[c1] مخاوف من أن يصبح مرسي دكتاتورا جديدا[/c]أشارت صحيفة (تايمز) البريطانية إلى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، وقالت إن الرئيس المصري مرسي استفاد من نجاحه في التوسط لوقف إطلاق النار، في تعزيزه سلطته، وسط انتقادات بأنه قد يصبح دكتاتورا جديدا.وأشارت الصحيفة إلى الانتقادات التي يواجهها الإعلان الدستوري الجديد الذي أعلن عنه مرسي، والذي يفيد بأنه لا يمكن الطعن بأي قرارات قد يصدرها الرئيس، وذلك حتى تتم الموافقة على الدستور الجديد.كما أشارت تايمز إلى تصريحات للمتحدث باسم الرئاسة والمتمثلة في قوله إن «الرئيس يمكن أن يصدر أي قرار أو تدبير لحماية الثورة»، مضيفا من على شاشة التلفزيون الرسمي أن «الإعلانات الدستورية والقرارات والقوانين الصادرة عن الرئيس تعتبر نهائية وغير قابلة للاستئناف».وقالت تايمز إن الرئيس المصري أصدر تعديلات دستورية منح نفسه من خلالها سلطات واسعة، وإنه أمر بإعادة محاكمة المتهمين من نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، وهم المتهمون بقتل المتظاهرين خلال ثورة العام الماضي.وأضافت أن مرسي منح لجنة صياغة الدستور في مصر الحصانة ضد أي تحد جديد من طرف أي محكمة، وذلك بما يتعلق بتشكيلة اللجنة، وسط شكاوى الليبراليين والمسيحيين من أن لجنة صياغة الدستور تتألف في غالبيتها من أنصار الرئيس الإسلاميين.كما أشارت إلى أن مرسي قرر إحالة النائب العام الحالي للتقاعد وتعيين نائب عام جديد مكانه، مضيفة أن المتحدث باسم الرئاسة قال إن الخطوات التي يقوم بها مرسي مصممة من أجل تطهير مؤسسات الدولة، ومن أجل تدمير البنية التحتية للنظام القديم.وأوضحت الصحيفة أن من شأن قرارات الرئيس مرسي الجديدة بعث البهجة في نفوس أنصاره، ولكنها في المقابل أثارت غضب واستياء الآخرين، والذين قالوا إن مرسي وضع نفسه فوق الإشراف القضائي.ونسبت الصحيفة إلى زعيم حزب الدستور والحائز على جائزة نوبل للسلام محمد البرادعي قوله إن مرسي اليوم اغتصب جميع سلطات الدولة ونصب من نفسه فرعون مصر الجديد، مضيفة أن البرادعي دعا إلى احتجاجات على الصعيد الوطني.وأضافت أن مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني كريس دويل قال إن نجاح مرسي في التوسط في وقف إطلاق النار في غزة قد يكون أعطى الرئيس المصري الثقة السياسية على اتخاذ هذه الخطوات السلطوية.وفي حين أشارت الصحيفة إلى العديد من انتقادات المعارضين لسياسات مرسي في البلاد، أضافت في المقابل أن مرسي حصل على ثقة الولايات المتحدة وإسرائيل وحماس على حد سواء، وأنه تمكن من إعادة مصر لتقوم بدور اللاعب الرئيسي في المنطقة.[c1]نتنياهو يواجه واقعا سياسيا متغيرا[/c]استهلت صحيفة (ديلي تلغراف) البريطانية تقريرها حول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه يواجه الواقع الجديد لمشهد سياسي متغير. وبما له من سمعة بأنه من أكثر الزعماء الإسرائيليين تشددا لكنه قرر -على الأقل بالوقت الحاضر- وقف هذا النوع من الحرب التي رأى كثير من أسلافه ضرورة الإيذان بها.فقد سمح نتنياهو للدبلوماسية بأن يكون لها أسبقية، رغم أن قصفه الجوي لغزة ومفاوضاته اللاحقة مع حماس منحت أعداءه شرعية دولية طالما رغبوا فيها. والبعض -وربما حتى نتنياهو نفسه في عصر سابق- سيعتبرون هذا الأمر دليلا على الضعف. لكنه في الواقع اعتراف بتغير الظروف.وأشارت الصحيفة إلى أن الناطقين الرسميين بإسرائيل يقولون إن أهداف العمل العسكري تحققت، وهي أن وقف النار من شأنه أن يضع حدا للهجمات الصاروخية على جنوب إسرائيل. لكن كان هناك بالفعل وقف لإطلاق النار مطبق عندما بدأت إسرائيل قصفها بهجوم صاروخي استهدف القائد العسكري لحماس أحمد الجعبري.وقالت إن القصة الحقيقية هي حاجة إسرائيل للتوصل إلى اتفاق جديد مع جيرانها. وربما أدرك نتنياهو هذا منذ البداية. والمفاوضات التي بدأت كانت هدفه دائما وقد حققت درجة معينة من تدعيم الأساس العسكري.والمسألة التي لم تؤكد بما يكفي بهذا العصر من الربيع العربي هي أن الأزمنة قد تغيرت بالنسبة لإسرائيل نفسها. فقد كان هناك وقت عندما كان بإمكانها، في مواجهتها معركة من أجل وجودها بتأييد غربي قوي، أن تتحمل التراجع إلى وضع افتراضي لاستخدام القوة المفرطة في الدفاع عن نفسها.والآن إسرائيل لديها قاعدة سياسية أكثر انقساما وأوسع نطاقا من أي وقت مضى، وحلفاء يشعرون بقلق عميق من سياساتها بغض النظر عن دعمهم العلني. وعليها الآن أن تزن التكاليف الاقتصادية والدبلوماسية للحرب بهذه الأوقات العصيبة التي يواجهها الغرب ومع ائتلافات معقدة من الجماعات الدينية والعلمانية اللازمة لتشكيل الحكومات داخليا.وفجأة جيرانها أصبحوا ينادون بالتعددية. وهذا الأمر أولا وقبل كل شيء حقيقي في غزة حيث لا تتنافس حركة حماس فقط بل فتح، صلب الحركة الفلسطينية العلمانية، والجماعات الأكثر تطرفا مثل الجهاد الإسلامي على الشعبية. وحماس نفسها لديها حلفاء ديمقراطيون جدد بالخارج، متحالفون في حالات كثيرة مع الولايات المتحدة، من أبرزهم مصر وتركيا وقطر.وترى الصحيفة أن على إسرائيل أن توازن اعتباراتها الأمنية مقابل الرأي العام الدولي، ولا سيما الأميركي، في بيئة سياسية ضبابية ومتغيرة الآن.وقالت أيضا إن الأسبوع الماضي همش السلطة الفلسطينية، التي كانت تسمى فيما مضى «الشريك في السلام». وهذا الأمر أذهل وأغضب المعلقين، إلا أنها كانت بالفعل فاشلة. والاتفاق مع حماس، الذي فرضته مصر والجامعة العربية، يعد جائزة أكبر بكثير.وسواء كان لمصر القدرة التقنية لإعطاء ضمانات أمنية بشأن تهريب الأسلحة التي ستطالب بها إسرائيل فهو مسألة أخرى. فالواقع أن إسرائيل تريد أن يكون لديها فهم أكثر وضوحا للطموحات الإستراتيجية الأوسع لدول مثل مصر وتركيا، اللتين تعترفان بإسرائيل وتظلان حليفتين لحماس.
أخبار متعلقة