تونس / متابعات :عم الاضراب اربع ولايات تونسية وسارت مسيرة غير مسبوقة في صفاقس بلغت 200 ألف مشارك، فيما قرر الاتحاد العام التونسي للشغل، أكبر ثلاث منظمات نقابية في تونس، توسيع الاضراب ليشمل كامل أنحاء البلاد بعد أسبوع، في خطوة تصعيدية جديدة بمواجهة الحكومة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية، فيما أعربت الرئاسة التونسية عن أسفها لمثل هذه الخطوة.وشهدت ولايات صفاقس والقصرين وسوسة وسيدي بوزيد وقفصة إضرابا عاما يوم الخميس شل ّ الحركة الاقتصادية والاجتماعية، وعرفت مدينة صفاقس ثاني أكبر مدن البلاد مسيرة ضخمة شارك فيها عشرات الآلاف من المحتجين على الاداء الحكومي والمتضامنين مع الاتحاد العام التونسي للشغل رفعوا شعارات تدعو الى حل الحكومة المؤقتة و مجالس حماية الثورة التابعة لحركة النهضة، كما هتفوا «الشعب فد فد (ملّ مل) من الطرابلسية الجدد» في إشارة الى حالة القلق الشعبي العام من عودة الفساد الى دواليب الدول.و قالت مصادر نقابية من صفاقس إن جميع المؤسسات و المحلّات التجارية بالمدينة قد أغلقت و أن عشرات الآلاف من العمال و النقابيين و الطلبة تجمعوا أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل ثم إلتحق عموم المواطنين بالمسيرة التي جابت شوارع المدينة، ورشح المراقبون أن يكون عدد المشاركين في مسيرة صفاقس لوحدها قد تجاوز ٢٠٠ الف، و هو رقم يفوق عدد المشاركين في مسيرة ١٢ يناير ٢٠١١ التي أذنت بسقوط نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.وكان الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي قال في تصريح للصحافيين الليلة قبل الماضية، في أعقاب اجتماع طارئ للهيئة الإدارية للاتحاد، إنه تقرر تنفيذ إضراب عام يوم الخميس 13ديسمبر الجاري «للحد من التطاول على هذه المنظمة النقابية العريقة»، مضيفاً في إشارة إلى «رابطات حماية الثورة» أنه «مثلما هم يتباهون بحكومة شرعية منتخبة نحن أيضا قيادة شرعية منتخبة».من جهتها، أعربت رئاسة الحكومة التونسية عن أسفها لقرار تنفيذ إضرابات عامة في عدد من المحافظات، مشيرة إلى أن الأحداث المؤسفة التي سجلت الثلاثاء الماضي «لم تكن تستدعي مثل هذا التصعيد بل كان من الممكن تطويقها وتجاوزها عبر قنوات الحوار».غير أنها حذرت مما قد يجره هذا القرار من تفاقم لمناخ التوتر والاحتقان، وما قد ينجم عنه من تعطيل للمرافق العمومية ومصالح المواطنين في قطاعات حساسة وحيوية وخصوصاً قطاع التعليم.
إضراب يشل نصف تونس ومسيرة تفوق التوقعات
أخبار متعلقة