كشفت ردود الأفعال المناهضة للفيلم للمسيء للإسلام تعمق الخطاب الطائفي بين التيارات الأصولية المتشددة وخساسة تجار الدين في توظيف الموقف سياسيا بما يمكن المتابع للإعلام الأصولي من رؤية انحيازهم الكامل إلى المماحكات الطائفية وصبغ احتجاجاتهم بصبغة طائفية قلصت من فاعلية الجهود والتحرك بما يقتضيه الموقف , وذلك بسعيهم إلى تحقيق مكاسب سياسية وكسب التعاطف الجماهيري من خلال ما تقوم به وسائل إعلامهم من تسليط الضوء على توجيه التهم لبعضهم البعض والتقليل من مصداقية مواقفهم تجاه الفيلم المسيء بدعوى فساد عقيدتهم ومهما قدموا من تضحيات فهم على خطر عظيم ولا يمكن تصنيفهم إلا فئة ضالة، بما يكشف ارتفاع نسبة العداء لبعضهم البعض وحجم الانتهازية التي تغلغت في نفوسهم والاحتقان الطائفي الذي زادت حدته وتوسعت قنواته وأنشطته على حساب ثورات الربيع العربي منذ اندلاعها في الأقطار العربية بذريعة الحد من التوسع الشيعي الإيراني في المنطقة كخطاب رسمي مسيس من قبل الإخوان المسلمين يناهضه الخطاب الشيعي بحجة الممانعة والوقوف في وجه السياسية الأمريكية في المنطقة والمتاجرة بقضية القدس الشريف للحصول على الأموال التي تنفق للتحشيد الطائفي وشراء الذمم من أجل الوصول إلى السلطة والعدو بمعزل تماماً عن ذلك بل المؤكد أن الجميع يتحالف معه ويعقد صفقات في الليل وبما يخول القول أن الضرورة تبيح المحظورات والغاية تبرر الوسيلة الذي تتبرأ منه كل الجهات وأصبح شعاراً ملتصقاً بالجميع يتصدر المشهد ويقحم الجميع في خلافات هامشية .هذه التيارات المتخمة بالطائفية أثبتت للجميع في هذا الوقت العصيب أنها عبء على الإسلام الحر الإسلام الشفافية الإسلام الإنساني الذي لايتستر بالقبائح ولايحمل مفاهيم تناقض بعضها البعض بما يستوجب الشك في وحدته الفكرية العقدية من أجل السيادة والسلطة ونحن نرى كيف تسعى جاهدة في أي زمان ومكان لتوسيع أنشطتها ومضاعفة أنصارها ولو على حساب القيم والمقدسات .وما يحدث برهان كاف عن سقوط الطائفية وإخفاقها في الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والكارثة أن الخلافات التاريخية مستمرة في تقييدهم ويدفعهم لذلك المصالح الشخصية بما يدفعهم إلى تبني ثقافة العنف والتطرف وعندما يفشلون في القفز الى طموحاتهم السياسية يعمدون إلى تنفيذها تجاه بعضهم البعض بحجة الظلالة ومخالفة السنة وإدعاء كل منهم أنه الحق وما دونه الباطل، محدثين بذلك صدعاً في عمق الصف و الوحدة الإسلامية يؤتي ثماره في خدمة أعداء الإسلام في كل حين ويلتهم الجميع حين تتعرض الأمة للإهانة والإساءة في مقدساتها.والمخزي أن الجميع يعلم أنه يتمترس خلف الطائفية ويتستر بالخلافات المذهبية التي مصدرها أساسا مطامع سياسية تارخية تلاحقنا إلى يومنا هذا مصاحبة بنظرة سوداوية وعدائية لمفاهيم الحوار واستخدام العقل والمنطق التي قد تهدد مصالح البابوات والمنظرين في حين يتحدثون عنها كذريعة لفتح أبواب نزاع جديدة يعد لها كل طرف إعداداً مفخخاً مسبقا بما يضمن استمرارية الخلاف والصراع .والوصف الأنجح لديهم أن يصف الحوار والتقارب على أنه حالة ضعف وخنوع في الوقت الذي تفتقد كل جهة الى ابسط المقومات والإمكانيات التي تجعلهما في موقف القوي القادر على المواجهة بداية من المواجهة الفكرية والسياسية والاقتصادية التي تستنزف في حرب بعضهم البعض الى إمكانياتهم العسكرية البدائية التي يتم استخدامها في التفجيرات الإرهابية وتعريض أمن البلاد الإسلامية والعربية للتدخل من قبل القوى العظمى والتي تدفع ضريبتها التيارات المحايدة والوطنية وهنا نستثني أقلام التيارات الليبرالية الإسلامية والمستقلة التي احتشدت منفردة للدفاع عن الإسلام بصوت جهوري غاضب وخطاب صريح لا يعول في وصوله إلى السلطة على فيلم مسيء الى شخص الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه و لا تشوبه لوثة فكرية ضيقة طامعة في استغلال الموقف للحضور سياسيا بناء على خلفية طائفية منهمكة في صراعات تعرقل وحدة الصف العربي والإسلامي في موقف يهدد الأمة ومقدساتها ولا ننسى تلك الأصوات من الديانات الأخرى التي استنكرت هذا الفعل المشين بغض النظر عن نواياهم وما يرمون إليه من وراء ذلك .
|
آراء
الأصولية توظف الفيلم المسيء للإسلام طائفيا
أخبار متعلقة