أخفض من أي دواء آخر مضاد للصرع يستعمل حالياً، مما يجعل الدواء مناسباً ويمكن تحمل نفقاته للاستخدام في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث تقوم فعالية التكاليف غالباً بالتفوق على الأولويات الأخرى. إضافة لذلك، يسمح العمر النصفي للدواء باستعماله بجرعة واحدة يومياً، وهو شيء مناسب كثيراً. وتنصح منظمة الصحة العالمية بالفينوباربيتال كمعالجة الخط الأول ضد النوب الاختلاجية في البلدان ضعيفة الموارد وتضمينه في قائمة نموذجية للأدوية الأساسية. وهكذا، يجب أن يكون التأمين المستمر للفينوباربيتال من جودة مضمونة بأشكال جرعات مناسبة متاحاً في جميع البلدان الأعضاء في منظمة الصحة العالمية، ويترافق ذلك مع معلومات تشرح استخدامه.وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن الفينوباربيتال يسيطر على النوب بصورة فعالة. وأن دراسة تعتمد الملاحظة في أرياف مالي،أظهرت مَنَعَ الدواء حدوث النوب عند حوالي 80% من الأفراد، وأنقص تواتر النوب عند 16%.6 كما أظهرت دراسة جديدة من مالي أن حوالي 60% من البشر الذين استعملوا فينوباربيتال أضحوا خالين من النوب في آخر متابعة.7 وفي دراسة تدخلية في الريف الصيني، أبدى 68 % من إجمالي عدد المرضى البالغ 1897 الذين أكملوا معالجة مدتها 12 شهراً باستعمال فينوباربيتال انخفاضاً كبيراً في تواتر النوب، والتي توقفت نهائيا عند 34 %.8 أما الأبحاث التالية التي تعلقت بتكاليف المعالجة في مجتمعين في الريف الصيني فقد أظهرت أن المعالجة بالفينوباربيتال أنقصت لدرجة كبيرة الإنفاق الإجمالي لكل مريض خلال سنة كاملة.9 وأشارت المنظمة إلى أن الفينوباربيتال رغم فوائده ، إلا أن ثغرة معالجة الصرع كبيرة. وأظهر مسح صيدليات في زامبيا أن حوالي نصف هذه الصيدليات لا يخزن أي دواء مضاد للصرع نهائياً وأن الخمس فقط يحتوي على الفينوباربيتال. وعزت الصيدليات المشاركة هذا الأمر إلى الأنظمة الكثيرة التي تحيط بطلب هذا الدواء واقتفاءه. فالفينوباربيتال الذي تصنفه هيئة الرقابة الدولية على المنومات على أنه مادة نفسية التأثير،يخضع لرقابة دولية قوية وتنظيمات صارمة بحيث أن صيدليات زامبيا، وربما في بلدان أخرى منخفضة ومتوسطة الدخل، تجد ذلك معيقاً. وربما كان الخوف من أن وجود سجلات غير كافية أو تناقضات في الحفاظ على السجل قد تؤدي إلى تداعيات عقابية تشكل حائلاً لمزيد من الاستخدام المستدام للفينوباربيتال.أما تأثيرات الفينوباربيتال غير المرغوبة، وخاصة قدرته على تغيير المزاج والوظيفة المعرفية العصبية، فقد أدت إلى القلق. لكن دراسة حديثة أظهرت عدم وجود فرق هام بين الأشخاص المعالجين وأشخاص المقارنة في أحراز اختبار الاستعراف والمزاج. حتى أن المعالجين أظهروا بعض الربح الاستعرافي، ربما نتيجة تحسن السيطرة على النوبة. وفي دراسة عشوائية مقارنة تضمنت 94 طفلاً مصاباً بالصرع، لم تفرق أحراز التصنف السلوكي بناء على ميزان التصنيف الأبوي لكونرز والمسح الاستبياني السلوكي قبل الدخول للمدرسة بشكل هام بين من تناولوا المعالجة بالفينوباربيتال والذين استعملوا الفينيتوين.وفي دراسة تمت في ريف مالي،عانى بعض المرضى الموضوعين على الفينوباربيتال من تأثيرات جانبية خفيفة عابرة، كالدوام والنعاس، ولكن بنهاية العام فإن 96 مشاركاً فقط كان يعاني من تأثيرات جانبية، ولكن لم ينسحب أياً منهم من المعالجة. علاوة على ذلك، لوحظت الفوائد السريرية للفينوباربيتال عند مصابين بالصرع لم يعالجوا مطلقاً وفي أطر طبية متخلفة، مما يشير إلى أن الدواء يناسب الاستعمال في الدول الفقيرة. أما في الريف الصيني فقد تم الاستمرار بالمعالجة بنسبة 84% بعد سنة بين 2455 فرداً استعملوا الفينوباربيتال. وأكدة المنظمة الحاجة لطريقة فعالة للسيطرة على الصرع لملء ثغرة معالجة الصرع على الصعيد العالمي. فالفينوباربيتال فعال، ومناسب للاستعمال وفعال التكلفة مع تأثيرات جانبية يمكن تحملها غالبا. وكما لاحظ البعض، في البلدان منخفضة الموارد ”لا يتم الاختيار بين الفينوباربيتال ودواء جديد، ولكن بين الفينوباربيتال وعدم المعالجة إطلاقاً.“ وحتى يكون هذا الدواء أكثر إتاحة وجاذبية للأطباء، يجب أن تتم دراسة فعاليته، وتحمله وتأثيراته الممكنة على الاستعراف بصورة أكثر شمولية، إضافة إلى دراسة الحوائل التي تمنع التوسع في استعماله. وفي المحاولات الهادفة لملء الثغرة العلاجية، سيكون للعب القطاع التجاري دوراً حاسماً وتعاوناً فعالاً بين مختلف أصحاب المصلحة، كهيئات الصحة العامة، ومجموعات دعم المريض والوسط الأكاديمي أهمية بالغة.